كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية أموس هوكشتاين بحضور السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا.
وشارك في اللقاء كل من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المكلف من قبل عون، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ومستشار الرئيس عون سليم جريصاتي، وكبار الموظفين في بعبدا.
ثم غادر هوكشتاين قصر بعبدا دون الإدلاء بأي تصريح، بعد لقاء مع الرئيس عون دام نحو ٤٠ دقيقة.
واشارت الـ ال. بي. سي. إلى أن الجانب اللبناني أبلغ الوسيط الاميركي الملاحظات في الطرح المقدم من قبله في شباط الماضي، شارحًا ان الطرح لم يعطِ حقل قانا كاملا الى لبنان.
وطالب بأن يكون حقل قانا كاملا تحت السيطرة اللبنانية، وأن يبقى الخط 23 كما هو عليه، وشدد على المزيد من الحقوق والمساحات وفقا للقانون الدولي وقانون البحار، ولم يتم ابلاغ هوكشتاين بطريقة كتابية الى ان ترسو الامور على اتفاق او تفاهم في الترسيم.
وأكد الرئيس عون على الحقوق السيادية للبنان بالمياه والثروات الطبيعية، وقدم الرد اللبناني على المقترح الأميركي شفهيا وشكر هوكشتاين الرئيس على الرد ولفت إلى أنه سينقله للجانب الآخر، وطلب عون جوابا سريعا فوعده برد سريع، بحسب المعلومات.
وعلى ضوء الجواب الاسرائيلي على المقترح اللبناني الذي قدمه عون شفهيا، تُقرر مسألة المفاوضات غير المباشرة.
السراي: بعدها انتقل هوكشتاين الى السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وشارك في اللقاء نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير،سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي.
وفي خلال الاجتماع تبلّغ الموفد الاميركي الموقف اللبناني الموحد من مسألة ترسيم الحدود والحرص على استمرار الوساطة الاميركية.
كما تم التأكيد ان مصلحة لبنان العليا تقتضي البدء بعملية التنقيب عن النفط من دون التخلي عن حق لبنان بثرواته كافة.
قصر بسترس: لاحقا، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب الوسيط الاميركي، الذي غادر من دون الادلاء بتصريح.
عين التينة: واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري هوكشتاين في عين التينة في حضور شيا. استمر اللقاء قرابة الساعة وعشر دقائق، أكد في خلاله الرئيس بري للموفد الاميركي «أن ما تبلغه من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في موضوع الحدود البحرية وحقوق لبنان بإستثمار ثرواته النفطية هو متفق عليه من اللبنانيين كافة».
وأشار رئيس المجلس الى «ان النقاش تمحور في الشكل المتعلق بالجوهر والذي هو موضوع ترسيم الحدود البحرية لا سيما ان إتفاق الإطار يبقى الأساس والآلية الأصلح في التفاوض غير المباشر إستنادا الى النصوص الواردة فيه والتي تدعو الى إستمرارية اللقاءات وصولا الى النتائج المرجوة والتي تفضي الى ترسيم الحدود من دون المساس في حق لبنان بالحفر لا سيما أن البلوك رقم (9) الذي سبق ولزم وما يجري الآن هو مخالف للإتفاق من جهة ويحرم لبنان من حقوقه في وقت يسمح للكيان الاسرائيلي بالاستخراج والاعتداء الأمر الذي يعرض السلام في المنطقة ويفاقم من خطورة الأوضاع».
وشدد الرئيس بري على انه في «موازاة حرص لبنان على إستخراج ثرواته هو ايضا يحرص على الحفاظ على الإستقرار».
غريو: وافيد ان هوكستاين زار ايضا السفيرة الفرنسية آن غريو بحضور السفيرة الأميركيّة دوروثي شيا، لمناقشة الجهود الأميركيّة والفرنسية لدعم لبنان، وفق ما أعلنت السفارة الأميركيّة.
وأشارت غريو إلى إجراء «حوار مستفيض بشأن الحدود البحرية»، مؤكّدة أنّه «من المهمّ بالنسبة إلى مستقبل لبنان واستقرار المنطقة أن يتمّ التوصّل إلى حلّ ديبلوماسيّ لهذا النزاع، عبر التفاوض».
اليرزة: كما استقبل قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة، هوكشتاين بحضور شيا، وتناول البحث موضوع ترسيم الحدود البحرية.
وجدّد العماد عون موقف المؤسسة العسكرية الداعم لأي قرار تتّخذه السلطة السياسية في هذا الشأن، ومع اي خط تعتمده لما في ذلك من مصلحة للبنان.
الوسيط الأميركي: الحكومة قامت بخطوة قوية جدًا إلى الأمام بطرح مقاربة موحّدة
أكد المبعوث الأميركي الخاص للطاقة الدولية آموس هوكستاين أن زيارته إلى بيروت تأتي في سياق جولة جديدة يستمع فيها إلى الحكومة اللبنانية.
وقال هوكستاين في مقابلة خاصة عبر قناة «الحرة»: «كنت هنا قبل بضعة أشهر وقدمت في حينها بعض الاقتراحات حول ما يفترض أن تكون عليه المفاوضات كما قدمت هذه الاقتراحات إلى الجانب الآخر أيضًا، واليوم جئت للاستماع للمسؤولين في الحكومة اللبنانية والإصغاء لوجهات نظرهم وتلقي أفكارهم حول المسارات المحتملة للدفع قدمًا».
وحول ما لمسه وسمعه من الجانب اللبناني في زيارته، أشار هوكستاين إلى أن «الخبر السار هو أنّني وجدت إجماعًا أكبر حول الرسالة، وإعدادًا جدّيًا للزيارة، وقد قدّموا بعض الأفكار التي تشكل أسس مواصلة المفاوضات والتقدم بها».
كم قال: «أعتقد أن ما سمعته أيضًا كان فهمًا واضحًا، مفاده أن الخيار الحقيقي لمستقبل لبنان، وهو الهم الأساس للرؤساء والقادة الآخرين الذين التقيت بهم، هو إيجاد حل للأزمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان والتي ترتبط بشكل وثيق بملف النفط، وحل النزاع البحري يشكل خطوة أساسية وهامة من أجل إيجاد حل للأزمة الاقتصادية، وللانطلاق بمسار الانتعاش والنمو، لذا أعتقد أن ما جرى كان محاولة جدية تقضي بالنظر إلى الخيارات المتاحة للمضي قدمًا، من غير أن تغفل عن بالنا فكرة أن علينا أن نقدم تنازلات والتفكير بشكل بناء».
وعما إذا كان قد قدم اقتراحات أو نقاطا جديدة، نفى هوكستاين ذلك، موضحاً أنه جاء إلى لبنان للاستماع إلى ردود الفعل حول الاقتراحات والنقاط التي أثارها من قبل.
وحول الردود والأفكار التي تلقاها من الجانب اللبناني، فضل هوكستاين عدم الكشف عنها حالياً «لأننا في مرحلة حساسة نحاول فيها أن نردم الهوة بين الجانبين كي نتمكن من التوصل إلى اتفاق بينهما، أعتقد أن هذا بالغ الأهمية بالنسبة للبنان بقدر ما أعتقد بصراحة أنه بالغ الأهمية لإسرائيل، لذلك، قبل أن أفصح عن هذه الأفكار، سأتشاركها مع الجانب الآخر، ونكمل المسار من هناك».
ورأى هوكستاين أن الرد اللبناني «يدفع بالمفاوضات إلى الأمام، وعليه سأتشارك هذه الأفكار مع اسرائيل وما إن أحصل على رد واقتراح من الجانب الإسرائيلي، سأبلغه إلى الحكومة في لبنان».
ولدى سؤاله عما إذا ناقش لبنان معه الخط 29، لاسيما وأن فريق الجيش اللبناني الفني واللوجستي أفاد أنه يعد ملفًا متينًا في ما يخص الخط 29، معتبراً أن «أمتن الملفات الذي يفترض بالجانب اللبناني إعداده هو ما قد ينجح، والحل الناجح يقضي بالإقلاع عن التفكير هل أملك أفضل قضيّة قانونية، هل أنا في أفضل موقع لي، هل أريد أن أكون أنا المحق لأن أحيانًا عندما تكونين أنت المحقة، لا تستطيعن أن تثبتي ذلك».
وتابع: «ثمة طرفان هنا وعلى الجانبين بدل التركيز على ما هو حق لي مقابل الطرف الآخر الذي يرى ما هو حق له، يجب أن يكون التفكير قائمًا على الطاقة التي يفترض بذلها في التفكير، ما هي الأفكار الخلاقة التي يمكننا كلّنا أن نتفق عليها. قد لا أحصل على كل ما أردته، لكنني حصلت على ما هو أكثر بكثير مما لدي الآن، وفي حالة لبنان، هو لا شيء».