كتبت صحيفة ” الأنباء ” الالكترونية تقول : سرق انفجار بنعفول الأضواء من أمام الأحداث الروتينية والأزمات المستمرة والتي تمتد تبعاتها لأيام قبل أن تستجد أزمات أخرى لترخي بظلالها، إذ استفاق اللبنانيون على خبر انفجار هزّ مدينة صيدا، وأودى بحياة الشاب علي الرز، كما أدّى إلى إصابة 7 أشخاص آخرين، ونجم عنه دمار مركز للدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية، كما والطابق المخصص لبلدية بنعفول.
رواية تحدّثت عن احتكاك كهربائي أدّى إلى انفجار عبوات أوكسيجين كانت مخزّنة في المكان، وتعود لفترة انتشار وباء كورونا. إلّا أنّ حجم الانفجار الضخم، ودمار المبنى بشكل كامل، إضافة إلى الأضرار الكبيرة في المحيط، طرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية للانفجار والرواية المتداولة، علماً أنّه ليس الانفجار الأول الذي يحصل في الجنوب، وتبقى المعلومات طي الكتمان.
في السياسة، واصل السفير السعودي في بيروت، وليد البخاري، استقبال المهنّئين بعودته وعودة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والمملكة إلى مستواها السابق، وهو باب عودة التوازن إلى الموازين الداخلية، كما والانتعاش إلى الاقتصاد. لكن ذلك لن يكون إلّا بعد التزام لبنان بجملة من الشروط، منها منع تصدير الإرهاب والمخدرات إلى دول الخليج. ومن المرتقب أن يجول البخاري على الرؤساء الثلاثة أيضاً.
اقتصادياً، توقّف توزيع الخبز على المحلات التجارية بسبب شح مادة الطحين على إثر عدم فتح مصرف لبنان لاعتمادات جديدة من أجل الاستيراد، فواجه اللبنانيون نقصاً. كما شهدت الأفران طوابير من الناس التي تهافتت من أجل الشراء. إلّا أنّ اتفاقاً تمّ مساءً قضى بتأمين مبلغ 15 مليون دولار من حقوق السحب الخاصة بلبنان لدى صندوق النقد الدولي، ومن المفترض أن يحل المبلغ الأزمة مبدئياً، إلّا أن الحل يبقى موضعياً، ومن المرتقب أن تتجدّد الأزمة قريباً مع انتهاء المبلغ المرصود.
بالعودة إلى انفجار بنعفول، ثمّة تخوّف من أن يبدأ مسلسل من الأحداث الأمنية يكون هدفه تطيير الانتخابات، وهذا ما ألمح إليه رئيس لقاء “سيدة الجبل” فارس سعيد في تغريدة عبر “تويتر”، قال فيها “تكلّم السيد حسن نصرالله عن من يريد “افتعال أحداث” تؤدي إلى تأجيل الانتخابات، وبعد ساعات على كلامه انفجر مبنى قرب صيدا…. شدّوا الأحزمة”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أشار سعيد إلى أنّ “ما لفت الانتباه كان حدوث الانفجار بعد بضع ساعات من حديث نصرالله والتحذير من أحداث تؤدّي إلى تطيير الانتخابات، وهو تزامن مشبوه”.
ورغم قلقه من الأحداث الأمنية، إلّا أنه شدّد على وجوب إجراء الانتخابات في موعدها، واعتبر أن، “التأجيل لأسباب داخلية غير مقنع، بل الملف مرتبط بمفاوضات فيينا والاتفاق النووي، وفي حال التعثّر، قد تلجأ إيران إلى استغلال غياب الاستقرار لتطيير الانتخابات في لبنان، وتحقيق أهداف سياسية”.
وختم سعيد حديثه مشيراً إلى أن “ثمّة جهة واحدة قادرة على الإطاحة بالانتخابات أو تثبيت إجرائها، وهي حزب الله. أما الأطراف المتبقية فهي غير قادرة حتى لو أرادت، وحتى الآن، الحزب يريد الاستحقاق، لكن تبدّلاً قد يطراً تماشياً مع المستجدات الخارجية”.
رئيس تحرير موقع “الأمن والدفاع العربي”، العميد المتقاعد ناجي ملاعب، لفت إلى أنّ “أسباب الانفجار لم تتضح بعد، لكن من المستهجن تصّرف بعض القوى المحلية، وبالذات في مناطق الجنوب، إذ تقوم هذه الجهات بتطويق المكان ومنع الصحافيين والقوى الأمنية، والجيش ضمناً، من الوصول إليه، والهدف محاولة العبث في مسرح الجريمة، وليس بقصد تشويه المسرح، بل للإطمئنان لجهة عدم وجود أي شيء قد يضر بهم، كمستندات أو أسلحة، وهذا ما حصل حينما فرضت العناصر الحزبية طوقاً في المكان بُعيد الانفجار الأخير مباشرةً”.
وفي هذا السياق، يُذكر أن إشكالاً حصل بين عناصر حزبية في المكان وعناصر من الجيش اللبناني، كما تمّ منع الصحافيين من التصوير لفترة من الوقت تحت طائلة مصادرة الكاميرات.
وفي حديثٍ لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أشار ملاعب إلى أنّ “مهمة الجيش اليوم لا تتوقف على الكشف على موقع الانفجار، والتحقيق في بقايا المواد المتفجرة لتحديد طبيعتها، بل تتعدى للتحقيق بوجود الشبان الذين أصيبوا في المكان، وعن طبيعة عملهم وسبب تواجدهم في وقت متأخر من الليل في هذا المركز والخلفيات، ويمكن من خلال ذلك التوصل إلى نتائج إضافية”.
ولفت إلى أنّ، “القوى الموجودة في الجنوب اعتادت على وضع السلاح والصواريخ في المناطق المأهولة، وحصلت انفجارات في وقت سابق أثبتت هذا الأمر. لكن انتشار السلاح بهذا الشكل العبثي خطير، وذلك بغض النظر عن طبيعة المواد الموجودة والتي انفجرت أول أمس”، مشيراً إلى أنّ “العدو الإسرائيلي سيستثمر في هذه الأحداث للادّعاء دولياً بوجود أسلحة في لبنان بين المدنيين”، داعياً لإقرار “استراتيجية وطنية وأمن قومي موحّد ووضع السلاح بيد السلطة والأجهزة الأمنية.