كتبت صحيفة “نداء الوطن”: بالرغم من الملفات الساخنة التي تشعل الساحة اللبنانية، من اقتصادية ومالية وسياسية داخلية وخارجية، يأتي ملف استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية ليكون “الشعرة التي قسمت ظهر البعير”، بين فريق الممانعة والكتل المعارضة له، داخل البرلمان.
الاستحقاق البلدي
فبعد “مسرحية” جلسة اللجان المشتركة الأسبوع الماضي وتقديم اقتراح قانون معجل مكرّر يهدف الى تأجيل الاستحقاق البلدي بحجة التمويل، وتحديد اليوم الثلثاء موعداً لعقد جلسة تشريعية وإقرار التأجيل، انقسم النواب بين مشاركين في الجلسة ومقاطعين لها، من دون أن ننسى أنها جلسة غير دستورية، لأنه لا يحق للمجلس النيابي التشريع في ظل الفراغ الرئاسي.
وبطبيعة الحال، سارع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لإعلان تأييده للجلسة التشريعية ومشاركته فيها، بحجة أنه اذا قاطع الجلسة، “فماذا يفعل بالفراغ البلدي والاختياري، كل من القوات وميقاتي ووزير داخليته والمرجعيات، طالما أنه ليس هناك اي تسجيل لأي ترشيح؟!”، واضاف: “أسهل شيء مقاطعة الجلسة والمشاركة في حفلة الكذب، ما رأيكم؟“.
أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فرفض المشاركة في الجلسة، داعياً الكتل المعارضة للتضامن مع موقفه، كما أكد أن القوات ستطعن بقرار تمديد ولاية المجالس البلدية اذا أقِرّ اليوم، وهذا ما ألمح إليه أيضاً النائب أشرف ريفي باسم كتلة تجدّد.
وحمّل جعجع فريق “الممانعة” مسؤولية إستمرار إنهيار الدولة في كل مؤسساتها الدستورية، وصولاً الى تأجيل الاستحقاق البلدي وعدم احترام أي من المهل الدستورية.
ونقل النائب وليد البعريني، عن كتلة الاعتدال الوطني نيّتها المشاركة في الجلسة التشريعية، لأنها اتخذت قراراً بعدم المقاطعة.
المولوي يوضح
ورداً على باسيل من دون تسميته، أوضح وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن “أحد النواب طالعنا بادّعاءات زائفة ناسباً إلى وزير الداخليّة انه صرّح بعدم قدرته على إجراء الانتخابات البلدية والإختياريّة”، مؤكداً جهوزية وزارته وقدرتها على إجرائها في موعدها لوجستياً وإدارياً متى تأمّن التمويل اللازم.
مجلس الوزراء
في الغضون، أصدرت رئاسة مجلس الوزراء بياناً للتّذكير بالجلسة التي تعقدها حكومة تصريف الأعمال بعد ظهر الثّلثاء في السّراي الكبير، والتي كان يفترض ان تبحث فيها صرف الاعتماد اللازم لتمويل الاستحقاق البلدي والاختياري.
وستتزامن الجلسة مع سلسلة تظاهرات في محيط السراي الحكومي، دعت اليها قطاعات عدّة للمطالبة خصوصاً بتحسين الرواتب.
الجميل “والرئاسة“
وفي وقت لا يزال الفراغ الرئاسي متربّعاً على العرش، وفيما أحد لا يحرّك ساكناً، خرق موقف رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل الركود الرئاسي، موضحاً خلال لقائه مستشار الرّئيس الفرنسيّ لشؤون الشّرق الأدنى باتريك دوريل أنّه لا يُمكن الخضوع لشروط “حزب الله”، قائلاً: “إن خضعنا، فهذا يعني أنّ أي رئيس “رح ينطر ع بواب الضاحية لنيل البركة”، بالتّالي موقفنا واضح ومحسوم ولن نقبل بأي مرشّح يتبنّى سياسة “الحزب” في لبنان“.
وأكّد الجميّل أنّ “الفرنسيّين لن يقوموا بأي خطوةٍ ضدّ مصلحة لبنان وعلينا طرح أفكار أخرى والقصّة ليست قصّة أسماء، بل هي مسألة ماذا نُريد من الرّئاسة“.
سوريا – تونس
إقليمياً، وصل وزير الخارجيّة والمغتربين السوريّ فيصل المقداد، إلى العاصمة التونسيّة، قادماً من الجزائر في زيارة رسميّةٍ، بناءً على دعوة من نظيره التونسيّ نبيل عمار.
وتأتي هذه الزيارة بهدف تعزيز العلاقات الأخويّة بين البلدَين، والبحث في سُبل تطويرها، إضافةً إلى تناول المُستجدّات في المنطقة والعالم.
إسرائيل – السعودية
وفي موقف لافت، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو عن رغبته في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعوديّة، واصفاً الأمر “بالقفزة الهائلة” نحو إنهاء الصّراع العربيّ – الإسرائيليّ.
وقال: “يُمكن أن تكونَ لهذا الاتفاق تبعات عظيمة وتاريخيّة لكلّ من إسرائيل والسعودية والمنطقة والعالم“.
القتال في السودان
أمّا في السودان، فلا تزال الاشتباكات على حالها، بعد أيام على اندلاع القتال في العاصمة الخرطوم ومواقع أخرى من أنحاء البلاد، حيث تتناحر الفصائل العسكرية المتنافسة، ما يزيد من خطر اندلاع حرب أهلية، في حين أعلن المبعوث الأمميّ إلى السّودان، فولكر بيرتس، أنّ أكثر من 180 شخصاً لقوا حتفهم وأُصيب أكثر من 1800 آخرين في الأيّام الثّلاثة الماضية منذ بدء القتال في السودان.
على الاثر، دعا البيت الأبيض، إلى وقفٍ فوريّ لإطلاق النّار بين الجيش وقوّات الدّعم السّريع في السّودان، قائلاً إنّ المسؤولين الأميركيين على اتّصالٍ بالقادة العسكريّين.