كتبت صحيفة الشرق تقول: لم يعد اللبنانيون مهتمين لا بالسجال المُكهرب بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير التيار في حكومته وليد فياض وقد استعر مجددا امس بعد هدوء، ولا بالاتصالات الجارية للتوافق على نائب رئيس للمجلس النيابي والتسويات على ضفافها، ولا بالتحرير والمقاومة وعيدهما المصنّف رسميا اليوم وما سيتخلل المناسبة من شعارات فارغة ممجوجة يقولها السياسيون ويفعلون عكسها. همهم وحيد أوحد، تأمين كيفية الاستمرار في العيش في بلد لامس دولاره الـ34 الف ليرة وصفيحة البنزين الـ600 الف ولا من يردعهما، بما يهدد امنهم الغذائي، فيما امنهم الصحي في حال اسوأ وقد يضطر المريض لتطبيب نفسه في ظل اتجاه القطاع الاستشفائي الى الاضراب وحصر الاستقبال بالحالات الطارئة والحَرِجة.
فما نفع تراشق التهم بين المسؤولين ما دامت الكهرباء غائبة وماذا يفيد الشعب ان جلس الياس بو صعب او سجيع عطيه او اي نائب ارثوذكسي في البرلمان الى يمين نبيه بري، وهل يطبب ميقاتي او اشرف ريفي او اي سنيّ آخر مطروح لترؤس الحكومة المواطن المريض الفاقد الدواء رغم معاناته؟ كل هؤلاء يتناوبون على المراكز، فيما اللبناني يتقهقر تحت وطأة الازمات وذلها من دون حلول.
مراوحة سلبية
وبينما تراوح الاستحقاقات الدستورية مكانها سلبا، حيث لا دعوة حتى الساعة لمجلس النواب لانتخاب رئيس له، ما يعني مزيدا من التأخير في تشكيل حكومة تحتاجها البلاد بشدة، فيما الرئيس ميقاتي في الخارج، يتنفس الصعداء، قبل العودة الى بيروت نهاية الاسبوع، وفق معلومات «المركزية»، الازمات المعيشية تتفاقم. وقد اكد وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان ان على اللبنانيين أن يقوموا بإصلاحات لاستعادة حكم الدولة وان موضوع «الحزب» بيدهم.
الدولار والمحروقات
ففي وقت كسر الدولار رقما قياسيا جديدا متخطيا سقف ال ٣٤ الف ليرة ، ليعود ويتداول بسعر 33700 ليرة، كما حلّقت اسعار المحروقات امس وباتت صفيحة البنزين 95 أوكتان: 588000 (+32000)، صفيحة البنزين 98 أوكتان: 599000 (+)، المازوت: 681000 (+3000)، الغاز: 416000 (+10000).
الدواء والغذاء
بدورها، اعتصمت لجنة أصحاب الصيدليات بالتنسيق مع نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم قبل الظهر امام وزارة الصحة العامة، تزامناً مع إقفال الصيدليات حتى الثانية من بعد الظهر، للمطالبة بتطبيق قوانين تسليم الأدوية للصيدليات ومواجهة الدواء المهرَّب.
من جانبه، أعلن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي في بيان ان الإرتفاع المتواصل لسعر صرف الدولار الذي يؤدي حتماً الى إنخفاض القيمة الشرائية للعملة الوطنية وبالتالي إرتفاع اسعار كل السلع ومنها المواد الغذائية، مبدياً خوفاً شديداً وفي حال إستمرار الأمور بالتطوّر السلبي لا سيما على مستوى سعر الدولار، من عدم تمكّن شريحة كبيرة من اللبنانيين من الحصول على كامل إحتياجاتها من الغذاء كما الدواء والخدمات الإستشفائية وخلافه.
دعم فرنسي
سياسيا، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سفيرة فرنسا آن غريو التي زارت الرئيس نبيه بري ايضا، يرافقها المستشار السياسي في السفارة جان هيلبرون، وتم عرض العلاقات اللبنانية – الفرنسية وسبل تطويرها في المجالات كافة». وجددت السفيرة غريو تأكيد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «استمرار دعم فرنسا للبنان، لا سيما في الظروف الراهنة». وتناول البحث أيضا الأوضاع الداخلية ومرحلة ما بعد الانتخابات النيابية والاستحقاقات الدستورية المنتظرة. وتطرق الحديث الى المساعدات الفرنسية للبنان والتي كان آخرها دفعة من اوتوبيسات للنقل المشترك تم استلامها امس في مرفأ بيروت. وعرض الرئيس عون موقفه من التطورات الداخلية والتحديات المنتظرة على اكثر من صعيد.
برقية البابا
وجدَّد الحبر الأعظم البابا فرنسيس ايمانه بأن «لقاء التقاليد الدينية المتنوعة في لبنان التي تتآلف فيه وتجتمع، يمكن أن يشكل شهادة حقة للعالم بأسره». كلام الأب الأقدس جاء في رسالة بعث بها إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، جوابا على رسالة التهنئة بالفصح المجيد، التي سبق وأرسلها اليه الرئيس عون في وقت سابق.
وجاء في الرسالة البابوية: «إن فرح القيامة يتأتى من الدهشة التي تحيط بنا أمام الانتصار النهائي للحياة على الموت، ومن انتصار النور على الظلمات. ونحن، انطلاقا من هذا الرجاء، نجد مصدر التزامنا في خدمة السلام والمصالحة. واني انطلاقا من هذا، استمطر عليكم النعم وامنح بركتي الرسولية، لكم ولقرينتكم وللشعب اللبناني بأسره».
خطوة ايجابية
وعشية كلمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في عيد المقاومة والتحرير، اكد وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان ان على اللبنانيين أن يقوموا بإصلاحات لاستعادة حكم الدولة مشددا على ان موضوع «الحزب» بيدهم. وقال «الانتخابات في لبنان قد تكون خطوة إيجابية لكن من السابق لأوانه قول ذلك ونحن معنيون بعودة العملية السياسية في لبنان وينبغي على الأطراف كافة العمل على ذلك».