كتبت صحيفة “الديار”: في ضوء الملفات العالقة من الاستحقاق الرئاسي، والمساعي لإنهاء المعارك في مخيم عين الحلوة، الى مسألة النزوح السوري، زحمة موفدين في إتجاه بيروت للمساهمة في حل هذه المسائل، من الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مروراً بزيارة نائب رئيس حركة «حماس» في الخارج الى لبنان موسى أبو مرزوق، وصولاً الى الزيارة المرتقبة في العشرين من الجاري للموفد القطري، الذي ووفق المعلومات سيحمل معه إيجابيات وأسماءً رئاسية، مع البحث في إمكانية دعوة اطراف لبنانية الى قطر، لإجراء مباحثات تتعلق بالاستحقاق الرئاسي، بحيث يضع البعض آمالاً بإمكانية ان يخرق الموفد القطري هذا الملف، فيما تبقى مهمة الموفد الفرنسي الذي التقى امس عدداً من المسؤولين اللبنانيين بدءاً بالرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي وقائد الجيش، ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، على ان يزور معراب بعد ظهر اليوم، ويلتقي حزب الله، ويوم الخميس يزور بكركي للقاء البطريرك الراعي، إضافة الى نواب مستقلين في قصر الصنوبر.
الى ذلك ولغاية عصر امس، كانت الاجواء الرئاسية عادية لا بل لم تحمل جديداً في جعبة لودريان، فلا بشائر ولا ايجابيات، بل دعوة قديمة – جديدة الى الحوار، لربما تتكامل مع الحوار الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وسط معلومات بأنّ زيارته لن تكون الاخيرة للبنان.
الى ان برزت معلومات من العاصمة الفرنسية ليلاً، مفادها انّ لقاءات جرت ضمنها وبعيداً عن الاضواء، تناولت الاستحقاق الرئاسي اللبناني، اذ سجّل لقاء جمع النائبين ملحم الرياشي ووائل أبو فاعور، مع المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا في باريس، كما توّجه الى هناك النائب فؤاد مخزومي، حيث عقد سلسلة لقاءات والتقى العلولا ايضاً، في ظل تكتم شديد من النواب المذكورين. لكن ووفقاَ للتسريبات القليلة، افيد بأنّ اللقاءات التي جرت أكدت وقوف الرياض الى جانب لبنان، وفي الملف الرئاسي تحديداً وبهوية الرئيس وصفاته.
الملف الرئاسي والصعوبات
في السياق ووفقاً لقراءة من مصادر سياسية متابعة لما يجري على الساحة الرئاسية، اشارت في حديث لـ»الديار» الى إنجاز الملف الرئاسي يحمل في طياته صعوبات كثيرة لانه يتطلب اولاً إنهاء التوتر السعودي – الايراني، وبالتالي فلبنان ليس على أولويات عواصم القرار كما يعتقد البعض، وعن المبادرة القطرية رأت بأنّ الدوحة لا تخرج عن عباءة «اللجنة الخماسية» وعن الرياض تحديداً حتى ولو هنالك خلافات، لانّ اي طرح قطري يكون منسّقاً مع المملكة. ولفتت الى وجود ضوء أخضر أميركي لقطر بمساعدة الجيش، وتمثّل الدعم بهبة السبعين مليون دولار لعناصر الجيش منذ أكثر من سنة، وتبعها منذ أيام تقديم قطر هبة بثلاثين مليون دولار من أجل تأمين المحروقات وأمور لوجستية للجيش.
لقاء سيجمع البخاري ولودريان غداً بعدد من النواب
ومساء افيد بأنّ السفير السعودي وليد البخاري، اجرى اتصالات بعدد من النواب، ودعاهم الى لقاء عند الرابعة من بعد ظهر غد الخميس، يحضره الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وفي هذا الاطار علمت «الديار» انّ اللقاء سيحمل بعض الايجابية من ناحية تبلور موقفيّ الرياض وباريس في ما يخص الازمة الرئاسية.
هل جمّدت مبادرة بري؟
وبالتزامن مع ما قوبل حوار لودريان بالرفض، لم يكن حوار رئيس المجلس النيابي في وضع افضل، وفي السياق اعلن الاخير عقب لقائه الموفد الفرنسي بأنّ وجهات النظر متطابقة معه، ولا سبيل الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار للخروج من الأزمة الراهنة، وإنجاز الإستحقاق الرئاسي، وهذا ما هو متاح حالياً لمن يريد مصلحة لبنان.
لكن وإنطلاقاً من رفض كتل نيابية عدة لحوار برّي، وعلى الرغم مما يقال من قبل نوابه والمقرّبين منه، بأنّ الحوار لم يجمّد، فرئيس المجلس لن يحدّد موعداً للجلسة 13 لإنتخاب رئيس، وهو سبق ان كرّر مراراً بأنه لن يدعو الى اي جلسة انتخابية رئاسية اذا لم يتم الاتفاق على إسم الرئيس، وقبل ايام أبلغ النائب باسيل حزب الله بأنه سيصوّت للوزير السابق جهاد أزعور، في حال دعا الرئيس بري الى جلسة رئاسية، مما يعني انّ تلك الدعوة باتت بعيدة جداً، بالتزامن مع إعلان رئيس «اللقاء الديموقراطي» تيمور جنبلاط، خلال إستقباله الاسبوع الماضي وفداً من النواب المعارضين بأنه ما زال مؤيداً لخيار أزعور.
عين الحلوة في مهب الريح
امنياً تواصلت الاشتباكات والمعارك الداخلية في مخيم عين الحلوة، بعد هجوم كبير شنته جماعة «جند الشام» على مختلف المحاور، وسط معلومات عن وفاة جريح لحركة «فتح» يوم امس، ما رفع عدد قتلى اشتباكات المخيم إلى عشرة، وسط مخاوف يعيشها سكان المخيم من انفجار كبير مرتقب، وفي هذا الاطار طلبت القوى الأمنية اللبنانية من المواطنين، عدم سلوك اوتوستراد صيدا بسبب القذائف والرصاص الطائش الذي يغزو المدينة جرّاء الاشتباكات، الامر الذي ادى الى سقوط قتلى وجرحى ضمنها جرّاء القنص مع أضرار في المباني.
وفي اطار وساطات التهدئة، جرت اتصالات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين لبنانيين وفلسطينيين، لوقف هذا التدهور الامني اليومي، ووضع حد نهائي لكل ما يجري، بالتزامن مع إتساع نفوذ المجموعات المتطرفة داخل المخيم، وبسبب وجود مخاوف من الانفجار الكبير.
فيما على الخط العربي وتحديداً مصر وبعض دول الخليج، إتخذ القرار بدعم حركة «فتح» وفق ما تقول مصادر سياسية معنية بالملف الفلسطيني لـ»الديار»، اذ تعمل تلك الدول على إسترجاع الورقة الفلسطينية بالكامل، وترفض سقوط حركة «فتح»، وتشير الى وجود عامل مذهبي هو الدعم السنيّ اللبناني والعربي لها، وقد بدا ذلك واضحاً من خلال مواقف كبار المسؤولين السنّة في لبنان، وفي طليعتهم المفتي عبد اللطيف دريان والرئيس ميقاتي وبعض الشخصيات السنيّة وإن لم تعلنها بوضوح.
في غضون ذلك سيجري نائب رئيس حركة «حماس» في الخارج موسى أبو مرزوق، الذي وصل الى بيروت امس لقاءات بمسؤولين لبنانيين، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية، لمحاولة احتواء الأوضاع في مخيم عين الحلوة والتأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار.
إقرار موازنة 2024
حكومياً أقر مجلس الوزراء موازنة العام 2024 بعد الانتهاء من مناقشة كامل بنودها، على أن يحيلها في نهاية الاسبوع الى مجلس النواب.
من ناحية اخرى دعا ميقاتي الى إقامة ورشة مع المجلس النيابي، تخص ملف النزوح السوري لانّ هذا الموضوع يخص اللبنانيين جميعاً، وتوجّه بالدعوة الى مجلس النواب لعقد اجتماعات متواصلة للقيام بخطوات إنقاذية مهمة، وانتخاب رئيس الجمهورية على سلّم الأولويّات، كما دعا موظفي الادارة العامة لوقف اضرابهم والعودة الى العمل، اذ من دون الواردات نحن غير قادرين على تحسين الوضع الاجتماعي كما قال.