كتبت “الأنباء”تقول: “تستمر العملية البطولية في غزّة بيومها العاشر، وما من مؤشّر على أن الحرب ستنتهي في وقت قريب، فالقصف الإسرائيلي على قطاع غزّة مستمر وبوتيرة متصاعدة، في حين أن الرشقات الصاروخية التي تُطلقها الفصائل الفلسطينية لم تتوقّف، لا بل أن أن هذه الفصائل تكشف يومياً عن تقنيات صاروخية جديدة.
إلى ذلك، فإن الأنظار شاخصة إلى العملية البرّية المرتقبة التي يهدد الجيش الإسرائيلي بها، وفي حين كان من المفترض أن تنطلق هذه العملية ليل السبت الأحد، تأجّلت بسبب ضغوط أميركية لوجود خطر على رهائن “حماس” من جهة، واحتمال تسبّب هذه العملية بحرب مع “حزب الله” من جهة أخرى.
*في الجنوب، تفاقم الوضع وارتفع منسوب التوتر مع تكرار الاعتداءات الإسرائيلية ورد “حزب الله” وكتائب “القسّام” بقصف عدد من المستوطنات والثكنات الإسرائيلية شمال فلسطين المحتلة*
مصير الجبهة الجنوبية بات مرتبطاً بشكل واضح بالعملية الإسرائيلية البرّية في غزّة ومدى قساوتها، وفي حين رجّح بعض المحللين قيام إسرائيل بعملية “متواضعة” تكون عبارة عن ضم مناطق بشكل تدريجي، لتفادي فتح جبهة الجنوب، حذّر البعض الآخر من عملية واسعة النطاق في غزّة.
*لم تحسم إسرائيل موقفها بشأن الاجتياح بعد، وثمّة مخاوف جدية لدى الاحتلال تدفع لتأجيل هذه العملية*، والأخذ بعين الاعتبار السلبيات التي قد تستجد. وفي هذا الإطار، أظهرت واشنطن قلقاً واضحاً من تدخّل “حزب الله”، وهذا ما ظهر خلال تصريحات مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، وإرسال البنتاغون “إيزنهاور” بعد فورد إلى الشرق الأوسط، لردع حلفاء طهران من التدخّل.
إلى ذلك، قام الرئيس وليد جنبلاط بزيارة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بحث فيها التطورات الحاصلة في فلسطين، وذكّر خلالها بحل الدولتين رافضاً واقع الحرب المفروض على غزّة، وفي هذا الإطار، علّق عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة وقال إن هذه اللقاءات دورية، والاجتماع أكثر من ضروري في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، اعتبر خواجة أن اليوم كان “الأكثر حماوة في أيام الجنوب نتيجة الأحداث التي حصلت وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق اللبنانيين، لكن الأمور ما زالت تحت السيطرة وضمن قواعد الاشتباك، وبقدر ما يتوتر الوضع في فلسطين تتوتر الجبهة الجنوبية والمنطقة بشكل عام”.
أما وعن الداخل الفلسطيني، توقع خواجة أن “يشن جيش العدو الإسرائيلي عملية برية على غزّة دون تحديد حجمها، وذلك لاستعادة ثقته بنفسه وثقة شعبه به من جهة، وإعادة نظرية الردع في غزّة، وتطوّر هذه العملية يعتمد على نتائجها في أولى مراحلها، فإذا كان التقدّم صعباً يتواضع الهجوم، وإذا كان التقدّم سهلاً بالنسبة له، يستمر”.
وشدّد خواجة على أن “اللبنانيين معنيون بما يحصل في فلسطين، ولذلك نتأثر بالمستجدات”، منتقداً المجتمع الدولي والسياسيات الإعلامية الغربية والنظر إلى الصراع الحاصل من منظار أعور.
إذاً، يبدو أن فلسطين المحتلة مقبلة على صراع طويل الأمد، ولكن مما لا شك فيه أن قطاع غزّة والفصائل الفلسطينية وصمود أصحاب الأرض يفرض معادلات جديدة في منطقة الشرق الأوسط، مقابل آلة الحرب الإسرائيلية والدعم الغربي العسكري والسياسي والإعلام الضخم”.