يعد مخيم ” كاليه” الأسرعَ نموا في عدد اللاجئين في فرنسا حيث تستمر القوارب التي تنقل المهاجرين في الوصول إلى المدينة الساحلية حتى هذه اللحظة .
وقد بدأت الامدادات التي تصل المخيم بالنفاد مما يجعل الوضع ينذر بكارثة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، ويثير مخاوف إنسانية.
ويعد ميناء كاليه الفرنسي مقصدا للمهاجرين الذين يرغبون في خوض تجربة العيش في المملكة المتحدة عبر النفق الأوروبي بشكل غير قانوني.
وفي ظل هذا التنامي المتسارع للاجئين، يدرس عمدة المدينة احتمال استدعاء الجيش للحفاظ على النظام. فقد تضاعف عدد خيام المهاجرين خارج كاليه ليصل إلى 6 ألاف شخص، وسيلامس سريعاً العشرة آلاف لاجئ. بينهم 861 قاصراً غير مصحوبين براشدين. ووفقا لتصريحات أحد المسؤولين في الحكومة الفرنسية فإن العدد أكثر مما يمكن أن تستوعبه المنطقة، وقال: “المهاجرون وتجار البشر يجب أن يعرفوا أن كاليه طريق مسدود”.
غالبيتهم يحلمون بدخول الاراضي البريطانية. وهذا هو سبب تواجدهم في المكان. لكن ابواب العبور اليها موجودة في فرنسا وقد اغلقت في وجوههم. هذا كان قبل آذار الماضي، اي قبل خيار خروج المملكة البريطانية من الاتحاد الاوروبي. حينها، اي في الثالث من ذلك الشهر، حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من هذا الخيار قائلاً “خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي، له عواقب عدة في العديد من الميادين، من بينها مسألة الافراد”.
قضية اللاجئين هذه قديمة، فهذا المخيم لم يكن موجوداً، وانما كان مخيم سانغات للاجئين قرب كاليه. عام 1999، بناه الصليب الاحمر كي يستوعب مئتي شخص. لكن سرعان ما ازدادت اعدادهم فأضحت ادارته غير ممكنة. فغالبية اللاجئين اليه كانوا في غالبيتهم من الاكراد والعراقيين والايرانيين والافغان ومن كوسوفو.
عام 2002، وبضغط من وزير الداخلية البريطاني آنذاك ديفيد بلانكيت، قرر نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي اغلاق المخيم نهائياً. ورغم تنفيذ اغلاق سانغات في كانون الاول من ذلك العام، استمر اللاجئون بالتوافد الى كاليه.
وفي شباط 2003، وقع الوزيران اتفاقية توكيه. اتفاقية تتضمن مراقبة تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين الى بريطانيا وهي بلد غير موقع على اتفاقية شنغن. كما تتضمن اقامة مركز لمراقبة الحدود الفرنسية – البريطانية في كاليه اي في فرنسا. وفيه تتم مراقبة اوراق المتجهين الى المملكة، وليس في دوفر. ولم يكن احد يتوقع الاطراد في ازدياد اعدادهم.
لكن اليوم، بعض السياسيين الفرنسيين، بدأوا ينددون بهذه الاتفاقية وتوابعها، ويطالبون بنقل الحدود الى دوفر في المملكة المتحدة كي تتولى الاخيرة معالجة قضايا طالبي اللجوء وتزايد اعدادهم.
ومنذ اسابيع نشرت صحيفة الغارديان مقالا حول مسيرة نظمها سكان مدينة كاليه الفرنسية للتنديد بمخيم اللاجئين المعروف محليا بمخيم “الأدغال” وللمطالبة بغلقه .
وقد تحدث مبعوث الصحيفة إلى بعض من المتظاهرين الفرنسيين في كاليه، وقالوا “إننا لسنا عنصريين ضد الأجانب من اللاجئين، لكننا لا نرى اي حل في الأفق .
وقد طالبت السلطات الفرنسية بغلق المخيم، الذي أصبح محل تجاذبات بين الأحزاب اليمينية واليسارية في فرنسا، وقد قدر عدد اللاجئين فيه بنحو 10 آلاف شخص، يحاولون الوصول إلى بريطانيا، أو الحصول على الإقامة في فرنسا .
وقالت الكاتبة ان السكان المحليون يشعرون بأن المخيم أصبح يهدد مستقبل مدينتهم، التي بات السواح يهجرونها بسبب ما يترتب عن وجود هذا العدد الهائل من المهاجرين واللاجئين دون أن يكون لهم وضع قانوني، ويعيشون في مخيم يفتقر لأبسط المتطلبات .
ونقلت الغارديان أيضا آراء المزارعين، الذين جاؤا بمعداتهم وجراراتهم للتظاهر وقطع الطريق، احتجاجا على وجود المخيم .
البعض منهم قال إن اعادة توزيعهم ليس حلا للمشكلة، بل سيكون بمثابة نقلها من كاليه إلى أماكن أخرى، لأن المهاجرين سرعان ما يعودون للتجمع في مكان آخر، كما هو عليه الحال في كاليه .
يستقبل المخيم 50 الف مهاجر يوميا بسبب الحروب والصراعات، وفي صباح اليوم ألقت صحيفة التايمز الضوء في افتتاحيتها على “مخيم كاليه” أو ما يطلق عليه باسم “الغابة” وانقضاء المدة التي حددها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لإغلاقه .
وقالت الصحيفة إن “الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيزور غابة كاليه اليوم الذي يضم نحو 10 آلاف مهاجر بعد أن كان قد أمر بإقفاله “.
وأضافت أن “هولاند سيصاب بصدمة بسبب الأوضاع المأساوية لهؤلاء المهاجرين، إذ أنهم يعيشون في خيام وأكواخ أو في حاويات نقل زودتها بهم السلطات الفرنسية “.
وأشارت الصحيفة إلى أن “غابة كاليه جذبت إليها مهاجرين من الصومال وأريتريا والعراق وأفغانستان والعديد من الدول التي تعاني من الحروب والصراعات”، موضحة أنه بالرغم من وجود منظمات إنسانية في كاليه لا توجد هناك مياه للشرب أو صرف صحي “.
وقالت التايمز إنه ” لا يوجد أمان في كاليه خاصة بالنسبة للسيدات، كما أن العنف منتشر بشكل واسع”، موضحة أن ” المخيم يحتضن نحو ألف طفل من دون شخص بالغ معهم “.
وكان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي قد أمر بإغلاق المخيم في عام 2002، إلا أنه تم إعادة بناء المخيم بعدما هدمته الحكومة، ويتزايد عدد المهاجرين يوما بعد يوما إذ يصل إليه 50 شخصاً يوميا، بحسب الصحيفة.
وزارة الاعلام اللبنانية
مديرية الدراسات والمنشورات
زينب زهران