كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : من بيروت إلى نيويورك، تتواصل المطاردة الرئاسية “تقزيماً” لصورة ترؤس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفد لبنان الرسمي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، و”تعظيماً” للذات الرئاسية العونية في إدارة شؤون الدولة، فحشد رئيس الجمهورية ميشال عون سفراء الاتحاد الأوروبي في قصر بعبدا لتظهير عظمة جهوده الإصلاحية وعزيمته على إحداث تغييرات بنيوية في النظام اللبناني لولا أنه اكتشف في نهاية عهده صعوبة “إدارة الدولة بثلاثة رؤوس” في إشارة إلى تحميله مسؤولية فشله في تحقيق أي إنجاز يُذكر طيلة ولايته إلى رئيسي الحكومة والمجلس النيابي، ليزيد في معرض تنزيه نفسه وعهده عن مسؤولية الانهيار الذي بلغه البلد بالتشديد على كون “الفوضى الدستورية التي نشهدها اليوم” مردّها إلى “وجود حكومة تصريف أعمال ومجلس نواب متشعب الانتماءات”!
وفي الولايات المتحدة، تولى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب مهمة “القوطبة” على ميقاتي عبر تسريب خبر لقائه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بوصفه “مكلفاً من رئيس الجمهورية متابعة ملف الترسيم”، بغية تسجيل “الأسبقية العونية” على اجتماع رئيس الحكومة مع هوكشتاين في مقر إقامته في نيويورك “لاستكمال البحث في ما وصلت إليه المساعي الأميركية” في الملف، وسط معلومات نقلتها مصادر موثوق بها عن مرجعيات قوى 8 آذار تؤكد أنّ “اتفاق الترسيم الحدودي البحري مع إسرائيل وصل إلى خواتيمه وسيشكل مفتاحاً لحلحلة العقد في سائر الاستحقاقات اللبنانية، بدءاً من تأليف الحكومة مروراً بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي… بانتظار وصول “كلمة سر” خارجية تتيح إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.
وأوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ “قوى 8 آذار بقيادة “حزب الله” مهتمة راهناً باستعجال تشكيل حكومة أصيلة تتولى إدارة البلد وتتسلّم صلاحيات رئاسة الجمهورية بعد انتهاء العهد من دون مشاكل دستورية، لكي تمرّ مرحلة الشغور الرئاسي بسلاسة فيكون شغوراً منظّماً تستطيع الحكومة في خلاله تسيير عجلة الدولة وتمرير الاستحقاقات والقرارات المطلوبة، على أن يبقى الكباش الرئاسي طاغياً على الساحة الداخلية ريثما يتأمن التوافق الإقليمي – الدولي المطلوب حول الاستحقاق الرئاسي… وعندما تأتي “كلمة السر” في هذا الصدد يصار إلى تحديد موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وتُنجز المهمة”.
وأمس، توّج ميقاتي لقاءاته في نيويورك بالاجتماع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقر الأمم المتحدة، منوهاً بكلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي أكد فيها على “ضرورة العمل لتوفير الاستقرار في لبنان”، فجرى التأكيد خلال الاجتماع على أن “أولوية الاستقرار في لبنان هي في إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها”.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال قد عقد سلسلة لقاءات على هامش مشاركته في أعمال الدورة السابعة والسبعين للأمم المتحدة، شملت العاهل الأردني عبدالله الثاني الذي “جدّد تأكيد الوقوف الى جانب لبنان لتمرير الصعوبات التي يعاني منها في كل المجالات، ووعد بتكثيف الاتصالات مع الدول المعنية لتسريع الخطوات الكفيلة بمساعدة لبنان في حل أزمة الكهرباء”. كما التقى ميقاتي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط الذي أعرب عن استعداد الجامعة “للتحرك عربياً لدعم لبنان على الصعد كافة، لا سيما في موضوع انجاز الاستحقاقات الدستورية في موعدها”. وكذلك اجتمع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا التي شددت على “حرص صندوق النقد على انجاز الاتفاق النهائي مع لبنان في أسرع وقت، واستكمال الخطوات المطلوبة لبنانياً وهي إقرار المشاريع الاصلاحية في مجلس النواب، ومعالجة موضوع سعر الصرف”.
وفي السياق نفسه، نقلت مصادر ديبلوماسية في نيويورك لـ”نداء الوطن” أنّ حصيلة المشاورات العربية والدولية التي تمحورت حول الملف اللبناني على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة تركزت على نقطة رئيسية مفادها أنّه “على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم لكي نستطيع مساعدتهم”، مؤكدةً أنّ أجواء هذه اللقاءات والمشاورات كشفت أنّ “الاهتمام بلبنان لا يزال موجوداً رغم كل التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي سواءً على المستويات العسكرية والاقتصادية أو على مستوى أمن الطاقة والأمن الغذائي العالمي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا”، مشددةً في ضوء ذلك على وجوب “أن يقتنص اللبنانيون الفرصة والمسارعة إلى تنفيذ ما هو مطلوب من الإصلاحات الهيكلية الإنقاذية وإجراء الاستحقاقات الدستورية في سبيل ملاقاة اليد الدولية التي لا تزال ممدودة لمساعدة لبنان وشعبه