كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: وسط انهماك الدولة بكافة مؤسساتها بلملمة تداعيات كارثة غرق قارب الموت قبالة طرابلس ليل السبت الأحد وتمكّن الجيش والدفاع المدني من إنقاذ 45 من الركاب الذين كانوا على متنه أحياء، فيما من تبقى من ركابه بحكم المفقودين، يعقد مجلس الوزراء اجتماعاً استثنائياً للتباحث في معالجة الأسباب التي أدت الى هذه الكارثة والاطلاع على التحقيقات الجارية حولها.
وبالتوازي تعقد اللجان النيابية المشتركة اجتماعا لدراسة مشروع قانون الكابيتال كونترول الذي أقرته الحكومة وأحالته الى مجلس النواب لإقراره قبل نحو شهر، والذي يبدو ان دائرة الخلاف حوله من قبل الكتل النيابية بدأت تتسع ما قد يؤدي الى ترحيله الى ما بعد الانتخابات النيابية المقررة منتصف الشهر المقبل، وهو الخيار الذي لا يجب اللجوء اليه انما التوجه لتعديل الصيغة المطروحة وإقراره بالشكل اللازم، وبعيدا عن شعبوية الانتخابات التي تطغى على بعض الكتل النيابية فتتهرب من النقاش، إذ إن الحرص على حقوق الناس وأموالهم لا يعني على الإطلاق الهرب من البحث الجدّي في مشروع قانون الـ”كابيتال كونترول” لإصداره بالصيغة التي توقف النزف المالي وتحفظ حقوق صغار المودعين والنقابات وأصحاب الحقوق.
وإزاء ذلك طالب الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان أمس بضرورة اقرار الكابيتال كونترول بالصيغة المتوازنة، لكون الإصلاح هو الفرصة المتبقية لإنقاذ لبنان واللبنانيين والدخول في مسار التعافي الضروري قبل ان ينهار كل شيء، داعيا الى عدم تفويت هذه الفرصة، مستغربا في الوقت عينه الموقف العبثي لبعض الكتل النيابية التي كانت تزايد بدعمها الكابيتال كونترول ثم هي ترفض واجبها في درسه وإقراره وكانها بذلك تتلاقى مع بيان جمعية المصارف.
في هذا الوقت، يتوقع ان يشهد محيط مجلس النواب في ساحة النجمة اعتصامات متعددة بدعوة من نقابات المهندسين والمحامين والمحررين بالاضافة الى عدد من المودعين.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم اعتبر أن موضوع الكابيتال كونترول خاضع في النهاية الى طبيعة النقاش الذي ستطرحه الكتل النيابية. وأشار هاشم عبر الانباء الالكترونية الى وجود تفاوت في وجهات النظر لدى اكثرية الكتل، داعياً الى نقاش يتمحور حول كيفية تأمين الحقوق الكاملة للمودعين دون مناورة وحفظها بشكل واضح وفق آليات معيّنة بعيدًا عن الصيغ التي تحمل الكثير من الالتباس.
وفي موضوع التوتر الأمني، الذي شهدته بعض المناطق الحدودية فجر امس وإطلاق اسرائيل اكثر من عشرة قذائف باتجاه الجنوب اللبناني ردا على اطلاق صاروخ نحو الاراضي المحتلة، رأى هاشم ان “موضوع الصراع مع هذا العدو مفتوح ولا يحكمه عامل زمني أبداً، لأنه ما زال يشكل الخطر الاساس لوطننا وتركيبته ولشعبنا، ومن الطبيعي ان يكون هذا الصراع مفتوحا، ولن يتوقف عند حدود التوقيت والجغرافيا، فالأمر طبيعي عندما يكون العدو محتلا لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقسما من الغجر أن يحصل توترا، وهذا التوتر لا علاقة له بالانتخابات النيابية لا من قريب ولا من بعيد“.
على صعيد آخر ومتابعة لجلسة مجلس الوزراء الاستثنائية اليوم، كشفت مصادر مطلعة عبر “الانباء” الالكترونية ان مجلس الوزراء سيقر في جلسته اليوم مساعدات مباشرة وبشكل عاجل لمنكوبي قارب الموت وأهالي الضحايا الذين قضوا غرقا، مشددة على انه لا يمكن لأحد ان يستسهل ما أصاب طرابلس والشمال فما تكاد هذه المنطقة ان تنتهي من كارثة حتى تقع بأخرى، لذلك لا بد من مساعدة هؤلاء المنكوبين وبأقصى السرعة، داعية الى ايلاء الأهمية القصوى لما جرى في طرابلس والمعاناة التي يعيشها سكان المدينة الذين غالبيتهم من الفقراء.