كتبت صحيفة “الشرق” تقول: لم تفض استشارات “لزوم ما لا يلزم” الا تقليديا ودستورياً، الى جديد يذكر، وبالأحرى انتهت الى لا شيئ. هي صحيح لا تلزم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي بما سمع من مطالب وما طرح من شروط من القوى السياسية، الا ان ما سمعه بعض الكتل النيابية المعارضة من ميقاتي نفسه حول تصوره الحكومي وعدم استعداده للخضوع لهذه الشروط والرغبات بات يلزمه بتشكيلة لا تشبه “معا للانقاذ”، معروف مصيرها سلفا في بعبدا، في ظل الصراع والتيار الوطني الحر الذي تعفف رئيسه النائب جبران باسيل عن المشاركة في الحكومة الا انه ترك الباب مفتوحا بحجة “ان التكتل لم يجتمع بعد”، فعسى ولعلّ…
ومع انتهاء شريط الاستشارات على مدى يومين، وبعملية حسابية بسيطة تستند الى مواقف الكتل النيابية، تبين ان الراغبين بالمشاركة في الحكومة شبه المحسوم انها لن تُشكل، ليسوا سوى ثنائي امل وحزب الله وكتلة الاعتدال الوطني والطاشناق. حتى “المردة” لم يبدِ رغبة، فربط مشاركته بشكل الحكومة، ربما لقناعة ترسخت لدى الرافضين أن لا حكومة قبل الرئاسة وبعدها “لكل حادث حديث”.
وباستثناء الاستشارات النيابية غير الملزمة التي استكملها ميقاتي في ساحة النجمة وانهاها امس، لم تسجل اي حركة في الداخل. وبعد هذه المحطة فإن ميقاتي يفترض ان ينطلق في مشوار التأليف، اذ تشير المعلومات انه سيقدم تشكيلته الحكومية الى الرئيس ميشال عون غدا الخميس او بعد غد الجمعة على أن يدرسها عون اما يقبلها او يرفضها.
وقالت المعلومات أن ميقاتي اتخذ قراره بتعديل بعض الحقائب حكومته على أن يدعمها بأشخاص قياديين لا ينتمون لا الى جهة حزبية أو سياسية.
ورأت أن التعديلات ستشمل وزراء الطاقة الخارجية الاقتصاد والمهجرين.
وأكدت أن المرحلة المقبلة قد تكون حساسة لدرجة ان الجهات الدولية باتت على يقين بأن تشكيل الحكومة حاليا امر صعب لا بل مستحيل، وأن حكومة تصريف الأعمال بإمكانها استمرار تسيير أمور البلد الى حين انتخاب رئيس للجمهورية.
وقالت ان اللعبة الآن في ملعب مجلس النواب حيث المطلوب منه اقرار المشاريع الحساسة والمطلوبة قبل ٢٥ ايلول المقبل لاسيما موازنة ٢٠٢٣، مشروع الكابيتال كونترول، تعديل السرية المصرفية، وقانون اعادة هيكلة القطاع المصرفي.
وقالت هذه التحديات اليوم باتت مطلبا خارجيا لأنه على اساسها سيتم التعاون مع الجهات الدولية المانحة لاسيما صندوق النقد الدولي.
واعتبرت أن أمام المجلس النيابي ٨ أسابيع لإقرار هذه المشاريع لأنه اعتبارا من الاسبوع التاسع ينعقد مجلس النواب لمناقشة انتخاب رئيس للجمهورية لاستكمال ما بدأناه هو تحدث بايجابية لدى وصوله الى ساحة النجمة فقال للصحافيين تفاءلوا بالخير تجدوه. وبعد انهائه الاستشارات، قال “تابعتم معنا بالأمس واليوم الاستشارات النيابية ،وقد استمعت الى سعادة النواب واستأنست بارائهم وسنأخذ بقسم كبير من الحديث الذي قيل، والأهم أننا جميعا نعرف الوضع السائد في البلد ،ونعرف أن النصائح والاراء التي أعطيت خلال المناقشات تصب في المصلحة الوطنية، ولو من زوايا مختلفة”. اضاف “في النهاية المصلحة الوطنية ستتغلب على كل شيء، وسنشكل باذن الله حكومة تستطيع أن تقوم بواجبها، وتستكمل ما بدأته حكومتنا الماضية، بخاصة مع صندوق النقد الدولي وفي ما يتعلق بخطة الكهرباء وملف ترسيم الحدود البحرية. هذا كان مجمل المناقشات وان شاء الله ترى الامور النور بطريقة سليمة”.
باسيل
أما ابرز الكتل التي التقاها الرئيس المكلف اليوم فكان تكتل لبنان القوي، الذي لم يقفل الباب امام المشاركة في الحكومة، ففيما أكد رئيسه النائب جبران باسيل بعد اجتماعه بميقاتي أن لا رغبة للتيار بالمشاركة بالحكومة، قال لم نجتمع بعد لاتخاذ القرار النهائي في هذا الشأن.
بيان ايجابي
على صعيد آخر، تحرّك ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل ايجابا في الساعات الماضية. وفي السياق، قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ان “بيان وزارة الخارجية الأميركية عن المحادثات التي أجراها اموس هوكشتاين مع الاسرائيليين بملف ترسيم الحدود البحرية والتي وصفها بالمثمرة امر ايجابي ونقدّر تعهد الادارة الاميركية بالتواصل في الأيام المقبلة الذي نأمل منه ان يؤدي لاستئناف المفاوضات غير المباشرة في الناقورة”.
الاضراب مستمر
في الاثناء، الاوضاع المعيشية والاقتصادية ضاغطة، وهي تحتاج حكما الى حكومة كاملة الصلاحيات لمعالجتها. ليس بعيدا، صدر امس عن وزارة الطاقة والمياه – المديرية العامة للنفط، جدول جديد بتركيب أسعار المحروقات الذي لحظ ارتفاعاً في الأسعار كافة. الى ذلك، أكد عضو الهيئة الإدارية في رابطة موظفي القطاع العام ابراهيم نحّال “الاستمرار بالإضراب القائم منذ أسبوعين حتى تحقيق المطالب، وأبرزها تصحيح الرواتب والأجور وبدل النقل ودعم الصناديق الضامنة كما الجامعة اللبنانية والمدارس الرسمية والمستشفى الحكومي”. وقال في حديث اذاعي “الخطوات اللاحقة هي اعتصامات أوسع وتحرّك مركزي في بيروت وسنشكّل أكبر تحالف متضامن من المتضرّرين كوحدة ضغط لأنّ انهيار القطاع العام يؤدّي الى انهيار لبنان”. وأضاف “معركتنا تكمن في بناء دولة قويّة متكاملة تخدم المواطن والموظف في آن معاً”.
رواتب الديبلوماسيين
في شأن اقتصادي آخر، أعلن المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي في بيان ان “يتم التداول عبر بعض وسائل الاعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي بكلام منسوب الى دولة الرئيس يتناول أوضاع الديبلوماسيين في وزارة الخارجية ومنهم الديبلوماسيون الموجودون في السفارات والبعثات اللبنانية في الخارج”. أضاف “إن الكلام المنسوب الى دولة الرئيس ملفق ولا أساس له، ودولته يسعى مع معالي وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب لايجاد حل لمشكلة الرواتب والاجور المستحقة لهم، وهو يقدّر كل جهد يقومون به في سبيل خدمة اللبنانيين في بلدان الانتشار وعلاقات لبنان مع الدول التي يمثلونه فيها، فاقتضى التوضيح”.