كتبت صحيفة “نداء الوطن”: يصل اليوم الى بيروت الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني ليباشر نشاطه في أسبوع سيكون قطرياً بإمتياز، بعدما كان الأسبوع الماضي فرنسياً. ويأتي موفد الدوحة ليدفع بملف الاستحقاق الرئاسي نحو الحل بعدما فشل في هذه المهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.
وفيما يتطلع الوسط السياسي الى ما يمكن للدور القطري ان ينجزه رئاسياً، ظهر رئيس مجلس النواب نبيه بري مغرداً خارج سرب الأحداث، وبقي متمسكاً بمبادرته الحوارية الرئاسية التي أطلقها نهاية آب الماضي، غير آبه بالرفض الذي قوبلت به، خصوصاً مسيحياً، وهذا ما ينطبق عليه المثل «عنزة ولو طارت».
كيف بدت الأجواء عشية الأسبوع الحالي؟ في معلومات لـ»نداء الوطن» أن لودريان، في ذروة اتصالاته التي كانت مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اقترب من خيار «المرشح الثالث»، بما ينطبق على قائد الجيش العماد جوزاف عون. وفي جو هذا الخيار، جرت مصارحة بين لودريان والراعي، استفسر الأول خلالها عن الظروف التي نجح فيها تعديل الدستور، كما حصل في عهد الرئيس اميل لحود، فيما لم ينجح في استحقاق انتخاب الرئيس ميشال سليمان.
وفي سياق متصل، علم أن «حزب الله» أصبح يملك الخطة «ب» الرئاسية، وفيها جوزاف عون، وأن ايران ليست في وارد الاعتراض على اسم قائد الجيش. أما اللقاء الأخير الذي جمع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد برئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فقد أتى بعد شعور الأخير بالاحباط نتيجة ما نشر عن لقاء رعد بالعماد عون. لذلك أكد له رعد أنه ما زال خيار «الحزب» الرئاسي، مضيفاً: «لكن الأمور ما زالت معقّدة».
وبحسب المعلومات، فإن «المفاجأة» التي رافقت تقدم الدور القطري المتبني لقائد الجيش هو موقف الرئيس بري الذي «ثارت ثائرته»، فراح يتشدد في التمسك بترشيح فرنجية، وطالب «حزب الله» بأن «يعجّل بالحوار مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وأن «يتجاوب» مع مطالبه من أجل قطع الطريق على جوزاف عون. في المقابل، بدا «الحزب» متريثاً حيال ما طلبه حليفه في الثنائي الشيعي باعتبار أن ما يطالب به باسيل له صلة بالطائف مثل اللامركزية المالية، كما هو الحال مع الصندوق الائتماني الذي دونه مراحل.
وكشف مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» عن عاملين أساسيين جعلا إمكانية اتمام الاستحقاق الرئاسي ليست بعيدة المنال، وهما: «النهاية الدراماتيكية للمبادرة الفرنسية، والمعطيات التي وصلت الى اكثر من جهة لبنانية عن إمساك قطر بتفويض من «الخماسية» العربية والدولية بالملف الرئاسي اللبناني».
كيف يتعامل الرئيس بري مع هذه التطورات؟ أكد لقناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ»حزب الله» أنه مستمر في السعي «لإنجاح الحوار، لأنه المدخل الضروري لمعالجة المأزق الرئاسي»، وقال إن مبادرته الحوارية هي «الوحيدة الموجودة على الطاولة، وما في غيرها». وأضاف ان الموفد الفرنسي «تبنّى المبادرة ودعمها».
وعما إذا كان يدعو الى حوار بمن حضر، أجاب: «من جهتي سأوجه الدعوة الى حوار وفق الأصول، وآمل ان تتحلى جميع القوى والكتل بالمسؤولية الوطنية، وأن تتقي الله».
وأوضح ان لودريان أبلغه انه عائد قريباً لرعاية لقاء في قصر الصنوبر في ضوء الأجوبة التي تلقاها على الأسئلة التي وجهها.
وعن تأكيد بعض النواب الذين التقوا الموفد الفرنسي أن معادلة ما بعد زيارة لودريان هي: لا سليمان فرنجية ولا جهاد ازعور، أجاب: «نحن غير معنيين بما يطرحه البعض».
ومن الملف الرئاسي، الى ملف النزوح السوري الذي شهد تطوراً غير مسبوق، إذ أوردت «وكالة الأنباء القبرصية» يوم الجمعة الماضي ان وزير الداخلية كونستانتينوس ايوانو، وبعد اجتماع عقده مع وفد من الحزب الديمقراطي برئاسة نيكولاس بابادوبولوس لاطلاعه على الوضع في ما يتعلق بمسألة الهجرة، قال: «إن قبرص ترى أنه يجب إعادة تقييم وضع سوريا حتى تتمكن من إعادة وترحيل المهاجرين إلى هناك».
كما أشار ايوانو إلى أنه بعث برسالة إلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس أكد فيها «ضرورة دعم لبنان، حيث يقدّر عدد السوريين المقيمين فيه حالياً بـ 2.5 مليون سوري». وقال: «إذا انهار لبنان فإن أوروبا كلها ستواجه مشكلة».
وفي معرض ردّه على أسئلة الصحافيين قال وزير الداخلية: «إن الوضع على حاله في سوريا منذ ما يقارب 11عاماً». وأشار إلى أن قبرص ودولاً أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي «تتشارك نفس الرأي، بأنه يجب إعادة تقييم وضع سوريا». واعلن إيوانو أن هناك منطقتين تم تصنيفهما بالفعل على أنهما آمنتان من قبل وكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي، «لذا يجب الاعتراف بهذا على مستوى الاتحاد الأوروبي أيضاً، حتى نتمكن من ترحيل الأشخاص أو إعادتهم إلى سوريا».
ورداً على سؤال، قال الوزير ايوانو: «إن قبرص حسنت علاقاتها الجيدة بالفعل مع لبنان، وأن البلدين يتبادلان المعلومات في ما يتعلق بتدفقات الهجرة».