رعى وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري الاحتفال التكريمي السنوي لجوائز “لوريال- اليونسكو “من أجل المرأة في العلم” برنامج المواهب الشابة في المشرق العربي، الذي نظمته شركة “لوريال لبنان”، بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان مساء امس في المعهد العالي للأعمال- كليمنصو- بيروت، كُرّمت خلاله 5 باحثات شابات من لبنان، والأردنّ، وسوريا، في حضور سفيرة فرنسا آن غريو، النائبين نجاة عون صليبا ومارك ضو، مدير المعهد العالي للاعمال ماكسين ديون، وأكثر من ٢٠٠ ضيف، من بينهم شخصيات سياسية، وديبلوماسية، وممثلين لمؤسسات أكاديميّة وعلميّة، ومنظّمات غير حكوميّة وإعلاميّين.
حرب:
استهل الاحتفال بكلمة للمديرة العامّة لـ”لوريال لبنان” اميلي وهاب حرب رحبت فيها بالمشاركين والحضور، وقالت : ” إنّه من الردّ العادل أن نقدّر ونحتفل بنساء قمن، على رغم الحروب، والأزمة الاقتصادية، والتّسهيلات المحدودة، والتمويل والرواتب غير المتساوية، باكتشافات رائدة، وتقديم حلول فاعلة للعالم وللكوكب”.
وشدّدت على أنّه “في عالم أكثر تعقيدًا، وغموضًا، وأقلّ يقينًا، نحن الآن أكثر تصميماً من أي وقت مضى، على بذل كلّ جهودنا لإعطاء النّساء المكانة الّتي تستحقنّها، وعلى العمل كقوّة متسارعة لإحداث تغيير حقيقيّ يفيد الجميع”.
الزين
والقت الأمينة العامّة للمجلس الوطني للبحوث العلميّة لبنان الدكتورة تمارا الزين كلمة قالت فيها: “إنّ “التّميز ليس استثناءً بالعكس، ما هو استثنائيّ هو الظروف الّتي تعمل فيها الباحثات في هذا المشرق، واللّواتي على رغم المحن والنكبات، يثبتن من جديد أنّ المرأة العربية قادرة، صلبة، مثابرة، وخلّاقة، حتّى في أحلك الظروف كالاحتلال والحصار والأوضاع الأمنيّة والاقتصاديّة المتردية، أن تكون المرأة باحثة ناجحة في غزّة وبيروت ودمشق وعمّان وبغداد، مثلًا، فهذا يعني أنّها قادرة على صنع المعجزات في كلّ مسارات الحياة”.
حمزة
وأعلن رئيس لجنة التّحكيم البروفسور معين حمزة “أنّ من شأن التّطورات العلميّة أن تجعل حياتنا أكثر أماناً وأن تساعد بفاعليّة على مجابهة تحدّيات الأمن الغذائي، والتّدهور البيئي، وتغيّر المناخ، وصولاً للإستثمار الرشيد في الثورة الصناعية الرابعة وتقنيّات الذكاء الإصطناعي”.
وشدّد أنّ “العلم يحتاج إلى جهود كل فئات المجتمع، ولم تكن تعبئة جميع الكفايات العلمية أكثر حيوية من أي وقت مضى، كما أنّ تهميش دور المرأة في العلوم من شأنه أن يقوض، على الفور، قدرتنا على كسب المعركة”.
السفيرة الفرنسية’
ثم ألقت السفيرة الفرنسيىة كلمة شددت فيها على “أهمية الحدث الذي’يقام في هذا الصرح العلمي والأكاديمي”، وتحدثت عن “نجاحات المرأة تألقها في شتى المجالات العلمية والإنسانية”.
المكاري
ثم ألقى الوزير مكاري كلمة قال فيها: “نجتمعُ اليومَ للاحتفاءِ بجائزة “لوريال ـ يونسكو”، وتكادُ تكون وحدة المعيار بين الرجال والنساء أسمى ما في هذه الجائزة، بحيث انَّ الإنجاز هو المعيار الوحيد المُعتمد، ولا أفضليةَ مرور لذَكَر على أنثى”.
وأضاف: “تتوّجُ هذه الجائزة السنويّة المرأة ملكةً على عرشِ العلمِ والمعرفة، وتحضها على تقديمِ إنجازاتٍ علمية، تُشكّلُ حلولاً لمعضلاتٍ صحيّة وبيئيّة واقتصادية، والأهمّ أنّها تمكُّنها من الإنجاز. إنجازات، عجزنا ربّما نحن الرجال عن القيام بها، فبرز دور المرأة المكمّل”.
وتابع: “لهذه الجائزة نكهة خاصة بها دائماً، لكونِها “جائزة أنثوية”، ولكن هذا العام هنالك نكهة لبنانية طاغية، بحيثُ أنّ ثلاثَ لبنانيات مميزات تمكنّ من الفوزِ بها، رغم ظروفِ لبنان الصعبة، ونحنُ هنا اليوم، لتتويجِهِنّ على عرشِ العلم، مُثقّفات، رائدات، ومُتمكّنات. وهذا إن دلّ على شيء، فإنّما يدلُّ على أنّ وطنَنا الصغير بمساحتِه، يزخرُ بطاقاتٍ شابة كبيرة، لديها القدرة على النهوضِ به، إذا أُتيحَ لها المناخ الذي يليقُ بقدراتِها وطاقاتِها”.
وقال: “من على هذا المنبر، أوجّهُ تحيةً إلى “لوريال ـ اليونسكو” على مبادراتها السنوية التي تُشكر عليها، لكونِها فسحة أمل وإبداع وإثبات الذات، ومن هنا، أدعو وسائل الاعلام كافة، إلى تخصيص مساحة للإعلام العلمي، والإضاءة بالتالي على هذه المبادرة، وعلى الفائزات ومشاريعهنّ. ونحن كوزارة اعلام، وبمبادرة خلاقة من الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تمارا الزين، وإيمانا منها ومني كوزير للإعلام بدور الإعلام في ربط المواطن بالبحوث، سنطلق معا وبالشراكة مع الوكالة الجامعية للفرنكفونية واللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو برنامجا متكاملا في التدريب على الإعلام العلمي. لها مني جزيل الشكر على الجهود المبذولة في هذا الإطار وايضا في التزامها الشخصي والمؤسساتي ببرنامج “لوريال – اليونسكو” من أجل المرأة في العلم، والشكر موصول للوريال ومديرته العامة السيدة إميلي حرب على الإصرار على استمرار هذا البرنامج ودعمه، ولمسؤولة التواصل في “لوريال لبنان” السيدة سميرة فرنجية على جهودها التنظيمية. لبنان يفتخرُ بكنّ”.
المواهب الشابّة – زمالة العام ٢٠٢٢
تمّ اختيار 5 مواهب واعدات من بين ١٠٠ مرشحة لنسخة هذا العام. وهنّ تشكلّن مثالًا أعلى حقيقيًا باحثات شّابات مبدعات. إنّ القاء الضوء عليهنّ يؤمّن مستقبلًا واعدًا للعلوم.
الفائزات
بعد ذلك، أعلن البروفسور حمزة أسماء الفائزات:
– الدكتورة نانسي فياض، من لبنان، علم الأحياء الدقيقة، والمعلوماتية الحيوية، والتكنولوجيا الحيوية: يتمّ تكريمها لبحثها الذي يرتكز على تكوين الكائنات الحية الدقيقة المختلفة، ونشرها عن الجوانب الجينومية التفصيلية لسلالات SARS-CoV-2 وتطوّرها في لبنان.
– الآنسة رانية قصير، من لبنان: علم الأعصاب، الوظائف التنفيذية والتفاعل اللغوي عند ثنائيي اللغة: تُكرّم لبحثها في تأثير استعمال لغتين على أداء العقل والإدراك لدى ثنائي اللغة، وزيادة المعرفة حول حالات الخرف لدى ثنائي اللغة، وأداء المرضى في الاختبارات التّنفيذية، واللغوية، والمختلطة (التنفيذية واللغوية).
– الآنسة زينة حبلي، من لبنان- الهندسة الطبية الحيوية، الكشف المبكر والخصائص الميكانيكية للخلايا السرطانية: تُكافأ على عملها على التّحقق من الخصائص الميكانيكية والكهربائية لهذا النّوع من الخلايا وتطوير أجهزة استشعار حيوية ذات نتيجة سريعة، حيث تستخدم أحدث التّقنيات ذات الحساسية العالية.
– الدكتورة فاديا الحاج حسين، من سوريا- الكيمياء العضوية والاصطناع الدوائي العضوي: تُكرّم لبحثها الذي يرتكز على تطوير واعتماد منهجية صديقة للبيئة تندرج ضمن مبادئ الكيمياء الخضراء لتصنيع أصباغ الآزو العضوية.
– الدكتورة دعاء أبوعرقوب، من الأردن- تكنولوجيا الخلايا الجذعية / الطب التجديدي: تُكافأ لأبحاثها عن التكنولوجيا للخلايا الجذعية للأسنان، وتطبيقاتها السريرية، بحيث تعتبر هذه الخلايا نهجا علاجيا جديدا واعدا، يمكن استخدامه في العلاجات القائمة على الخلايا في مجال الطّبيّ التّجديدي.
” المرأة في العلم” – أكثر من ٢٤ عامًا من الالتزام
منذ عام ١٩٩٨، تعمل مؤسّسة “لوريال”، بالشراكة مع اليونسكو، على تحسين تمثيل النساء في الأدوار والمناصب العلميّة، انطلاقًا من اقتناع بأنّ العالم في حاجة إلى العلم، والعلم في حاجة إلى المرأة. منذ تأسيسه، القى برنامج “لوريال- اليونسكو”من أجل المرأة في العلم” الضوء على ١١٠ رائدة، ورافق أكثر من ٤٠٠٠ عالمة شابة، من طلاب الدكتوراه ومرحلة ما بعد الدكتوراه، عبر تقديم المنح البحثيّة سنويًّا في ١١٧ بلد”.