كتبت صحيفة “الشرق”: في ظل قناعة شبه راسخة بأن زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان الثالثة الى لبنان من دون جدوى، ما دام لا يحمل جديدا يفك أسر الرئاسة ولا هو قادر على تقريب وجهات نظر القوى السياسية الى نقطة وسط تتيح انجاز الاستحقاق، لم تعد محطات جولة لودريان في بيروت التي تواصلت امس لليوم الثاني على التوالي محط اهتمام اللبنانيين الذين يتطلعون الى موعد جديد في نيويورك مع التئام مجموعة الدول الخماسية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في 22 الجاري، علّها تجترح تسوية او حلا يمكن معه القفز فوق مطب الازمة بانتخاب رئيس واطلاق قطار الاصلاح. الا ان اللافت بحسب ما ابلغت مصادر غربية “المركزية” هو ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لن يشارك في الاجتماع الاممي وستتمثل فرنسا بوزيرة خارجيتها كاترين كولونا، علما ان لودريان سيتسلم مهامه الفرنسية- السعودية مطلع تشرين الاول المقبل، من دون ان يتحدد حتى الان ما اذا كانت تلك المهام ستنهي وظيفته “اللبنانية”، وهو الخيار الاكثر ترجيحا نسبة لكم العمل الملقى على عاتقه.
وفيما لم يسجل اي جديد في لقاءات لودريان، فإن كليمنصو اطلقت جديدا بموقف جنبلاطي وجه سهامه في اتجاه معراب الرافضة للحوار حاسما خياره الى جانب عين التينة في تأييد عقد الحوار.
وليد جنبلاط للحوار
واصل المبعوث الفرنسي لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين عارضا الاستحقاق الرئاسي ومشددا على اهمية الحوار لانجازه. فالتقى امس النائب السابق وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، في حضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعضو كتلة اللقاء النائب وائل أبو فاعور، للبحث في المستجدات السياسية. وقال جنبلاط بعد اللقاء “دائماً لدى حزب “القوات” وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار”. ورداً على سؤال ان كان “اللقاء الديمقراطي” أُبلغ بتوقيت عقد جلسة للحوار قال: “لم نُبلغ بشيء، وكل شيء بوقته”. وعمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قال جنبلاط: “لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء”. وأشار إلى أن “بعض الأفرقاء المحليين لا يريدون حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال”.
عند رعد
وكان رئيس كتلة”الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد استقبل الموفد الفرنسي صباحا، في حضور مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والوفد الفرنسي المرافق.
وتطرق الحديث إلى “المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين حول الموضوع الرئاسي”، وفق ما افادت العلاقات الاعلامية في “حزب الله”. وإعتبر لودريان أن “طرح الرئيس بري للحوار يصب في السياق نفسه ،ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد”. من جهته، شدد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” على “أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي”. وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.
خطر وجودي
بعدها، التقى لودريان عدداً من النواب التغييريين في قصر الصنوبر وأولم على شرفهم. وقال النائب ياسين ياسين بعد لقائه لودريان: حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري وهو أجابنا بألّا حلّ إلّا به فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان.
لا فيتو
واستقبل لودريان ممثلا كتلة” تجدّد “النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي في قصر الصنوبر. وعصرا زار لودريان الصيفي واجتمع مع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل وتوجه منها الى معراب حيث استقبله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اعتبر ان “الوقت الحالي هو لانتخاب رئيس للجمهورية وليس لتضييع الوقت بالحوارات التي هي قائمة كل اليوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة”.
ولفت جعجع الى ان “من عطل إنتخاب الرئيس حتى اليوم هو محور الممانعة”. واكد بانه “ليس لدينا فيتو على اسم قائد الجيش جوزيف عون وكل شيء في وقته”.
شرط مسبق
ليس بعيدا، اشار نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني الى ان لودريان لا يحمل جديداً بل الزيارة استتباع للقاءات السابقة ويحاول تقريب وجهات النظر، مضيفاً “يجب ان لا ننسى ان هناك حوارات عدة قائمة بين قوى المعارضة وقوى الاعتدال وغيرها حول الموضوع الرئاسي وبطريقة ثنائية ولكنها لا تختزل الدستور ولا تتعارض معه ولا تُشكّل شرطاً مسبقاً لإنتخاب الرئيس في مجلس النواب. وهذا ما يميزها عن الحوار الذي يدعو اليه بري والذي يبدو من حيث الشكل حوارا اما من حيث المضمون فلا يمت الى الحوار بصلة”.