كتبت صحيفة “الشرق” تقول:
على الرغم من انسداد طريق الحل الرئاسي داخليا، والضبابية التي تخيم على مساعي الموفدين الدوليين، الا ان حركة الاتصالات والمشاورات الثنائية والثلاثية بين أعضاء اللجنة الخماسية لم تتوقف، بل زادت وتيرتها وزخمها خلال الأسابيع والايام الماضية في العاصمة الفرنسية تحديدا.
وفي هذا الإطار كشف مرجع ديبلوماسي رفيع في باريس عن ان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ما زال متمسكا بالمهام التي اوكلها اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وهو على تواصل مستمر مع أعضاء اللجنة بهدف تقريب وجهات النظر توصلا الى ايجاد خرق ما على طريق الحل.
وقالت إن لودريان سيبقى في العاصمة الفرنسية ولن يغادر إلى المملكة العربية السعودية لتسلم مهامه في منطقة العلا، إنما سيسير عمله من مكتب خاص يعود للمملكة. وبالتالي فان اي تحرك او مهمة خارجية له ستنطلق من باريس،
واشارت الى ان هناك كلاما ديبلوماسيا عن لقاءات غير رسمية تعقد بين مسؤولين فرنسيين وآخرين اعضاء في اللجنة لبلورة صورة المعطيات والاتصالات حول الملف الرئاسي.
وكشفت المعلومات الديبلوماسية المستقاة من باريس ان مسؤولا رفيع المستوى في الجامعة العربية وصل أمس إلى العاصمة الفرنسية، وقد يلتقي خلال الساعات المقبلة مسؤولين فرنسيين وسعوديين ملمين بالملف اللبناني في محاولة لإزالة العقبات والعراقيل التي تحول حتى الساعة من توافق اللبنانيين على اختيار اسم لرئاسة الجمهورية.
وقالت المصادر ذاتها من الصعب التكهن ما إذا كان هذا المسؤول سيتمكن من احراز خرق ما على خط الاتصالات، عازية ذلك لأسباب عدة اهمها ان الموضوع اللبناني متشعب الوجهات والنواحي، وتتقاسمه أطراف دولية عدة، وكل طرف يعمل لمصلحته اولا، ومن ثم لمصلحة لبنان. فكيف يمكن الاتفاق والتوافق بين أعضاء الخماسية في وجود تباينات ومصالح؟
واعتبر المرجع انه حتى الساعة لا تبدو ان الامور تتجه نحو الحل او التسوية طالما ان نتائج المشاورات الجارية بين المعنيين لم تتمكن ان احراز خرق ما في الجدار اللبناني.
وبالتالي فان زيارة لودريان المقبلة الى بيروت ايضا لم يتم تحديدها من قبل المراجع الفرنسية، فهي ما زالت معلقة في انتظار نتائج الموفدين القطريين الذين سيضعون أعضاء الخماسية في اجواء الزيارات إلى بيروت ليتم بعدها تحديد زيارة لودريان إلى لبنان اذا لزم الأمر.
اما الكلام عن ضم إيران إلى المجموعة الخماسية، فإن المعلومات تشير الى ان هذا الامر طرح بشكل جدي منذ فترة بين أعضاء اللجنة، والذي لاقى تجاوبا من قبل الاعضاء بإستثناء الولايات المتحدة التي تحفظت ولم تبد اي رغبة في إشراك إيران في أعمال اللجنة.
وبالتالي فإن هذا الامر لم يعد مطروحا من جديد في انتظار بلورة صورة المشاورات الاميركية الإيرانية، الا ان بعض المراجع الديبلوماسية ترى ان هذه المسألة ربما قد تشكل مدخلا او مسهلا للحل ولالتقاط قواسم مشتركة تقرب وجهات النظر حول الملف الرئاسي في لبنان.