كتبت صحيفة “نداء الوطن”: في اليوم الرابع للفلتان الأمني في مخيم عين الحلوة وتطاير شظاياه في محيطه الجنوبي، ولا سيما الصيداوي، تقدمت جهود وقف إطلاق النار. وظهر تراجع التصعيد في الاشتباكات على محاور المخيم مساء أمس، ما سمح لفريقي «هيئة العمل الفلسطيني المشترك» بالتحرك ميدانياً انطلاقاً من محورَين في المخيم هما: الأول، من جهة المنطقة التي يسيطر عليها الناشطون الاسلاميون. والثاني، المحور الذي تسيطر عليه حركة «فتح». وشارك وفد من حركة «أمل» في هذه الخطوة الميدانية.
وفي انتظار أن تتحرك اليوم لجنة التحقيق التي قررت الهيئة تشكيلها، بلغت حصيلة الانفلات المسلح أمس 3 جرحى، ووصلت الى 12 قتيلاً و70 جريحاً خلال أيام القتال. وقد استمرت المناوشات ما بين الثانية بعد الظهر ولغاية السادسة مساء حين توقفت كلياً. وفي الوقت نفسه، أرسل الجيش تعزيزات كبيرة الى مدينة صيدا، ضمت عشرات الآليات. كما واصل الجيش اتخاذ الاجراءات الاحترازية في محيط المخيم.
وفي معلومات «نداء الوطن» أنّ المخيم حالياً يشكل «بالون اختبار» للتأكد من أن ما حدث منذ السبت الماضي، كان نتيجة تراكمات أمنية، أم أن هناك أهدافاً خفية ستؤدي الى معاودة الاشتباكات. وليلاً أفاد مراسل «نداء الوطن» في صيدا عن إطلاق قذيفة ورصاص في المخيم، وصفته مصادر فلسطينية بأنه «خرق» جرت معالجته.
وأشارت المعلومات الى أن الجهد الحقيقي الذي أدى الى لجم التدهور في «عين الحلوة» ومحيطه، هو الضغوط السياسية التي مارستها القوى اللبنانية، وتمثّل بتحرك بارز للفاعليات في صيدا على كل المستويات. ففي دار الافتاء، انعقد الاجتماع الطارئ الموسع، بدعوة من مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، وصدر عن المجتمعين بيان دعا الى وقف إطلاق النار و»عدم التلاعب بأمن المدينة والمخيم على السواء». ومما جاء فيه: «نحن حريصون على الأمن الفلسطيني في مخيم عين الحلوة، وكذلك حريصون على الأمن اللبناني في مدينتنا. لا نقبل أبداً ان يصاب الفلسطيني بسوء، كما اننا لا نقبل أبداً أن تصاب صيدا بأي سوء». وإضافة الى اجتماع صيدا انعقد اجتماع مهم في السفارة الفلسطينية في بيروت.
وفيما سجل ظهور المسؤول عن الناشطين الاسلاميين في منطقة الطوارئ ويدعى هيثم الشعبي في تسجيل صوتي للمرة الأولى منذ بدء القتال، أكد القيادي في حركة فتح اللواء منير المقدح لـ»فرانس برس» أنّ الأفرقاء كافة «مصرون على وقف تام لإطلاق النار، والعمل على معالجة بعض الخروق». وأبدى المقدح خشيته من أن يكون «المستهدف الأول هو المخيم بتهجير سكانه».
وفي موازاة ذلك، كشف مصدر معني لـ»نداء الوطن» عن ان «مجموعات تسربت من سوريا الى لبنان يتبعون تنظيمي «جبهة النصرة» و»داعش» الارهابيين». وقال: «إن جماعة «النصرة» قدموا من المناطق السورية التي سيطر عليها النظام. أما عناصر»داعش»، فقدموا من مخيم الهول، خصوصاً بعد الفرار الكبير الذي شهده المخيم، واتجهوا نحو الحدود اللبنانية، ومنهم من دخل عبر طرق غير شرعية من دون الاستعانة بأحد، ومنهم من دخل عبر عصابات التهريب».
وفي ردود الفعل الداخلية، ناشد الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله «الجميع في مخيم عين الحلوة، وقف القتال لأن تداعياته سيئة على صيدا وجوارها والجنوب وكل لبنان».
أما في ردود الفعل الدولية، فأعلنت الخارجية الأميركية في بيان أنها «تتابع التقارير المقلقة عن أعمال عنف في مخيم للاجئين في لبنان». وأضافت لـ»رويترز»: «ندعو جميع الأطراف في مخيم عين الحلوة إلى احترام سلامة المدنيين وعدم استهداف المنشآت المدنية».