كتبت صحيفة “نداء الوطن”: «عا بعبدا ما بيفوتوا»، هذه العبارة كررها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مراراً في الكلمة التي ألقاها أمس في قداس «ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية» في معراب. والدلالة المباشرة لهذه العبارة، هي أن طريق الاستحقاق الرئاسي لن يكون سالكاً أقله في أيلول الحالي حيث يصل قريباً الى لبنان الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.
من الواضح أنّ المقصود بـ»ع بعبدا ما بيفوتوا»، هم فريق الممانعة، بالإضافة الى «التيار الوطني الحر»، إذ قال جعجع: «رغم كل ارتكابات محور الممانعة، نجد أن البعض ما زال مصرّاً على القيام بصفقات مع «حزب الله»، و»كأنو ما صار» في كحّالة وعين إبل وعين الرمانة و 7 أيار، وكبتاغون وتهريب وفساد، بغية تغطية صفقة محتملة». والى»هذا البعض» أضاف: «من الحرام أن تستخدم عناوين جدية مهمة في صميم المصلحة العامة، من أجل إبرام صفقات تخدم مصالحك الشخصية وتضرب مصالح اللبنانيين في العمق، تشبه نتيجة صفقة «مار مخايل» التي اوصلتنا الى هذه الحالة، ما يعني أن إجراء اي صفقة مماثلة «بطّيرنا من الوجود وبيقبع لبنان من الجغرافيا».
وتابع: «نحن مستعدون أن نتحمّل الفراغ لأشهر وسنوات، إلا أننا غير مستعدين أبداً لتحمّل «تقالة دمّن» بالدرجة الأولى، وفسادهم وسرقاتهم وسوء إدارتهم وسيطرة دويلتهم على دولتنا بالدرجة الثانية».
وطال جعجع بالانتقاد «بعض السياسيين المنتخبين من الشعب الذي لا يرغب في الاعتراف بالحقيقة… هؤلاء السياسيون يذكّروننا بمتلازمة استوكهولم». وخاطب فرنسا، من دون ان يسميها، قائلاً: «الى اصدقاء لبنان في الخارج الذين يحاولون مساعدته: بكل صراحة ومحبة، كنّا ننتظر منهم مساعدة اكثرية اللبنانيين (…) بدل مجاراة الفريق الآخر بخزعبلاته، تارة بمقايضة رئيس الجمهورية برئيس الحكومة، وطوراً بتخطي الدستور وقواعد اللعبة الديمقراطية الفعلية وتخطّي المجلس النيابي عبر صفقات جانبية يُطلق عليها زوراً اسم حوار».
وأكد ان «لا خلاص للبنان من دون معارضة واسعة وواضحة، لا تساوم».
في المقابل، إنبرى قادة الصف الأول في «حزب الله» الى التصويب على أهداف خارجية وداخلية معاً. فمن التصويب على المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، ورفض «المواعظ التي يقدمها الى اللبنانيين في كيفية الاتفاق مع صندوق النقد الدولي»، الى انتقاد «التصويت على قرار التمديد لقوات «اليونيفيل»، والتعجب من مواقف الدول «التي كانت تفترض أن لبنان له الحقّ في أن تتعهد «اليونيفيل» بالتنسيق في حركتها مع حكومته وجيشه، إلّا أنها بسحر ساحر وإنقلاب في ليل مظلم تبدّل موقفها»، وصولاً الى القول إنه «من الممكن للعدو الإسرائيلي أن يمرر القرارات التي يشاء في مجلس الأمن، لكنه سيبقى عاجزاً عن تحقيق أي أهداف على أرض الجنوب».
أما داخلياً، فلاقت مواقف «حزب الله» مبادرة الرئيس نبيه بري الأخيرة بالقول: «نتحالف تحالفاً وثيقاً في رؤيتنا وفي مسارنا مع إخواننا في حركة «أمل» من أجل أن نصل إلى إنجاز الإستحقاق الرئاسي، بحيث يكون لدينا رئيس جمهورية نستطيع أن نأمن منه بأن لا يطعن المقاومة».
وفي اسرائيل، ظهر اهتمام اعلامي بلقاء الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري، والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي زياد النخالة».
ولفتت صحيفة «ازمنة إسرائيل» الى أن هذا الاجتماع جاء بعد أسبوع تقريباً من تحذير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رداً على تهديدات بالتصعيد في نهاية الأسبوع الماضي من قبل العاروري المقيم في لبنان.