علقت الولايات المتحدة المفاوضات مع روسيا بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا واتهمت موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق أبرم في التاسع من أيلول كان يهدف إلى وقف أعمال العنف وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي في بيان “الولايات المتحدة ستعلق مشاركتها في القنوات الثنائية التي فتحت مع روسيا للحفاظ على اتفاق وقف الأعمال القتالية.”
الى ذلك قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية جون كيري تحدث آخر مرة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف السبت الماضي بعد أن هدد كيري الأسبوع الماضي بالانسحاب من المحادثات.
وفي موسكو قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا لوكالات أنباء روسية إن الولايات المتحدة تحاول إلقاء اللوم على روسيا التي حاولت في الأيام الأخيرة دعم الاتفاق.
ومن المحتمل، بحسب وكالة “رويترز” أن يؤدي إنهاء المحادثات إلى تفكير أميركي أكبر في الخيارات العسكرية مثل تقديم أسلحة أكثر تعقيدا ودعم لوجستي وتدريب للفصائل السورية المسلحة بشكل مباشر أو عبر دول الخليج العربية أو تركيا.
لكن السرعة التي انهار بها اتفاق وقف إطلاق النار بعد قصف قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في سوريا أخذت فيما يبدو بعض المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على حين غرة دون خطة واضحة بشأن طريق فوري للمضي قدما.
وقبل إعلان وقف المحادثات علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفاقا مع الولايات المتحدة بشأن التخلص من البلوتونيوم الصالح لصنع أسلحة في مؤشر على أنه على استعداد لاستخدام نزع السلاح النووي كورقة مساومة جديدة في خلافاته مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا وسوريا.
ورفض مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية الربط بين تعليق المحادثات بشأن سوريا وإعلان بوتين.
في موازاة ذلك أعلنت وزارة الخارجية أن أكبر دبلوماسي أميركي للشؤون الأوروبية بما في ذلك الشأن الروسي سيتوجه إلى موسكو في وقت لاحق هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الروس بشأن ضم روسيا لمنطقة شبه جزيرة القرم في أوكرانيا عام 2014.
وقال كيربي إن الولايات المتحدة ستستمر على تواصل مع الجيش الروسي لتجنب المواجهات العسكرية العرضية فوق سوريا، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة ستسحب كل الطواقم التي أرسلتها للتحضير للتعاون العسكري مع روسيا بموجب اتفاقية الهدنة.
الى ذلك قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إنه “يأسف بشدة” لإعلان الولايات المتحدة لكنه تعهد “بالدفع بقوة باتجاه حل سياسي” لإنهاء الحرب.
ويأتي نبأ تعليق المحادثات في الوقت الذي قال فيها دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيبدأ الاثنين بحث مسودة قانون يحث الولايات المتحدة وروسيا على ضمان تطبيق هدنة فورية في حلب.
وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة ليو جيه يي إن الوقت قد حان لمزيد من التعاون لكن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت قال إنه لم يفاجأ من تصرف واشنطن.
من جهته قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين إن روسيا تريد تجنب “كارثة إنسانية” وتختار أهدافها بعناية.
وأضاف تشوركين “سمح للوضع بالتحول إلى هذه الفوضى الفظيعة ونحاول إيجاد سبيل للخروج منه ونحاول التأكد من أن الأعلام السوداء لن ترفع فوق دمشق” في إشارة إلى أعلام تنظيم “داعش”.