كتب نقولا ناصيف في صحيفة “الاخبار” تحت عنوان “عون – الحريري: نومٌ على مسامير الإستحقاق”: لا جدال في ان الرئيس سعد الحريري، قبل ان يعلن قريباً تأييد ترشيح الرئيس ميشال عون، يقتضي به التخلص اولاً من الاحمال التي حطّها على كتفيه. تبدأ في الداخل، وتمر بحلفاء الدم، كي تستقر عند الخصوم الذين ابدل بهم رفاق الامس.
ثمة سابقتان في استحقاقين رئاسيين بين مرشحين اثنين لم يكونا حليفين، كالآن، مضيا في المواجهة في اقتراع غير متكافىء في الاصل، لكن “قضية” رافقت هذين الاستحقاقين هي التي بقيت، ولا تزال يقصّها تاريخ الاستحقاقات الرئاسية المتعاقبة: الاولى عام 1958 بين العميد ريمون اده وقائد الجيش اللواء فؤاد شهاب، والثانية عام 1976 بين اده وحاكم مصرف لبنان الياس سركيس .
للمفارقة ان احد مرشحي الاستحقاق هو نفسه، هو اكثر مَن ترك في الحياة الدستورية اللبنانية دروساً لا يرتوى منها في الديموقراطية .
في استحقاق 1958، عارفاً سلفاً بنتائج الاقتراع، أصرّ اده على الاستمرار في المنافسة تحت شعارين: اولهما رفضه ترشيح عسكري لرئاسة الجمهورية وافتتاح سابقة تتكرّر في ما بعد وقد اصاب حدسه، وثانيهما رفضه تسمية رئيس للبنان في اتفاق خارجي بين دولتين هما الولايات المتحدة ومصر. مضى في المنافسة وحرم شهاب الفوز في الدورة الاولى من الاقتراع، الا انه تمسك بوجهة نظره كي يقول انه يرفض ما كان يحدث. ما تبقى من انتخابات 1958 ليس انتخاب شهاب فحسب، بل ايضاً وفي منزلة موازية “قضية” اده اذ جعلت ما حصل ذا مغزى ودرساً”.