كتبت صحيفة “الشرق”: يشبه الجو السياسي الاقتصادي الامني اللبناني كثيرا الجو المناخي المسيطر على البلاد، ضبابيا حارا رماديا. فلا معطيات تساعد على توضيح الصورة وتظهيرها لا رئاسيا ولا ماليا، بل ان التطورات والمواقف التي تُسجّل يوميا، تفاقم الغيوم والاسئلة. وفي ظل هذا المناخ الملبّد، حدث امني لافت في حي السلم، حيث افيد عن انتحار “ارهابي” سوري ضالع في تفجيرات السيدة زينب في سوريا مساء السبت، بعدما داهمه حزبُ الله، والخشيةُ كبيرة من ان يُستغلّ ما جرى في “السياسة” من قِبل الحزب، الذي مرة جديدة تحرّك في مناطق نفوذه، من دون ان يرجع الى الدولة والاجهزة الرسمية التي لم تحضر الا في اليوم التالي الى مكان الحدث.
اتصالات لودريان
رئاسيا، لا شيء محسوما بعد حيال عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت. فبينما كانت مقررة مطلع ايلول، الرجل قد يرجئ الزيارة خاصة في ظل عدم حماسة القوى النيابية المعارضة للحوار الذي يعتزم الدعوة اليه. وبحسب ما تقول مصادر ديبلوماسية، فإن لودريان يراجع راهنا مع دوائر القرار الفرنسي، خياراته واوراقه، كما انه يجري بعيدا من الاضواء، سلسلة اتصالات مع الخماسي الدولي المتابع للملف اللبناني، ليبني على الشيء مقتضاه، خصوصا وان عدم عودته الى لبنان سيعني انتهاء الوساطة الفرنسية، وهو يجوجل الآن التوجّهات الافضل لتفادي فشل جديد لمسعاه الرئاسي التوفيقي.
لا تقدم بعد
في الاثناء، يكثّف حزب الله والتيار الوطني الحر اتصالاتهما، لكن حتى الساعة، لا تبدو الامور تتقدم نحو تحقيق اتفاق سريع، خصوصا وان المطالب التي وضعها “البرتقالي” اي اقرار قانوني اللامركزية الادارية والمالية، والصندوق الائتماني، لا يمكن للضاحية وحدها ان تؤمنها، بل تحتاج الى موافقة عين التينة ايضا، الامر المتعذّر حتى اللحظة، خصوصا غداة مقاطعة نواب “لبنان القوي” جلسة التشريع الخميس الماضي. لكن، وفق ما تقول مصادر مطّلعة فان الحوار مستمر والجانبين مصران على اعطائه كل الفرص التي يحتاج، اذ ان انتقال رئيس التيار النائب جبران باسيل الى ضفة مؤيدي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، سيقلب التوازنات على الطاولة الرئاسية لصالح محور الممانعة.
تمسك بأزعور
في الغضون، لا يزال التيار يؤكد ان مرشحه هو الوزير السابق جهاد ازعور. بدوره، أكّد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد حواط أن المعارضة متمسكة بترشيح الوزير أزعور، مشيرا في حديث تلفزيوني الى أن كل القوى التي شكلت الحاضنة لأزعور ما زالت متماسكة حتى الساعة.
اما الحزب التقدمي الاشتراكي، ومع اعلانه تمسكه ايضا بأزعور، وتشجيعه للحوار، فقد اضاء على ميله الى خيارات “المعارضة”. في السياق، أعلن عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله، أن الكتلة “مع حوار غير مشروط يصل إلى مرشح مقبول من كل الفرقاء وقادر على أن يعيد فتح لبنان إلى العمق العربي والدولي وقادر على المحافظة على اتفاق الطائق وهوية هذا البلد وقادر على القيام بخطوة إنقاذية اقتصادية”. وقال في حديث تلفزيوني “دعوتنا الى الحوار وموقفنا الذي يسمّى وسطيا لا يلغي أبدا أننا كنا في الموقع نفسه مع المعارضة وسنستمر. ونحن لم نبدّل موقفنا”. وأضاف “نحن في العمق في الموقع نفسه وهذا الامر ترجم بتصويتنا في 13 جلسة بداية للنائب ميشال معوض وبعدها للوزير السابق جهاد أزعور”. وشدد على أنهم ضد أي مرشح تحدي، مؤكدا أنهم حتى اللحظة ملتزمون بجهاد أزعور مع فرقاء المعارضة.
الحوار بالانتخاب
من جهته، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس في عظة الاحد: لم نفهم لماذا بُترت الجلسة بعد دورتها الاولى الاساسية، بمخالفة واضحة للمادة 49 من الدستور وفي هذه الايام تسمعونهم يتكلمون عن سؤال وجواب ولقاء وحوار. فالحوار الحقيقي والفاعل هو التصويت في جلسة انتخابية دستورية ديموقراطية. والمرشحون موجودون ومعروفون.
بوحبيب الى نيويورك
وعلى خط التجديد لليونيفيل، علمت “المركزية” ان وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب سيتوجه الى نيويورك غدا الثلاثاء لمواكبة المشاورات الحاصلة بشأن التجديد للقوات الدولية سنة إضافية بدءا من 1 أيلول المقبل، في محاولة لحث الدول الأعضاء في مجلس الامن على الأخذ بمطالب لبنان والتي ترتكز الى العودة عن قرار التجديد المتخذ في العام 2022 والذي يحمل الرقم 2650، واعتماد الصيغة القديمة بإقران دوريات اليونيفيل بمواكبة من الجيش اللبناني.
شوشتري عند نصرالله
من جهة اخرى، استقبل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله مساعد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران السيد مهدي شوشتري، بحضور السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني. وبحسب بيان صادر عن الدائرة الاعلامية في “حزب الله” تم عرض آخر المستجدات والتطورات في لبنان والمنطقة والاتصالات السياسية الجارية إقليميًا.
اعتمادات صفرية
حياتيا، وفي ظل سجال مستجد بين وزارتي الطاقة والمال حول باخرة فيول “مشبوهة” وفق مصادر السراي، الازماتُ المعيشية تتجه لتطفو مجددا على سطح المستنقع اللبناني خصوصا مع انتهاء موسم الاصطياف. فقد اشار وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، في بيان، الى انه “في مجلس الوزراء تم التأكيد على أن تغذية المطار ومرفأ بيروت بالكهرباء هي من الخطوط الحمراء، التي لا يمكن التغاضي عنها أبداً، لأنهما شرايين حيوية للبلد، وكذلك الأمر في ما يتعلق بصيانة الطرقات، والتي تعد أساسية في موضوع السلامة العامة والمرورية، ومن المستحيل إنجازها باعتمادات صفرية”.