كتبت صحيفة “الشرق” تقول: بين ثنايا القراءات المتنوعة في ابعاد اعلان ثنائي- امل حزب الله ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية الف تحليل وتحليل، الا ان الثابت، اقله حتى الساعة ان محور الممانعة لم يضمن انتخاب مرشحه على حلبة الصراع البرلمانية، والا لكان الرئيس نبيه بري سارع الى توجيه الدعوة الى نواب الأمة لفصل ثاني عشر من فصول جلسات انتخاب رئيس جمهورية.
وحتى فرز الخيط الابيض من الاسود وتحديد وجهة الرياح الرئاسية، يبقى اللبناني عرضة لعواصف الازمات تتقاذفه كل يوم في اتجاه، لكنها تلتقي كلها على نحره بفواتير خيالية لم يعد قادرا على تلقي المزيد منها، لا سيما مع بدء تلقي فواتير كهرباء لبنان بأرقامها الخيالية متراوحة بين مليوني ليرة في الحد الادنى وعشرات الملايين وبمعدل وسطي 6 الى 8 ملايين ليرة للمنزل لاستهلاك عادي، وهي كلفة كهرباء لا تتعدى الساعة الى اربع او خمس ساعات عن شهري تشرين الثاني وكانون الاول 2022، خلافا لوعود المسؤولين، الا اذا كان المطلوب الاستغناء عن كل الادوات الكهربائية الضرورية، لا تلك التي تؤمن الرفاهية، علما ان معظم اللبنانيين عمدوا الى استبدال ادواتهم الكهربائية بأخرى تعمل على الغاز او غيره من مصادر الطاقة، حيث تيسر، تجنبا للفواتير المليونية فلم يفلحوا.
الى الاضراب
واستطرادا تحرك امس الملف الاقتصادي – المصرفي سلبا مجددا . اذ في وقت عاود الدولار ارتفاعه، ساهم في هذه القفزة اعلان جمعية المصارف عودتها الى الاضراب ابتداء من الثلاثاء المقبل.
فقد اصدرت الجمعية بيانا اشارت فيه الى بياناتها السابقة التي لفتت الى وجوب تصحيح الخلل في بعض القرارات القضائية التعسفية بحقها. وإزاء ما رأت فيه خطوة أولى بالاتجاه الصحيح من قبل حضرة المدعي العام التمييزي، أعربت عن ايجابيتها الحذرة آملة ان تتبعها خطوات أخرى بنفس الاتجاه، تستعيد فيها القرارات القضائية ما عرف عنها سابقاً من عدالة وكفاءة وحياد ومساواة. وللأسف، كانت المصارف محقّة في موقفها الحذر، اذ صدرت خلال الأيام القليلة الماضية قرارات قضائية تعسفية جديدة، عادت تكيل بمكيالين، فتلزم المصارف بقبول سداد الديون العائدة لها بالعملة الاجنبية بذمة المقترضين بشيك مسحوب على مصرف لبنان او بالليرة اللبنانية على أساس سعر صرف 1,500 ليرة للدولار الواحد فيما تلزم المصارف بسداد او بتحويل الودائع بالعملة الأجنبية نقداً وبنفس العملة ولصالح بعض المودعين على حساب المودعين الآخرين.
التفتيش المركزي
واذ سجلت اسعار المحروقات ارتفاعا اضافيا امس، أشارت السفارة البريطانية في لبنان، إلى أن “سفراء المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وألمانيا وهولندا ونائب سفير اليابان التقوا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يوم الثلاثاء 7 آذار 2023″، مضيفة “اتفقنا جميعا ودولة الرئيس على دعمنا المستمر للشفافية والمساءلة في لبنان. كما أكدنا دعمنا الجماعي للمنصة الرقابية (IMPACT) تحت إشراف التفتيش المركزي. يعتبر عمل المنصة الرقابية (IMPACT) رائدًا والأول من نوعه في لبنان”. وأعلنت في بيان اننا “اتفقنا على أن التفتيش المركزي له دور أساسي في دعم ممارسات الحوكمة وضمان الامتثال للقوانين والأحكام في جميع المؤسسات الحكومية. ورفضنا مزاعم وسائل الإعلام المضلّلة التي تستهدف دعم المملكة المتحدة في لبنان ورحّبنا بالدعم الذي مكّن من تطوير وتنفيذ منصة رقابية (IMPACT) ناجحة”. وختمت “كما وافق دولة رئيس مجلس الوزراء على دعم المملكة المتحدة للتفتيش المركزي من خلال التصديق على مذكرة التفاهم حسب الأحكام اللبنانية. نتطلع إلى استمرار التقدم في جدول الأعمال هذا”.
يوم صلاة
رئاسيا، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي إلى “يوم صوم وصلاة غداً على نية لبنان وشعبه”، مناشداً “الاسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية لإنقاذ الوطن، ممّا يتخبط به من مشاكل على الصعد كافة”. الى ذلك، استقبل الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا.
غريو وفرونتسكا
ليس بعيدا، بحث رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع فرونتسكا في التحضيرات للتقرير الذي سترفعه الى مجلس الامن في الجلسة التي ستعقد في السابع عشر من الشهر الجاري.وفي خلال الاجتماع شددت فرونتسكا على ضرورة التزام لبنان بتطبيق الاصلاحات الاساسية واتمام الاستحقاقات الدستورية في موعدها لا سيما اجراء الانتخابات الرئاسية وايضا الانتخابات البلدية والاختيارية.. كما اجتمع رئيس الحكومة مع سفيرة فرنسا آن غريو.
اما في عين التينة، فاستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الوزير السابق غازي العريضي حيث تم عرض للاوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية.
جدية الترشيح
وفي وقت تعددت القراءات في خلفية اعلان حزب الله تبني ترشيح سليمان فرنجية، اكدت مصادر مقربة من “حزب الله” ان “الترشيح عندما يكون علنياً وصادرا عن لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فهو يختلف عن التكتيكات التي يلجأ إليها الآخرون الذين يعتمدون في ترشيحهم على مرحلة اولى وثانية. وبالتالي لا يمكن الشك بمصداقية السيد نصرالله بتاتاً، لأنها بالنسبة إليه خط أحمر. وأوضحت ان ترشيح فرنجية جدي واكثر، فبعد 11 جلسة انتخاب، نقف ونعلن أننا لن نستمر على هذا المنوال، وقالها السيد “يمكنكم تعطيل النصاب، ولكن هذا مرشحنا، نتفق معكم عليه، تريدون ان تسيروا به فلندع الى جلسة وننتخب رئيسا”. وعن إمكانية عقد جلسة قريبة تجيب المصادر: اذا ظهرت بوادر اتفاق، بالطبع سيدعو الرئيس نبيه بري الى جلسة، لكن لن نشهد جلسة كسابقاتها، فإما ان تكون للانتخاب وإما لا داعي لعقدها، إذا كانت لا تقدم ولا تؤخر”.