كتبت “الأنباء” تقول: الشمال غارقٌ في بحر الفقر ينتظر جثامين أبنائه الذين قضوا مع أحلامهم وآمالهم هرباً من بلد تركهم كما يترك غيرهم لأقدار الحياة، فيما البلد غارقٌ بدوره في أزماته، ومعلّق على جملة ملفات واستحقاقات، أقربها جلسة مجلس النواب اليوم وغدا المخصصة لمناقشة وإقرار الموازنة العامة بعد فقدان النصاب في الأسبوع الماضي، مع خشية من تكرار السيناريو ذاته. غير أن أوساط عين التينة أعربت عن ارتياحها لمسار الأمور بما خص جلسة اليوم إن لجهة تأمين النصاب أو لجهة التصويت على الموازنة.
وتوقعت مصادر عين التينة عبر “الأنباء” الإلكترونية التصويت على مشروع الموازنة والانتهاء منها اليوم لأن عدد المداخلات سيكون أقل من الجلسة الماضية، اضافة الى اجراء التعديلات اللازمة على البنود التي جرت مناقشتها في جلسة ١٥ أيلول بعد الأخذ بالاقتراحات التي قدمت أثناء المناقشات، ما يجعل المعترضين عليها يبدلون مواقفهم.
في المقابل أصرّت النائب سينتيا زرازير في حديث مع “الأنباء” الإلكترونية على الموقف برفض تمرير الموازنة، وأكدت – وفق قولها- إصرار نواب التغيير على إسقاط الموازنة كما حصل في الجلسة الماضية، معتبرة أن لا علم لها بما قد يحصل خلال المناقشات وما أدخل من تعديلات لتغيير بعض البنود.
وفيما يصرّ عدد وازن من النواب على أن هذه الموازنة وإن لم تكن مثالية، الا انه يجب إقرارها وتنفيذ الإصلاحات كمدخل للذهاب إلى صندوق النقد الدولي، فإن زرازير رأت أن “الإصلاحات يجب أن تكون جدية وإقرارها ضروري لإعادة تقييم الوضع المالي في البلد وليس من أجل صندوق النقد فقط، وذلك لوقف السرقة والصرف العشوائي”، مكررة أن موقف نواب التغيير واضح من هذه المسألة.
وفي الشأن الحكومي توقعت أوساط الرئيس نجيب ميقاتي أن يزور الرئيس المكلف قصر بعبدا يوم غد الثلاثاء لوضع رئيس الجمهورية ميشال عون في أجواء الاتصالات التي أجراها في نيويورك على هامش مشاركته في أعمال الدورة ال ٧٧ للجمعية العامة للأمم المتحدة وبالأخص اللقاء مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين. وكذلك للتباحث معه بتشكيل الحكومة. وتوقعت أوساط ميقاتي أن تشكل الحكومة نهاية هذا الأسبوع.
وسط ذلك، تبقى اسئلة المواطن اللبناني حيال كل متطلبات حياته ويومياتها مفتوحة على مصراعيها، فهل من يقيه قساوة التفلت في الأسعار؟ وهل من يخبره عن كيفية الاستعداد لموسم المدارس الغامض مصيره حتى الساعة؟ وماذا عن التدفئة لهذا الشتاء؟ وماذا عن قوارب الموت نتيجة الحرمان القاتل لبعض المناطق؟ وهل من يضبط هذه الظاهرة الخطيرة ويعالج أسبابها، ويكشف المغطين والمستفيدين؟ ثمّة مواطن يأكل العصي كل لحظة، وبعض المسؤولين توقفوا ليس فقط عن الاهتمام بل حتى عن العدّ.