كتبت صحيفة “الديار” تقول: بعدما نجحت كل الاطراف في اخذ عنوان المعركة الانتخابية الى «مكان آخر» لا يمت بصلة الى واقع محاسبة من هو مسؤول عن افقار اللبنانيين وسرقتهم، وبعدما بات من المسلمات عودة معظم الوجوه «الكالحة» التي حفظها اللبنانيون عن ظهر قلب» الى ساحة النجمة ومعها كل التسويات السياسية المفترضة التي لا امل في ان تحدث النقلة النوعية المطلوبة في بلاد تنتظر نضوج «الطبخة» الاقليمية والدولية لكي «تنتعش» او تغرق اكثر في «الكوما». وفيما اصطف اللبنانيون امام الافران الغارقة في ازمة طحين بعدما عجزت الحكومة كالعادة عن التفاهم مع مصرف لبنان على صيغة للافراج عن اموال الدعم، كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتقدم الصفوف، ليس لشراء الخبز، وانما على مائدة السفير السعودي الوليد البخاري، فرحا ان البلاد «نورت» بوجوده، يعني»ما عاد مهم اذا بتجي الكهرباء»!
«النور» السعودي الذي «سطع» على المرجعيات الروحية، وفي الافطارات الرمضانية، «لن يغني ولن يثمن عن جوع»، حتى الان، هو تحرك في «الوقت الضائع» وجاء متاخرا، لكل المتأملين بان يكون الهدف منه «التقريش» على الساحة اللبنانية في مواجهة حزب الله. كل الحلفاء المفترضون مربكون حتى الان، لم يفهموا لماذا غادر السفير مع نظرائه الخليجيون ولماذا يعودون «بالتقسيط»؟ عودة «الهواء المنعش» الذي تحدث عنه رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، لا يزال «لا جعجعة ولا طحين»، لا اموال، ولا استراتيجية دفاعية او هجومية، وكل من يواجه حزب الله انتخابيا يرغب في ان ينعم «بمظلة» المملكة في انتخابات بات التسليم بالهزيمة فيها يحتاج فقط الى اعلان رسمي بعدما نجح الحزب على «الورقة والقلم» في التمدد حيث اخلا السعوديين الساحة، ونجح اقله مؤقتا في ترميم العلاقة «الملتبسة» بين حلفائه الذين دفعت بهم خطاياهم المرتكبة عن «حماقة» او عن سابق تصور وتصميم الى شيء من التواضع ووقف «تكبير الرأس»، واليوم كل الحلفاء عادوا الى الارتماء في «احضان» الحزب وسيكون حيث يجب ان يكون رافعة لهم لمحاولة تقليل الخسائر وتامين الاغلبية الوازنة ضمن استراتيجة «منربح» الانتخابات، وغدا يوم آخر…! لكن دون الغاء احد، او السعي للثلثين، او الركون «للدعاية» بان الانتخابات محسومة، كما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي حذر من «المال الانتخابي» وارجا الحديث عن «الانهيار» الامني في اسرائيل التي شهد قادتها على فوضى امنية غير مسبوقة.
ازمة رغيف؟
معيشيا، ولان العادة هي ان تاتي الحلول متاخرة، دفع المواطن الثمن مزيدا من «الاذلال»، وهذه المرة من «بوابة» رغيف الخبز، «فالكباش» بين الحكومة ومصرف لبنان المستمر منذ نحو عشرة ايام لم يجد طريقه الى الحل بالامس، فاقفلت بعض الافران، وقننت اخرى في بيع الخبز، فحصل «الهلع» المعتاد ووقف الناس في «طوابير» خوفا من انقطاع «لقمة العيش». وبعد اعلان الافران ان الطحين يكفي حتى بعد ظهر اليوم، جاءت الانفراجة من خلال قرار النيابة العامة التمييزية التي اخلت سبيل احد اصحاب كبار المطاحن وسمحت بعودة تشغيلها، ففتحت المطاحن ابوابها، لكن الكمية المتوفرة لا تتعدى الـ 20 الف طن وهي تكفي لاسبوع واحد. وهذا يستدعي الى الاسراع لحل المشكلة بين الحكومة ومصرف لبنان الذي لا يزال يرفض تسديد الاموال لشراء القمح دون التوقيع على قانون الاستقراض الذي يحتاج الى مشروع قانون من مجلس الوزراء وتصويت في مجلس النواب، وهذا يتطلب وقتا طويلا. ووفقا لمصادر مطلعة، وبعد نحو اسبوع من «المماطلة» تتجه الامور نحو حل «وسطي» يقضي بتوقيع عقد «دين ظرفي» بين الحكومة و «المركزي» في الساعات المقبلة، تسمح بالمس بالاحتياطي الالزامي وتضمن ان تعيد الدولة الاموال، لاستيراد القمح والادوية!
الانتخابات «مش» اولوية»؟
سياسيا، من التقى السفير السعودي الوليد البخاري بعد عودته الى بيروت يشعر ان الانتخابات النيابية ليست اولوية لدى المملكة، وهي باتت تسلم انها لن تحدث اي تغيير سياسي في البلاد، وهي لم تغير وجهة نظرها حيال عدم فائدة بذل الاموال او حتى منح «المظلة» لقوى على حساب أخرى، والاحتمال الوحيد للتاثير وفق موازين القوى المتاحة التدخل للتاثير في انتخاب رئيس للجمهورية.
«الغالبية» لحزب الله
وبحسب المعطيات الموثقة باستطلاعات للراي تجريها السفارات الغربية والعربية في اكثر من دائرة مؤثرة خلصت الى ان حزب الله وحلفاؤه سيحصلون على الغالبية في المجلس النيابي الجديد، وسيحصل الحزب هذه المرة على حصة سنية «وازنة» تسمح له بتوسيع «مظلة» الشرعية على مشروعه السياسي والعسكري»السلاح»، وهذا سيسمح له بتجاوز اي «خضة» في البلاد ازاء ما يحكى عن فرض «مثالثة» دستورية، ستكون امرا واقعا من خلال «فائض» الشرعية بعد هذه الانتخابات، حسب تعبير مقربين من السفارة السعودية في بيروت.
لا امكانية «لربح» المعركة
ووفقا لمصادر مطلعة، من الصعب جدا بعد خروج الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل من «المشهد» السياسي والانتخابي اعادة توحيد «المعارضة» في مجموعة واحدة في ظل غياب «العصب» الرئيسي المحرك والمؤثر في اكثر من منطقة، فالقوى السنية والمسيحية منقسمة على بعضها البعض وتخوض معارك «كسر عضم» ضد بعضها البعض في معظم الدوائر، والكتل السنية المفترضة خارج «عباءة» حزب الله في المجلس النيابي ستكون مشتتة وضعيفة، اما هيئات المجتمع المدني فوضعها اكثر سوءا، ولا امل في ان تحقق اي خروقات نوعية او مؤثرة في الانتخابات المقبلة.
اعادة تموضع بانتظار التفاهمات
وفي هذا السياق، تستغرب السعودية «حماسة» المجتمع الدولي والولايات المتحدة الاميركية لاجراء هذا الاستحقاق، وثمة قلق حقيقي من «تسليم» اميركي بعدم القدرة على استمرار «الكباش» مع ايران في لبنان بعدما ثبت غياب البديل القادر على المواجهة مع حزب الله، والانشغال في حرب اوكرانيا، والخروج الممنهج من المنطقة، وبات الشغل الشاغل للاميركيين الحفاظ على الاستقرار الامني حتى لو كان بضمانة الحزب! ولهذا اختارت السعودية اعادة «التموضع»على الساحة اللبنانية «بهدوء» بانتظار الحوار الثنائي المفترض ان يستأنف قريبا مع ايران،وبانتظار نتائج المفاوضات في فيينا، حينها ستكون كل الملفات على «الطاولة» وثمة من نصح المملكة ان يكون لها حضور في لبنان، بدل التسليم المسبق بالنفوذ الايراني.
جولات وافطارات
وفيما اكدت اوساط مطلعة ان السفير السعودي لن يقوم باي زيارات سياسية ذات «دلالة»، استهل جولته بالامس من دار الفتوى بلقاء مفتي الجمهورية، الشيخ عبد اللطيف دريان، وانتقل إلى مقرّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حيث التقى نائب رئيس المجلس، الشيخ علي الخطيب كما زار بخاري شيخ العقل لطائفة الموحّدين الدروز في لبنان الشيخ سامي أبي المنى. ومساء اقام البخاري افطارا في مقر اقامته في اليرزة بحضور رئيسي الحكومة السابقين تمام سلام وفؤاد السنيورة، وزير الزراعة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب السابق وليد جنبلاط، النائبة بهية الحريري، رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع،رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الجميل، السفيرة الاميركية، والسفيرة الفرنسية، وسفير الكويت. على ان يكون هناك افطارا اليوم يجمع القادة الامنيين ووزراء الداخلية السابقين والوزير الحالي. وعلى هامش الافطار التقى ميقاتي البخاري، حيث بادره قائلاً: «سعادتك نوّرت البلد. ورداً على سؤال»، قال ميقاتي: لم أشعر يوماً أن أبواب المملكة موصدة في وجهي وسأزور السعودية خلال شهر رمضان، وعلم ان الزيارة لاداء فريضة العمرة.
نصرالله والانتخابات
الى ذلك، وفي وقت تبدو انتخابات المغتربين بخطر في ظل اضراب في صفوف موظفي الخارجية، اجتمع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي اليوم مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب لمحاولة ايجاد مخارج للازمة.
من جانبه، اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان السفارة الاميركية والفريق الاخر لديهم مصلحة لتاجيل الانتخابات النيابية، وقال» ننظر بريبة لمحاولات تعطيل الاستحقاق الانتخابي، وقال لقد بدا «الهمس» في السفارات لتأجيل الانتخابات، ودعا من يريد ان يعلن الاضراب من القضاة، والموظفين الديبلوماسيين، المعلمين، لا تجعلوا الانتخابات رهينة مطالبكم المحقة.
نصرالله يحذر
واكد نصرالله ان هناك اجواء تنقل عن السفارة الاميركية وجرى تعميمه في البلاد، بان حزب الله وحلفاؤه سيحققون الاغلبية في المجلس النيابي المقبل، مؤكدا ان هدفنا ليس الحصول على ثلثي اعضاء المجلس النيابي لانه غير منطقي وواقعي، لان رؤيتنا في هوية البلد لا تتم بالاستقواء ولا بالاغلبية ولا بالسلاح وانما بالتفاهم بين الجميع، لكنه تحريض للتحفيز على الانتخاب.
محاولات «التبريد»
وحذر السيد نصرالله من تكون الاهداف «لتبريد» جمهور وانصار حزب الله وحلفاءه، ودعا الى عدم الركون الى هذه القراءة، وهناك معركة انتخابية ويجب ان نشارك فيها بقوة ولا يؤثر ذلك على الحماسة. وذكر بما حصل في انتخابات 2009 حين قلبت النتائج في بعض الدوائر على الرغم من انفاق السعوديين ملايين الدولارات في حينها، بحسب ما اعترف به مسؤول سعودي في حينها. وحذر من دخول مال انتخابي استغلالا لحاجات الناس، وقال «لا تركنوا لتوقعات او دراسات وادخلوا المعركة السياسية بكامل الحماسة والجهد».
التصويت للحلفاء
وبعد ساعات من تحريض مباشر من قبل رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع للناخبين الشيعة على التيار الوطني الحر، اكد نصرالله ان الهدف انجاح مرشحينا ومرشحي الاصدقاء والحلفاء، ولفت الى حلفاء الحزب اقوياء وليسوا بحاجة لمساعدة حزب الله في الكثير من الدوائر، ولكن من الطبيعي دعم الحلفاء والاصدقاء.
لا نريد الغاء احد
ودون ان يسميه، «غمز» السيد نصرالله من «قناة» النائب السابق وليد جنبلاط الذي سبق واتهم محور «الممانعة» بمحاولة الغائه، اكد السيد نصرالله اننا لا نريد الغاء احد، بل يجب ان يتمثل الجميع بحجمهم الحقيقي… وبعد ان ذكر قوى 14 آذار بدورها الالغائي طمأن الجميع قائلا «لا نريد ان نسيطر او نحكم البلد فهذا ليس طموحنا، وهو اصلا امر غير عملي…»
«معركة وهمية»
ولفت السيد نصرالله الى ان الاغلبية لم تقدم في برامجها اي شان اقتصادي، وهم يكتفون بشعارات نزع سلاح حزب الله لاسترضاء الاميركيين والسعودية وبعض الدول العربية التي لديها مشاكل مع حزب الله، لاستدراج الدعم السياسي والمالي «الدولار الطازج».
من يخرب العلاقات العربية؟
وسخر السيد نصرالله من مقولة ان حزب الله «يخرب» العلاقات مع العرب، ولفت الى ان السعودية والامارات هما من شنتا الحرب في اليمن، فهل من يقف من المظلوم هو من يخرب العلاقات العربية او من شن العدوان؟ وقال نحن لم نطالب بتغيير النظام السعودي بل طالبنا وقف التدمير والظلم في اليمن. ونصح حكام المملكة بان لا يراهنوا على غير التفاوض مع «انصار الله» لان ايران واصدقاء هؤلاء لن يضغطوا عليهم، وعليكم التفاوض معهم مباشرة ولا تنتظروا من احد ان يطلب منهم التنازل عن حقوقهم. وتساءل من خرب العلاقات العربية من خرب سوريا او من دافع عنها؟
اهانة امنية
وما ارجأ السيد نصرالله الحديث عنه الى يوم القدس حول تداعيات العمليات الفلسطينية في الاراضي المحتلة كشفت عنه كبار القيادات الاسرائيلية، وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة «هآرتس» ان الضباط الكبار في الجيش الإسرائيلي شاهدوا في الأيام الأخيرة سلوكاً غير مسؤول لقوات الشرطة والجيش الإسرائيلي و»الشاباك» في شوارع تل أبيب أثناء مطاردة الشاب الفلسطيني الذي نفذ العملية الاخيرة. ونقلت عن مسؤول امني كبير قوله» حقيقة أننا أنهينا هذه الحادثة بدون قتلى بنيران قواتنا، فهذا من حسن حظنا وليس لشيء آخر ولا أحد يعرف ما الذي يحدث هناك، جنود ومواطنون كانوا يركضون ويحملون السلاح إلى بيوت السكان. يركضون مسلحين وراء مدني بين الأزقة دون أن يعرف أحد عن الآخر. كان هذا إهانة امنية خطيرة.
«فوضى خطيرة»
مصدر عسكري كبير شارك وصف إدارة الحدث في تل أبيب،»بالفوضى» الخطيرة فهناك أشخاص مسلحون بملابس مدنية يبحثون عن مطلوب مسلح بملابس مدنية خرج مئات الجنود في الخدمة الدائمة والجنود الذين يعيشون في المنطقة من بيوتهم بملابس مدنية حاملين السلاح وبدأوا يركضون في الساحات لإطلاق النار على المخرب. حتى ذلك الوقت، لم يعرف أحد كيف كان شكل «المخرب» بحث الجميع عن شخص بملابس مدنية يحمل مسدساً في الوقت الذي كان يتجول في تلك المنطقة مئات الأشخاص الذين يستجيبون لهذا الوصف. وبدلاً من ملاحقة المخرب، نشأ وضع انتقل فيه جل الاهتمام إلى محاولة السيطرة على القوات التي تدفقت إلى هناك، وقال ضابط كبير في الشرطة. «جنود بدون تجربة في المجال المدني عملوا هناك مع ضباطهم الذين هم في جيل لا يزيد على 24 – 25 سنة، والذين هم أنفسهم ليست لديهم تجربة».
جيش «ضعيف»
وحال الجيش الاسرائيلي لا يقلّ سوءا عن جهاز الامن الداخلي ، فوفقا لصحيفة «اسرائيل اليوم» الوحدات العسكرية بمعظمها غير مدربة، غير خبيرة، ويقف على رأسها رئيس أركان أدمن العلاقات العامة منذ بداية ولايته، إلى جانب إلغائه خيارات المبادرات، وبات الجيش عديم قدرات الردع أو الحسم، وهيئة الأركان متعبة تعارض المبادرات، وجنرالات يفضلون الاحتواء والامتناع عن العمل من خارج الصندوق وأخذ مخاطرات. وبرأي الصحيفة اذا لم مبادرة لتصحيح الخلل ستكون اسرائيل اما المزيد من الوهن، والمزيد من ضباط الحرص على «اقعد ولا تفعل شيئاً»، والحرص على التقاعدات وإنهاء الولاية بسلام بدون لجان تحقيق وبدون تحقيق اي هدف…!