كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: يتنفَّس لبنان الذي يواجه أزمة اقتصادية خانقة، من الأموال التي يحولها المغتربون إلى ذويهم، وكرست استقراراً اجتماعياً ومالياً إلى حد كبير منع «انفجار غضب الناس»، وخفف من تداعيات «الاضطرابات الداخلية»، حسبما أكَّد مسؤول كبير في السلطة النقدية اللبنانية لـ«الشرق الأوسط».
وتبلغ تحويلات المغتربين رسمياً نحو 6.5 مليار دولار سنوياً، من دون احتساب كتلة التدفقات الجديدة والواعدة، وبينها المحمول نقداً إلى الأسر من عشرات آلاف «المهاجرين الجدد» الذين تركوا لبنان بسبب تفاقم أزماته الاقتصادية والمعيشية، إضافة إلى تدفقات مأمولة تناهز 3 مليارات دولار كحصيلة سياحية للموسم الصيفي، ومبالغ كبيرة يتعذر تحديدها تصل إلى أفراد أو منظمات أهلية عبر وسائل مختلفة.
وقال المسؤول اللبناني الذي رفض الكشف عن اسمه، إنَّ تحويلات التدفقات المالية للمغتربين تشكل مصدراً حيوياً لتوفير النقد لاحتياجات الاقتصاد، وتصحيح توازنات العرض والطلب في أسواق القطع، والحد من الاختلالات الحادة في ميزان المدفوعات.
إلى ذلك، رفع البطريرك الماروني بشارة الراعي من وتيرة انتقاداته للنواب اللبنانيين بعد فشلهم في إنهاء الشغور الرئاسي المتواصل منذ 8 أشهر، واصفاً جلسة الانتخاب الـ12 بالـ«مهزلة»، مؤكداً أن الدستور والنظام الديمقراطيّ «انتُهكا بدمٍ بارد».
وسأل الراعي في عظة (الأحد): «كيف نستطيع مع شعبنا، الذي تكويه في الصميم هذه الأزمات، أن نقبل بمهزلة ما جرى في جلسة انتخاب رئيس للجمهوريّة (الأربعاء) الماضي، بعد 8 أشهر من الفراغ والانتظار، حيث انتُهك الدستور والنظام الديمقراطيّ بدمٍ بارد؟».