كتبت صحيفة “الشرق” تقول: احتفلت رابطة كاريتاس لبنان باليوبيل الذهبي لتأسيسها، تحت شعار «خمسين ومكملين»، في قداس ترأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في بازيليك سيدة لبنان – حريصا.
واستهل القداس بكلمة ترحيبية للاب ميشال تابت، وألقى الراعي عظة، أشار فيها الى ان «كاريتاس لبنان قبلت تحدي الإيمان منذ خمسين سنة واختبرت ثماره غير المتوقعة، وها هي تكبر وتتسع في برامجها وخدمتها وسع لبنان(…)».
وتمنى الراعي «لو ان المسؤولين المدنيين والسياسيين عندنا يتمتعون بذرة من الإيمان وشجاعة التحدي الذي يقتضيه، لما كنا نعيش في حالة الانهيار الكامل سياسيا واقتصاديا وماليا ومعيشيا واجتماعيا». وقال: «كنا نتمنى لو شاركت في تسمية الرئيس المكلف، أيا يكن المسمى، فئات نيابية أوسع لتترجم، بفعل إيجابي ودستوري وميثاقي، الوكالة التي منحها إياها الشعب منذ أسابيع قليلة، لا سيما أن الاستشارات إلزامية. هكذا تشعر جميع المكونات اللبنانية أنها تتشارك في كل الاستحقاقات الدستورية والوطنية».
وإذ هنأ الراعي الرئيس نجيب ميقاتي لإعادة تكليفه، جدد مطالبته «الإسراع في تشكيل حكومة وطنية لحاجة البلاد إليها، ولكي يتركز الاهتمام فورا على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية. فلا تفسير لأي تأخير في التشكيل سوى إلهائنا عن هذا الاستحقاق الدستوري. لا يوجد أي سبب وجيه ووطني يحول دون تشكيل الحكومة وانتخاب الرئيس الجديد».
وناشد الراعي جميع الأطراف «أن يتعاونوا مع الرئيس المكلف بعيدا من شروط لا تليق بهذه المرحلة الدقيقة، ولا يتسع الوقت لها، ولا تساهم في تعزيز الوحدة الوطنية وصورة لبنان أمام العالم. وننتظر من الرئيس المكلف، بالمقابل، تشكيل حكومة على مستوى الأحداث، تشجع القوى الوطنية على المشاركة فيها، وتعزز الشرعية والنزعة السيادية والاستقلالية في البلاد وتجاه الخارج».
أضاف: «هذه الأشهر الأربعة الباقية من عمر العهد، يجب أن تخصص لخفض نسبة الحقد والانتقام والكيدية والمطاردات القضائية البوليسية التي لم يألفها المجتمع اللبناني. ويجب أن تخصص للتخفيف من معاناة الناس، لضبط الأوضاع الأمنية، لتحييد لبنان، لإحياء التحقيق القضائي في جريمة المرفأ. ويجب أن تخصص لتعديل خطة التعافي، لمواصلة المفاوضات الحدودية على النفط والغاز، خصوصا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ضمانا لوحدة الكيان اللبناني، ولاستمرار الشرعية، واستباقا لأي محاولة لإحداث شغور رئاسي. نحن نرفضه (…)».
وكانت كلمة لرئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود.
وكان الراعي ترأس قداسا يوم السبت في الذكرى السنوية التاسعة لتكريس لبنان لقلب مريم الطاهر واليوبيل المئوي لتكريس لبنان لقلب يسوع الأقدس في بازيليك سيدة لبنان – حريصا.
وقال: «ليس الوقت وحالة البلاد الراهنة يسمحان بالاختلاف حول شكل الحكومة، ولا بالتساؤل حول حصول الإنتخابات الرئاسية، فهذان استحقاقان دستوريان لا مجال للخلاف حولهما، فالبلاد بحاجة إلى السلطة الإجرائية التي يتقاسمها بحسب الدستور كل من رئيس الجمهوريّة (المواد 49-53)، ورئيس مجلس الوزراء (المادة رقم 6)، ومجلس الوزراء (المواد 65-72)، ومن دون هذه السلطة الإجرائية بمكوناتها الثلاثة لا يستطيع لبنان التفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإجراء الإصلاحات، وطلب المساعدات، والتزام قرارات مجلس الأمن، وإنهاء ترسيم الحدود البحرية، والتنقيب عن الغاز، ووضع استراتيجية دفاعية مشتركة، وحل مشكلة اللاجئين والنازحين، وعقد مؤتمر حواري، وإعادة لبنان إلى حالته الطبيعيّة كدولة ذات حياد إيجابي ناشط، وفرض هيبة الدولة أمنيا وإداريا، قانونا وعدالة، بعيدا من التدخل السياسي والمذهبي».