أطلق النائب جورج عطا الله وجمعية “كورانيات”، مهرجان “زيت وزيتون الكورة ميراث وتراث”، برعاية وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار وحضوره ووزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، النائب ناصر جابر ورئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر، في “قاعة ليلى الصلح” في وزارة السياحة.
نصار
بدايةً رحب الوزير نصار بالوزير المكاري والنائب عطا الله والفريق المرافق وبرئيس الاتحاد العمالي العام والحضور، وقال: “اليوم، وقبيل اطلاق مهرجانات الكورة، اود القول ان هذا الصيف ناشط جدا في المهرجانات والاحتفالات التي تقام في كل المناطق اللبنانية. كما ان وزارتي السياحة والاعلام تواكبان كل النشاطات التي تقام، ونحن نقدم كل الامكانات لدعم كل هذه المبادرات الفردية او لجان المهرجانات التي تنظم ومساعدتها”.
واوضح ان “الكورة، هذه المنطقة الغنية والجميلة التي سبق ان زرناها العام الفائت وجلنا في بلداتها، تمتاز بشجرة الزيتون، ونحن من ضمن الخطة والاستراتيجية التي نتبعها بدعم المهرجانات، فان جمعية كورانيات مع سعادة النائب جورج عطالله الذي سيشرح اكثر تفاصيل عن الموضوع”.
اضاف: “كما تعلمون، فلبنان هو عضو في مجلس اوروبا للمسارات الثقافية ومن ضمنها مسار شجرة الزيتون، وهذا الذي كرسناه في صيف 2022 في الكورة عندما ادرجنا على المواقع السياحية موقع في بلدة كفرعقا – قضاء الكورة على الخريطة السياحية، واعتبرنا ان طريق شجرة الزيتون الذي هو المسار الثقافي يمر في الكورة. لذلك فان المشروع الذي سنطلقه اليوم هو مهرجان “شجرة الزيتون” في نسخته الاولى، لأنه يقام للمرة الاولى، وطبعا لكي يحصل على قيمة مضافة ونطوره في السنين المقبلة. بالاضافة الى ان الكورة تراث وميراث في نسخته الاولى كذلك هذين المهرجانين للعام 2023، وادعو الجميع الى حضورهما، لا سيما الوافدين الى لبنان خلال هذا الصيف، وهذا مؤشر هام جدا، لهذا فاننا نقول ان لبنان قوي جدا ويتمتع بكل المقومات السياحية وحتى الاقتصادية، وهذا هو النظام الاقتصادي المنتج الذي نتجه اليه. ولبنان يتمتع باربعة مواسم والنشاطات تقام على مدى 12 شهرا في كل المناطق”.
وختم داعيا “كل النواب الموجودين معنا اليوم لان يسرعوا في انتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي تشكيل حكومة اصلاحية لكي تنتظم المؤسسات من جديد، وفي هذا الاطار نتمنى ان يكون هناك استقرار امني وسياسي لكي لا يشوش على سمعة لبنان في الخارج”.
المكاري
بدوره، قال الوزير المكاري: “من مهام وزارة الاعلام ان تواكب كل الاحداث والامور الايجابية في البلد، ونحن نكرر ان الاعلام يشكل عاملا اساسيا في نشر الاخبار، لا سيما اننا مقبلون على موسم صيف واعد، وقد سجل عدد الوافدين الى لبنان خلال هذا الصيف حوالى المليوني سائح. واود القول انه كلما يعلن عن مهرجان في اي منطقة من لبنان، فكأنه قطعة من “بازل” تكمل بعضها البعض، واليوم هي الكورة التي نرى فيها دائما الثقافة والعلم والتراث، الزيت والزيتون والشعب الصادق المضياف. وان مهرجانات الكورة تتمتع بطعم مختلف”.
ورأى أن “المهرجانات اينما وجدت تفسح المجال امام فرص عمل كثيرة وتشغل الدورة الاقتصادية بشكل كامل في الاقضية التي تنظم فيها هذه المهرجانات، خصوصا في المطاعم والفنادق السياحية والسيارات والاشخاص التقنيين والمختصين وغيرهم . فاللبناني اصبح مهتما بهذه الامور، لا سيما وان العائلة باكملها يمكنها ان تشارك في هذه الاحتفالات. ونتمنى ان نشارك جميعا في مهرجانات الكورة”.
عطا الله
ثم استهل النائب عطاالله كلمته بالترحيب بالوزيرين نصار والمكاري، وقال: “المصادفة، إلتقاء الجنوب بالشمال، ما يُعطي صورة لبنان السياحي الجميل”، وشكر الوزير نصار على “اهتمامه بالسياحة، ليس كوزير تقليدي انما كوزير يملك رؤية وطموحا بأن يُحدث فرقا في وزارته، مثلما يتحرك وزير الاعلام ايضا، وهذه هي صورة الوزراء الذين نريد ان يكونوا دائما في كل الحكومات والوزارات، ولا شيء يمنع اذا تشكلت حكومة جديدة ان تُناط بكما المسؤوليات ذاتها”.
اضاف: “نحن بمعية وزارة السياحة ورعايتها الأساسية، كنا أطلقنا منذ نحو سنة إدراج مسارات شجرة الزيتون في الكورة على الخريطة السياحية اللبنانية والمجلس الأوروبي لمسارات شجرة الزيتون والمسارات الثقافية. من هنا نشكر وزير السياحة على وضع كل الاجراءات القانونية على صعيد الوزارة، بحيث أصدر القرارات المطلوبة في حينها. وخلال الافتتاح السنة الماضية أعلن عن ذلك وتسلمنا منه القرار الرسمي الصادر عنه كوزير للسياحة، كما أبلغنا عن متابعته الحثيثة للملف ورفعه الى المجلس الأوروبي كي تأتي كل خطوات إدراجه بشكل رسمي، اضافة الى البدء بالزيارة الاوروبية لكل هذه المسارات”.
وتابع: “استكمالا لذلك، نحن نعتبر أن السياحة الداخلية، خصوصا خلال الأزمة القائمة منذ 3 سنوات، قد يكون لها بضع حسنات، منها إلتفاتة اللبنانيين الى شؤون داخلية منتجة، منها السياحة الداخلية. ففي الكورة المعروفة بشجر الزيتون وثقافة أهلها، يشكلان عنوانين لمهرجانين، الأول في أيلول المقبل بعنوان “الكورة ميراث وتراث” بنسخته الاولى، وتوصية مشكورة من معالي وزير السياحة الذي يشدد على أن هذا التعبير يحفظ للأيام المقبلة القدرة على تطوير هذه المشاريع والمهرجانات. علما ان الخطوط العريضة لمهرجان أيلول تبدأ من استعراض الرياضات التراثية القديمة والأدوات التراثية، مثل الجرن والمحدلة، وصولا الى عرض المونة التراثية والارتيزانا وغيرها، بالاضافة الى دورات رياضية في الشطرنج وغيرها وأنشطة للأولاد، أما العلامة الفارقة فهي تكريم شخصيات كورانية كان لها الاثر في الثقافة أو الرياضة أو الفن. وسيشارك في المهرجان رسامين كورانيين من خلال عرض لوحاتهم من وحي الكورة”.
واردف: “اما المشروع الثاني الذي سينطلق في منتصف تشرين الثاني فهو مهرجان “شجرة ودروب الزيتون”، والهدف منه أمران، الأول: تعريف بالكورة والزراعة فيها. فنحن ندرك انه بالاضافة الى السياحة الداخلية يجب مساعدة سكان المنطقة لناحية مواسم الزيتون، والمقصود هنا ليس التجار انما أصحاب الأراضي الذين يستفيدون من هذه المواسم من أجل تأمين حاجاتهم ومعيشتهم في الفترات اللاحقة من العام. من هنا كان توجهنا مساعدة هؤلاء المزارعين، خصوصا في هذا الظرف الصعب، من خلال انشاء مكان لعرض كل ما لديهم من منتوجات مطابقة لأعلى معايير الجودة عبر شهادات مخبرية تُعطى لكل منتج”. وقال: “هناك فريق عمل من مكتبي وفي جمعية كورانيات سيواكبان أعمال هؤلاء الاشخاص، أما المستهدَف من المشروع فهو الجمهور اللبناني في المناطق بدءا من جبيل وصولا الى بيروت مرورا بكسروان وبعبدا، وهي مناطق لا توجد فيها أشجار زيتون وبالتالي تحتاج لهذا المنتج، وسنقوم بكل ما يلزم لناحية التسويق”.
ولفت الى ان المهرجان “سيتضمن منصات للعرض بوجود اصحاب المنتجات الذين سيتواصلون بشكل مباشر مع زوار المعرض، ومنصات خبراء لتذوق بعض الاصناف والمأكولات التي يدخل فيها الزيت والزيتون، مما يساعد الناس على التذوق بشكل صحيح ومعرفة المنتج الجيد من عدمه. كذلك سيتم وضع منصات لصناعة الصابون، اضافة الى عرض لفيلم وثائقي حول مراحل زراعة شجر الزيتون من العناية بالشجرة وصولا الى الانتاج، بهدف مواكبة عملية انتاج افضل، كما سيكون هناك باصات لنقل زوار المعرض من خلال مسارين، الأول: للمشاركة بقطاف الزيتون والثاني زيارة معاصر الزيتون من تلك التقليدية القديمة الى المعاصر الحديثة والمتطورة”.
وختم موضحا ان “الهدف ليس اضافة مهرجانات انما نحن نتجه نحو هدفين، الأول، تأكيد قدرتنا على صناعة سياحة داخلية جيدة وتسويقها، والثاني مساعدة المناطق للتعريف عن نفسها وتسويق ما لديها من خصائص لاعطاء المواطن قدرة صمود اضافية في هذا الظرف”.