كتبت صحيفة “نداء الوطن” تقول: في يوم الشغور الأول، أشرفت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية على مراسم تنكيس العلم عن سارية القصر الجمهوري وشرفته وأوصدت الأبواب في مكتب الرئيس وجناح إقامته وقاعات مجلس الوزراء والاجتماعات والاستقبال، ليصبح عهد ميشال عون “أثراً بعد عين” مع إزالة صورته عن الصفحة الرسمية لحساب رئاسة الجمهورية عبر “تويتر” وإلغاء الحساب متابعته، وتتحول المديرية من “جهاز تنفيذي لرئيس الجمهورية إلى جهاز تنفيذي لمجلس الوزراء” كما أوضح مديرها العام أنطوان شقير، بانتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية ينهي “عهد الشغور“.
ومن نافذة “الشغور الملّيق” كما وصفه للدلالة على طول أمده، أطل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل مساء أمس عبر شاشة “الجديد” ليجدد الحملة على رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على أنّ الجديد في هذا المجال تمثل باتهامه باريس بتحريض الأخير على عدم تأليف حكومة جديدة، مؤكداً أنّ مسؤولاً فرنسياً اجتمع مع ميقاتي “على متن يخت أو مش على متن يخت” وطلب منه ألا يؤلف الحكومة. وفي المقابل كشف باسيل أنه “طالع” على سوريا “وأكيد سألتقي الرئيس بشار الأسد”، معلناً تحضير برنامج عمل “يليق بالطلعة”، وقال: “أنا كنت بحب يطلع الرئيس عون ويلتقي الرئيس السوري خلال سنوات عهده، لكن “المنيح” بالرئيس الأسد أنه يتفهم أصدقاءه وينصحهم بعدم القيام بأي خطوة تسبب لهم مشكلة“.
وفي الملف الرئاسي، جزم باسيل بأنه لن يقبل بانتخاب رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية معتبراً أنه “بحسابات الدكنجية” لديه مصلحة بانتخاب فرنجية لكنّ “مصلحة التيار الوطني أهم”، وكشف أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله طرح عليه “فكرة استراتيجية” تقوم على كون “الحزب” لديه ثقة به وبفرنجية على حد سواء ودعا إلى الاتفاق بينهما على الاستحقاق الرئاسي، وبناءً عليه أكد باسيل أنه مستعد للاتفاق مع فرنجية على “حدا ثالث” لرئاسة الجمهورية.
وكذلك، لفت رئيس “التيار الوطني” إلى أنه نسّق الموقف “بالعمق” مع قيادة “حزب الله” في الملف الحكومي “وصار اتفاق بين الثنائي الشيعي وميقاتي على عدم انعقاد الحكومة خلال مرحلة الشغور”، غير أنه أبدى تخوّفه من “اختلاق سبب ما كالقيام بعملية اغتيال أو انفجار أو أحداث أمنية في الشارع لفرض اجتماع الحكومة“.
ومن الجزائر، تحصّن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالمظلة العربية لتدعيم أواصر حكومته في مواجهة رياح الشغور، مؤكداً على هامش مشاركته في أعمال قمة الجزائر العربية عدم نيته دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد “ما لم يكن من موجب وطني أساسي وملحّ”، على أن يقوم بالتشاور المسبق مع مكونات الحكومة قبل اتخاذ أي قرار حيال “أي أمر طارئ”، مشيراً إلى أنه سيوجه في كلمته اليوم أمام القمة العربية “نداءً من القلب إلى الأخوة العرب لعدم ترك لبنان ومساعدته على تجاوز محنته“.
بدوره، نبّه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال لقائه ميقاتي إلى محاذير إطالة أمد الشغور الرئاسي لأنّ ذلك “سيكون له تبعات سلبية على لبنان في ظل التحديات الراهنة التي تواجهه”، معرباً عن “دعم الجامعة العربية الكامل للدولة اللبنانية من أجل تجاوز هذه المرحلة الدقيقة”، ومشدداً في الوقت عينه على “أهمية اضطلاع الحكومة الحالية بالاصلاحات الضرورية المطلوبة، واضطلاع السياسيين اللبنانيين بمسؤوليتهم، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية فوق أية اعتبارات أخرى وصولا لتوافقات تفضي إلى انهاء الانسداد السياسي“.
وتزامناً، حذر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لمناسبة وقوع الفراغ في سدة الرئاسة الأولى وتعذر تشكيل حكومة جديدة من أنّ “التقلبات المؤسسية المصحوبة بعدم الاستقرار الاقتصادي من شأنها أن تشكل مخاطر جسيمة على لبنان وشعبه”، داعياً باسم الاتحاد “القيادات اللبنانية إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة بأقصى سرعة”، مع التذكير في الوقت عينه بوضع “إطار عقوبات” أوروبية في تموز الفائت “يسمح بفرض إجراءات تقييدية على الأفراد أو الكيانات التي تمنع الخروج من الأزمة اللبنانية“.