كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: تتجه الأنظار الى الجلسة النيابية بعد غد الخميس المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية، لكن كل المؤشرات حتى الساعة تشير الى أنها قد تكون إما كسابقتها أو أسوأ منها، خاصة بعد التأكد من مقاطعة نواب تكتل لبنان القوي الجلسة بذريعة أن توقيتها يصادف في ذكرى الثالث عشر من تشرين. وإذا ما تعاطف معهم نواب كتلة الوفاء للمقاومة يصبح موضوع تأمين النصاب على المحك ما يحتّم عدم انعقاد الجلسة.
مصادر سياسية رجّحت في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية فرضية الشغور الرئاسي انطلاقاً من عامل التخبط لدى فريق 8 آذار وعدم الكشف عن مرشحهم حتى الآن رغم بقاء 20 يومًا من انتهاء ولاية هذا العهد، بالاضافة طبعاً إلى الحرج الذي يتخبط فيه حزب الله مع حلفائه، فهو من جهة يدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ومن جهة ثانية لا يريد أن يخسر تحالفه مع تكتل لبنان القوي ورئيسه النائب جبران باسيل لأنه بحاجة للغطاء المسيحي.
وفيما رمى النائب باسيل تهمة “تفضيل الشغور الرئاسي” على حليفه حزب الله، بقوله مساء أمس أنه “من الواضح ألا استعجال من جانب حزب الله لانتخاب رئيس للجمهورية”، فقد رد مصدر مسؤول في الثنائي الشيعي بالقول إن باسيل بنفسه يتحمل مسؤولية الشغور الرئاسي بحال حصوله، لكونه يتعمد محاولة احراج حليفه حزب الله لوضعه أمام خيار الشغور أو الوقوف الى جانبه.
وفي الضفة المقابلة، فإنّ المعارضة لم تتوحد بعد حول مرشح واحد. اذ في الوقت التي تتمسك فيه الاحزاب السيادية بترشيح النائب ميشال معوض، يصرّ نواب التغيير على اعتباره جزءاً من المنظومة وغير حيادي ويطرحون بالمقابل ثلاثة مرشحين هم زياد بارود وناصيف حتي وصلاح حنين، وتقول مصادرهم ان هناك استحالة للتراجع عن موقفهم.
توازياً أشار النائب أحمد الخير في حديث مع “الانباء” الالكترونية الى بقاء “الستاتيكو” على حاله كما كان في الجلسة السابقة الى جانب تراجع الاوراق البيضاء بسبب غياب تكتل لبنان القوي عن الجلسة، متوقعاً تغيّراً ما في موقف النواب التغييرين بعد اضافة اسم جديد على الاسمين الأولين، كاشفاً أن القرار النهائي لتكتل الاعتدال الذي ينتمي اليه سيعلن قبل الجلسة في حال بروز مستجدات جديدة، مع الابقاء علي باب التشاور مفتوحاً، لكنه أعلن أن التصويت سيكون للبنان كما في المرة السابقة اذا بقيت الأمور على حالها. أما اذا حصل تبدل في المواقف فالتكتل جاهز لاتخاذ الموقف الذي يتناسب وقناعات أعضائه.
من جهته، أشار النائب ياسين ياسين في حديث مع “الأنباء” الالكترونية إلى ان “نواب التغيير” انطلقوا بمبادرة قد يكون حصل فيها بعض التأخير أو حرق بالخطوات، لكنها مستمرة، معلناً أن مبادرتهم “تنطلق من لبننة الاستحقاق الرئاسي واختيار مرشح لا ينتمي الى جهة معينة ويكون من خارج الاصطفافات القائمة، لكي يكون الحكم والحاكم ويتمتع بكفاءات عالية في ادارة البلد وانتشاله من أزماته”.
وأوضح ياسين أن اعتراضهم على النائب معوض ينطلق من كونه رئيس كتلة نيابية ولديه وزراء في الحكومة، مذكراً بأن الشعب اللبناني اختار 13 نائباً من كل الطوائف ما عدا الطائفة الشيعية، نواب عابرين للطوائف والمذاهب والمناطق، انطلقوا على أساس الصدق لأن الشعب لم يعد يهمّه الاسماء المنمقة ولم يعد يريد ضغوطا من الحاضنة السياسية، مضيفاً: “وبالتالي الشعب اختارنا لنكون صادقين، فنحن موظفون لدى الشعب اللبناني ونريد ان نكون صريحين وشفافين، ولهذا نجد أن الجميع يناورون بانتظار الوحي الذي لم يصدر بعد”.
وعلى هذا المنوال، فإنه إذا عُقدت جلسة الخميس او لم تُعقد، لن يولد فيها رئيس جمهورية لبنان الجديد، لأن البلد لا يزال في حال المراوحة وليس هناك ما يؤشر الى اقتراب التسوية.