كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : هي محض صدفة ان يسبق 7 ايار الاسود بما يختزن من ذكرى أليمة وعِبر لمن يعتبر من اللبنانيين، مباشرة يوم اقتراع المغتربين في 48 دولة في العالم؟ يوم فرض السلاح سطوته على اللبنانيين الاحرار المؤمنين بقوة الكلمة وفاعلية الحوار لا بالرصاص وصواريخ جماعة فائض القوة. يوم أرهب من كانت تنطبق عليهم صفة المقاومين الشعب، بتلقين درس عنفي لمن قرر مقاومة مشروع السلاح وادواته في لبنان.
عبرة لا بدّ الا ان يعتبر منها لبنانيو التغيير الطامحون الى اعادة بناء لبنان المنهار، المهترئة مؤسساته، والمضمحلّة دولته الى درجة الانحلال بقدرة قادر لبناني وصاحب قرار اقليمي ممانع، فيترجمون في صناديق الاقتراع حلمهم بلبنان جديد يقول بالفم الملآن «لا « للسلاح غير الشرعي ونعم للشرعية والدولة القوية. الرهان كبير على من هجرتهم سلطة الامر الواقع ليسقطوا لوائحهم ويضمون اصواتهم الكفيلة الى جانب اصوات المؤمنين بقدرة التغيير، بنقل لبنان من الموت السريري حيث يقبع الى الانبعاث حيا نحو الآمل وزمن التعافي والازدهار.
انتخابات المغتربين
انجزت الانتخابات النيابية للمغتربين اللبنانيين يومي الجمعة والاحد ، وشملت المرحلة الاولى ناخبا30,929، توزعوا على عشر دول عربية وخليجية. وشملت المرحلة الثانية ١٦ دولة اوروبية وافريقية واميركية بالاضافة الى اوستراليا وقدر عدد الناخبين فيها بمئتي الف .
عقد وزير الخارجية والمغتربين السفير عبد الله بو حبيب مؤتمرا صحافيا ليل الجمعة – السبت اثر اقفال صناديق الاقتراع للمغتربين اللبنانيين في الدول العربية العشر عرض فيه للنتائج لليوم الانتخابي الطويل.
وقال:» لدينا نتائج تقريبية وهي ليست النهائية وبلغت نسبة الاقتراع في كل الدول حوالي 59% وفي العام 2018 كانت 56%. اليوم عدد المقترعين اكبر من الانتخابات الماضية، لدينا 30930 مسجلا صوت منهم 18225، في المرة الماضية صوت 48000 اليوم هناك 18225 وذلك فقط في عشر دول. اكبر نسبة اقتراع كانت في سوريا حيث هناك 1018 مسجلا واقترح منهم نحو 84% وثم طهران 74% ثم قطر 66% يليها الكويت 65% والاردن 60 % والبحرين 66% والسعودية( في الرياض وجدة) 49% وعمان 66% وبغداد 48% ومن ثم مصر 42% في القاهرة والإسكندرية 50%».
وامس الاحد سجلت نسب المشاركة التالية :
أستراليا: بلغ عدد المسجلين 20661 انتخب منهم 11,321 اي ما نسبته 54,83 في المئة في سيدني إقترع 9021 ناخباً أي بنسبة 55 في المئة وسجلت كانبيرا النسبة الادنى للاقتراع مع 40 في المئة فيما سجلت ملبورن نسبة 55 في المئة، ما يشكل مجموعاً عاماً بلغ نسبة 55في المئة في استراليا.
في الامارات العربية المتحدة في دبي اقترع 3289 لغاية الساعة الثالثة والنصف اي ما نسبته 42 في المئة، في ابو ظبي اقترع 2893 اي ما نسبته 56 في المئة وهي نسب كبيرة جدا. وعليه النسبة الاجمالية في الامارات 44,61 في المئة لغاية الساعة.
في أوروبا من أصل سبعين ألف ناخب مسجل على اللوائح اقترع لغاية الآن 14 ألف أي بنسبة 20 في المئة، في فرنسااقترع 4232 لغاية الساعة، في ألمانيا 3480 اقترعوا، بريطانيا وايرلندا الشمالية 1288. اما باقي الدول الاوروبية فلم يتخط الاقتراع فيها الالف مقترع.
اما «نسب الاقتراع في افريقيا فبلغت 21 في المئة».
واستمرت عمليات الاقتراع في الدول الاميركية الى فجر اليوم .
وصول الصناديق
ومنذ يوم السبت بدأت صناديق اقتراع المغتربين التي جرت في 10 دول هي مصر والكويت والسعودية وسلطنة عمان وايران وسوريا والاردن وقطر والبحرين والعراق بالوصول الى لبنان تباعا، فسلم الديبلوماسيون الحقائب المتضمنة اصوات الناخبين المغتربين الى مسؤولين في وزارة الداخلية حيث تم تسطير محاضر بها، قبل ان تتسلمها عناصر من قوى الأمن الداخلي التي نقلتها بدورها الى مصرف لبنان.
حث اميركي
في الغضون، حث رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الديموقراطي، بوب مينيديز، الحكومة اللبنانية على «ضمان إجراء الانتخابات المقبلة في الوقت المحدد، وبطريقة شفافة، وتمثيلية ونزيهة».وقال في بيان صحافي إن الانتخابات النيابية في لبنان «حاسمة»، إذ «سيدلي المواطنون اللبنانيون في الداخل وحول العالم بأصواتهم وسط أزمة اقتصادية غير مسبوقة دفعت كثيرين منهم إلى الفقر، بينما أجبرت آخرين على مغادرة البلاد بحثا عن مستقبل أفضل».وأكد أنه يؤيد جميع «الناخبين اللبنانيين الذين ما زالوا ملتزمين بمستقبل ديموقراطي مزدهر لبلدهم، بمستقبل تسمح فيه سيادة القانون للحكومة بتوفير الخدمات الأساسية لمواطنيها ومحاسبة المتورطين في الفساد الذي أدى إلى كل هذه الأزمات الاقتصادية والانفجار المميت في ميناء بيروت في 4 أغسطس 2020».
لن ننسى
وعلى رغم الانهماك الانتخابي، بقيت ذكرى 7 ايار حاضرة على الساحة اللبنانية، خصوصا ان الكثير من اللبنانيين لا يزالون حتى اليوم يحصدون تداعياتها. وللغاية نشر رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري على صفحته على فيسبوك صورة وعلق: 7 ايار… يوم اسود لن ننسى.
البخاري والعقاب
وبعد ساعات قليلة، غرد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري على حسابه عبر «تويتر»: «أكبرُ عِقابٍ يُسَلَّطُ على النصِّ هو أن لا يُصدِّقُ القارِئُ ما جاء فيه!».
تراجع «صادم»
وليس بعيدا من الاوضاع اللبنانية السيئة عامة، سجل لبنان تراجعا صادما في «التصنيف العالمي لحرية الصحافة للعام 2022»، إذ حلّ في المرتبة 130 بين 180 دولة. وكان في المرتبة 107 العام الماضي، بحسب التقرير الذي أصدرته منظمة «مراسلون بلا حدود» تحت عنوان «عصر الاستقطاب الجديد». ويعتبر التراجع 23 مرتبة كبيرا بالنسبة لبلد عُرف بحرية الرأي والتعبير على مدى سنوات طويلة.
جنبلاط: نحن على مشارف اغتيال جديد
والردّ عبر الانتخابات لمنع التطويع والذل
قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط: «بيدٍ أمسكنا الزناد، بالأخرى المعول، وقاتلنا وبنينا، قاتلنا دفاعاً عن الوجود، ولم نتعدَّ، وبنينا العرفانَ وعين وزين وغيرها من المؤسسات، وخرّجنا المئاتِ والآلافَ في الداخلِ والخارجِ».
كلام جنبلاط جاء في خلال رعايته ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط الاحتفال المركزي لمؤسسة العرفان التوحيدية، بمناسبة يوبيلها الذهبي وتكريما لطلابها الناجحين والمتفوقين، وذلك في باحة المؤسسة العامة في السمقانية الشوف. شارك في الاحتفال إلى جنبلاط النائب تيمور، نورا وداليا جنبلاط، شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، ووزارء ونواب. كذلك شارك سفراء: السعودية وليد البخاري، قطر ابراهيم عبد العزيز السهلاوي، الكويت عبد العال القناعي، الاردن وليد الحديد، وفد ديبلوماسي مثّل سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، والقائمون بأعمال سفارات مصر، عمان والجزائر.
وقال جنبلاط : «بئسَ الذينَ يريدونَ مصادرةَ القرارِ الوطني اللبناني المستقل، لصالحِ محورِ الممانعة، محور التدمير ومحور التزوير، في كلِ موقعٍ من الجبلِ إلى الجنوبِ مروراً بالإقليم والبقاع وبيروت، إستشهدَ لنا وللحركةِ الوطنيّةِ مقاتلونَ في مواجهةِ إسرائيل، وهل لي أن أذّكرَ حديثي النعمةِ في الاستقلالِ والسيادة، كيف تصدّى كمال جنبلاط وحيداً مع فصائلَ من الجيشِ الشعبي، في بحمدون لجيشِ الوصايةِ، لجيش الاحتلال السوري، ولعملائِه، ومخابراتِهِ الذينَ قتلوهُ لاحقاً».
وأشار إلى أن «الحديثُ طويلٌ، وطويل جداً، لكننا لن نسمحَ لأحدٍ بسرقةِ تراثِنا النضالي، تحتَ أي شعار، وسنقيمُ قريباً إن شاء الله نصباً تذكاريّاً لشهدائِنا في عين وزين كما فعلَ كمال جنبلاط في بقعاتا، تخليداً لشهداءِ ثورةِ 1958».
كما ذكّر أننا «لم نألو جهداً آنذاك داخليّاً وخارجيّاً إلا وقمنا بهِ فكانت لنا جولاتٌ عربيّةٌ ودوليّة، وكما كانت للمملكةِ والكويت والاتحاد السوفياتي وقفاتٌ متميزةٌ مع بني معروف والوطنيين العرب في لبنان، وفي هذا المجال لن ننسى الدورَ السياسي والإجتماعي للشهيد رفيق الحريري مع عروبةِ لبنان وأهلِ الجبل واسقاط السابع عشر من أيار».
وذكّر أن «مع الدولِ الأخرى، تحاورنا، منهم من تفهمَ، ومنهم من ظنَّ أن الـ New Jersey هي الحل، نحن بقينا، ورحلت الـ New Jersey، هذا غيضٌ من فيض». وتوجّه للمشايخ قائلاً: «أما اليوم، وعلى مشارفِ إغتيالٍ جديدٍ عبرَ الانتخابات، أتوجهُ إليكم، إلى العمائمَ البيضاءِ، عمائمَ الحكمةِ والتوحيدِ والعقلِ والإيمانِ، عمائمَ النخوةِ والعزّةِ والكرامة، بأن نردَ الهجمةَ سويّاً كما فعلتم في جبلِ العرب، وكما فعلتم في كلِ موقعةٍ من حربِ الجبل، وذلكَ عبرَ صناديقِ الإقتراع، لمنعِ الإختراق، ومنعِ التطويعِ والتبعيّة». ولفت إلى أن «وإذا كان العمر قد شارف على شتائِه، إلا أن المسيرةَ مستمرة، مسيرةَ الأجداد، مسيرةَ كبيرنا كمال جنبلاط، فسِرّ يا تيمور، ومن حولِك أهلُ العرفان، والحزب، والوطنيون والعرب في الداخلِ والخارج، سرّ في عمليّةِ التحدّي في إعلاءِ شأنِ المختارة، وتراثِها العربي والفلسطيني، وسرّ في عمليّة حماية مصالحةِ الجبل، سرّ ونحنُ معك وداليا وأصلان، ولا خوفَ على المستقبلِ، فالرجالُ رجال، والمبادئُ مبادئ».