كتبت صحيفة “الشرق” تقول: على ارض الـ28 الفا ونيف هبط دولار الـ38 ومعه قلوب اللبنانيين الدائرين في فلك جمهورية الهستيريا والفلتان. لكنّ الاسعار التي واكبت حركة اقلاع الدولار بسرعة جنونية لم تهبط، ليس فقط نتيجة الجشع والطمع المتحكم بمعظم التجّار من المستفيدين من الفقير المعدم، بل ايضا لغياب عنصر الامان والقلق على دولار الغد المتحكمة به زمرة الفاسدين المتواطئين على لقمة عيش بات تحصيلها يدنو من مرتبة المعجزة.
ووسط الانهيار الذي تحذر من نتائجه كل القطاعات، يستعد نوّاب الامة لاستحقاق الغد، حيث يجري حفل «تنصيب» رئيس المجلس النيابي «الضابط الكل» نبيه بري ونائبه الذي بات محصورا بين واحد من نائبين سجيع عطية المغضوب عليه «عونيا» والمحرّكة ضده دعوى قضائية رد عليها بالامس والياس بوصعب الذي رشحه في ربع الساعة الاخير التيار الوطني الحر، بعد مفاوضات ماراتونية بين رئيسه النائب جبران باسيل و وفيق صفا افضت على ما يبدو الى اتفاق.
المرشحان
لمدة ساعة استقر بو صعب في عين التينة اول امس السبت، حيث اجتمع الى الرئيس بري واطلعه على ترشحه لمنصب نائب رئيس مجلس النواب، قبل يومين من انعقاد جلسة الانتخاب وغادر من دون تصريح.
اما عطيّة الذي سبقه الى مقر الرئاسة الثانية منذ يومين حاملا لبري اصوات نواب عكار، فصوب سهامه نحو التيار مؤكدا، «أن فوزي كنائب عن المنطقة أثار حساسية لدى البعض ومنهم رئيس البلدية الحالي الذي ينتمي للتيار وهذا ما يفسر إثارة ملف الدعوى في هذا التوقيت بالذات، لكنهم أخطأوا في العنوان».
الحل بالتوافق
وفي غياب الحركة السياسية مفسحة المجال للهموم المعيشية والاقتصادية، تمنى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، خلال غداء تكريمي على شرفه في زحلة، أن «يتحمل الجميع المسؤولية لجبه التحديات المقبلة بسلام وليكن التعاون والحوار شعار المرحلة التي سنخوضها ما ينعكس ايجابا على الوضعين المعيشي والأمني». وأضاف: «التوافق السياسي في العناوين المفصلية كفيل باستمرار لبنان واستقراره وسنعمل على توفير بيئة سليمة لان لا خيار سوى الدولة ومؤسستها».
باسيل ينفي
الى ذلك، نفى المكتب الإعلامي لباسيل المعلومات في شأن طلبه «إدراج بندين في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء يتعلقان بتغيير حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش»، مؤكدا أن «هذه الأخبار كاذبة ولا أساس لها من الصحة».
الدولار والاسعار
ماليا، واصل سعر صرف الدولار تراجعه منذ صدور بيان حاكم مصرف لبنان يوم الجمعة وبلغ في السوق السوداء 27500 ليرة، وسط توقعات بمزيد من الانخفاض. وكنتيجة حتمية، استقرّ سعر البنزين 95 و98 أوكتان، فيما تراجع سعر المازوت 122 ألف ليرة لبنانية، وسعر الغاز 73 ألف ليرة. كما أكد نقيب الأفران علي إبراهيم «أننا «سنشهد بدءاً من الإثنين تراجعاً في سعر ربطة الخبز تماشياً مع انخفاض سعر الدولار».
تحذير للتجار
وليس بعيدا، طالب وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام جميع تجار المواد الغذائية بكل أصنافها وأصحاب السوبرماركت الالتزام التام ببيع المواد الغذائية وكل السلع وفق التسعير المحدث لسعر الصرف، محذّراً من عدم الالتزام أو التلاعب بقصد احتكار المواد الغذائية والسلع بأصنافها كافة بغية تحقيق أرباح غير مشروعة. وشدد على أن مديرية حماية المستهلك، وكل أجهزة الرقابة في الوزارة وبالتنسيق والمواكبة من الاجهزة الامنية ستطلق دورياتها للتفتيش والمراقبة، وستتخذ كل الاجراءات الردعية والعقابية المشددة للغاية بحق كل من تسّوله نفسه التلاعب بالأمن الغذائي للبنانيين.
«أرنب» السلطة
من جهتها، رأت جمعية المستهلك أن «تشكيل المجلس الوطني للأسعار، عودة الى القرون الوسطى». وقالت في بيان: «برافو. قررت السلطة إخراج أرنب قديم من قبعتها، جاهز منذ العام 1974 للضحك على الناس. شكلت مجلساً للأسعار؟ ماذا سيفعل؟ هل سيراقب التجار؟ أي تجار؟ هل سيفتح منصة جديدة للدولار أم سيخترع سعرا جديدا للدولار الجمركي أم سيثبت الأسعار؟ ربما ستستورد الدولة نفسها السلع الاساسية مثلاً؟».
نداء عاجل
وعلى خط الازمات ايضا، صدر بيان عاجل عن نقابة المستشفيات في لبنان جاء فيه: «بالرغم من جميع المطالبات التي قامت وتقوم بها نقابة المستشفيات في لبنان لحمل المصارف على تمكين المستشفيات من استعمال حساباتها لديها لسداد ثمن المواد الطبية وغير الطبية، ورواتب موظفيها، فإن الأمور بقيت على حالها والمصارف تحتجز عملياً الأموال في هذه الحسابات، ما يخنق المستشفيات ويشلّ عملها.إن جميع التحويلات التي تقوم بها الجهات الضامنة تبقى دون اي فائدة للمستشفيات اذ لايمكنها استخدامها. إن نقابة المستشفيات تهيب برئيس الحكومة، وكل من وزير العمل بصفته وزير الوصاية على الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، ووزير الداخلية كونه مسؤولاً عن طبابة قوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية بالتدخّل سريعاً لدى مصرف لبنان وجمعية المصارف لحلّ هذه المشكلة وتفادي الوصول الى المحظور، اي إما إقفال المستشفيات او الطلب من المرضى تسديد كامل قيمة فواتيرهم نقداً، وهما امران لا نرغب بهما ولكن قد نصل اليهما قسراً».
عملية الراعي
في مجال آخر، صدر عن المكتب الاعلامي للصرح البطريركي الماروني في بكركي ما يلي: «خضع غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مطلع الاسبوع الجاري الى عملية استبدال صمام للقلب من دون جراحة، في مستشفى «اوتيل ديو»، اجراها له بنجاح مشكورا البروفسور جورج بدوي بمرافقة طبيب غبطته الخاص الدكتور الياس صفير. ان غبطته الذي امتثل الى التعافي يتوجه بالشكر العميق الى ادارة مستشفى اوتيل ديو والى الجسم الطبي والتمريضي والى الراهبات والموظفين والى كل من اطمأن عنه سائلا الله ان يكافىء الجميع بالصحة والعافية».