زار وزير الاعلام زياد المكاري مبنى “شبكة زغرتا الاعلامية” وجال في اقسامه. وكان في استقبال المكاري رئيس الشبكة المونسنيور اسطفان فرنجيه وطاقم العمل.
وكان للوزير المكاري حديث مع مدير الإذاعة روبير فرنجيه قال فيه: “فخور جدا انه في وقت قليل تمكنتم من تأسيس الراديو والتلفزيون الامر الذي يدعو الى الفخر بالمنطقة وابنائها. واعتقد ان زغرتا من اكثر المناطق في لبنان التي فيها جو اعلامي واعلاميون وكتاب وشعراء وجو ثقافي يفرح القلب”.
وأضاف “انا ابن هذه المنطقة واستمد قوتي من هنا. وكما وعدتكم هذه اول زيارة لي الى مؤسسة إعلامية بعد زيارة مبنى الإذاعة اللبنانية والوكالة الوطنية للاعلام”.
وعن زيارة مكتب “الوكالة الوطنية للاعلام” في طرابلس، قال: “لا احبذ الجلوس وراء المكتب لا سيما في هذه الأيام وبرأيي يجب على الوزير ان يجول على موظفيه ويشعر بوجعهم، يطلعه على أوضاعهم، وعلى مكامن نقاط الضعف والقوة في كل مكان من اجل ان يتكلم لغتهم ويتمكن من مساعدتهم والنهوض بالمؤسسات المتعثرة”.
وبالنسبة إلى وضع الوزارة عند استلامها وما يمكن تحقيقه في فترة قصيرة جدا، اكد المكاري أن “الوقت يشكل هاجسا لدي. فأنا لم آت الى الوزارة بهدف تكوين علاقات شخصية او ان أعيش العز كما يقال، بل على العكس، لدي النية ان اعمل وان احس، قدر المستطاع وهذا تحد كبير لان الوقت ضيق والوزارة مهملة لاسباب عدة”.
وتابع: “مكاتب الوزارة لا تزال متضررة جراء انفجار الرابع من آب وحالتها سيئة جدا وقد أثر الامر بي كثيرا، الا ان الأثر الإيجابي كان لدى رؤية الموظفين الذين يضحون ويعملون باللحم الحي في ظروف صعبة جدا تقنيا، انسانيا، اجتماعيا، وماديا”.
وقال: “بعد الوزير جورج قرداحي، وقعت الوزارة في أزمة. فالوزير عباس الحلبي الذي يعتبر من افضل الوزراء في الحكومة، لديه اصعب حقيبة التي هي وزارة التربية، حاول جاهدا في وزارة العمل ولكن المطلوب كان وزيرا للاعلام يعمل على مدار الساعة”. وعن ترميم مبنى الوزارة، شرح المكاري انه “كان هناك اتفاق مع اليونيسيف لترميم مبنى الوزارة الا ان تنفيذه تأخر قليلا، ونظرا إلى وجود أمور تستدعي تحركا سريعا، حاولت مع رئيس الهيئة العليا للإغاثة الذي هو صديق لي، فأعطى أوامره ببدء العمل سريعا على اصلاح اللازم. الا انه منعا لحصول أي تضارب مع مشروع اليونيسيف، وقعنا الاتفاق معهم وسيبدأ العمل سريعا من اجل ترميم الوزارة”.
وبالنسبة إلى طريقة تعاطيه مع الموظفين، قال: “يوم استلمت الوزارة، تكلمت عن مبادئ عدة للعمل، أحدها إعطاء دور للإدارة. وتعاملت مع الموظفين الموجودين في مكتب الوزير من دون ان اتبع العادات السابقة بتغييرهم وتعيين مستشارين جدد كما يفعل العديد من الوزراء. نحن لبنانيين لدينا قضية مشتركة على كل المستويات. على مستوى وزارة الاعلام نحاول ان ننهض بها فاعتبرت الموظفين سواسية وكل موظف يحاسب بحسب كفاءته ونظافته. ومعروف عني انني لا اريد شيئا لنفسي وهذا الامر يسهل التعاطي مع الموظف. والأكيد ان الجميع يعمل والتواصل حتى أيام الاحد مع الموظفين قائم”.
وتعليقا على الالتفاف الإعلامي حوله، لفت المكاري الى ان “الالتفاف الإعلامي والاهتمام اعتبرهما اول انجاز لي في الوزارة. كما اعود وأكرر ما قلته منذ اليوم الأول ان مكاتب الوزارة مفتوحة لمن يريد مقابلتي. كما انه تربطني علاقات جيدة ببعض الإعلاميين منذ أعوام عدة، سأعمل على توظيفها لما فيه خير الوزارة”.
وعما إذا كان هناك علاقة بين الموافقة على تعيينه وزيرا للاعلام مقابل تمرير تعيينات مجلس إدارة تلفزيون لبنان، قال: “لا يمكنني الجزم بذلك. كان من المفترض ان أكون وزيرا للشباب والرياضة وفي اللحظة الأخيرة، قال لي الرئيس ميقاتي ستكون وزيرا للاعلام. تفاجأت وفرحت في الوقت عينه، لأن الوزارة فيها مجال للعمل اكثر وسنعطي فيها اكثر. اما بالنسبة إلى تعيين مجلس ادارة تلفزيون لبنان بالسياسة وكوني وزيرا سياسيا، وبحسب العرف، فإن رئيس الجمهورية يتمنى على وزير الاعلام كونه هو من يقترح تعيين رئيس مجلس الإدارة الذي يكون عادة من طائفة الروم الكاثوليك. وهنا تكمن لعبة سياسية – مذهبية اعتقد انني سأتمكن من الجمع بين الطرفين أي السياسة والمذاهب في تعيين مجلس الإدارة. سأحاول إيجاد آلية خاصة لتعيين مجلس ادارة تلفزيون لبنان. وكنت أتمنى ان تسمح التركيبة للوزير بأن يعين أعضاء المجلس بحسب الكفاءة. وقد توصلت الى شيء قريب ولدي هذا التحدي بأنني سأتمكن من تعيين رئيس مجلس إدارة وأعضاء مجلس لتلفزيون لبنان. وعن إمكان تأجير استوديو تلفزيون لبنان في الحازمية لشركة الصباح من اجل اعادة العمل به كمكان لانتاج الدراما، لفت المكاري الى ان “المنتج صادق الصباح أشعرني أنه عندما يكون لدينا مثل هذه الشخصيات في لبنان يجب ألا نفقد الامل. لقد طرح كل شيء أتى مثل الحلم وتكلمنا عن إمكان تأجير الاستوديو”.
أضاف:”زرت مبنى تلفزيون لبنان في الحازمية قبل تلة الخياط لانني كنت لا أزال في مرحلة جمع المعلومات عن التلفزيون، ولم اكن اريد زيارة مبنى تلة الخياط من دون ان يكون بين يدي ملف ما. وملف الحازمية كان التعامل معه سهلا وقد طلبت الخرائط والأوراق الرسمية لانني لا اريد الا استعمال مبنى الحازمية في المستقبل”.
وأعلن وزير الاعلام عن زيارة سوف يقوم بها يوم الأربعاء المقبل في 6 نيسان الجاري الى مبنى تلفزيون لبنان في تلة الخياط.، واعتبر ان “الاساس هو جمع كل الموظفين وتوجيههم نحو هدف واحد هو النهوض بالتلفزيون. واذا تمكنا من ذلك فإن هذا سيكون انجازا كبيرا يؤسس لذلك النهوض”.
وكشف عن خطة جديدة سيعلن عنها في قريبا جدا، ضمن ورشة عمل تحضر لمرحلة جديدة في تلفزيون لبنان. وفي سياق متصل، لفت المكاري الى انه “بعد 15 أيار، تصبح هذه الحكومة حكومة تصريف اعمال. ومن الممكن ان تتشكل حكومة جديدة ويمكن الا يحصل هذا الامر ولكن في الحالتين اذا بقينا فإننا نجهز كفريق عمل للاستمرار في مرحلة تصريف الاعمال. اما اذا تشكلت حكومة جديدة وهذا ما اتمناه فإنني كوزير اعلام وفريق عملي سيكون لدينا مادة نسلمه إياها ليتمكن من البدء بالعمل”.
وعما اذا كان يتخوف من تطيير الانتخابات، قال: “مجلس النواب في العام 1972 بقي 20 سنة. آمل ان تتشكل حكومة وانا مؤمن بالمؤسسات واكون قد اتممت واجباتي”.
وبالنسبة إلى زياراته للمرجعيات الروحية، قال:”احببت أن أتعرف عليهم وأن أطمئنهم بانني سألعب دورا في تمرير الانتخابات النيابية بامان وسلام. فاللعبة المذهبية سيئة جدا وخطيرة، والطوائف والمذاهب غنى للبنان بالنسبة إلي، الا انهم تحولوا الى سم وهو ما يمكننا العمل عليه مع المرجعيات من اجل لعب دور جيد وايجابي”.
وبالنسبة إلى ما قامت به الجيوش الالكترونية ضده، أجاب: “منذ العام 1995 أنا موجود في المعترك السياسي ولدي مواقفي وقناعاتي الواضحة. لم افعل شيئا تحت الطاولة بل كل مواقفي واضحة وشفافة. عيروني بتغريدات عدة، لكن تويتر سيف ذو حدين، صحيح انهم عيروني بتغريدات تعود للعام 2018 الا انني مقتنع بها. وانا ألتزم بيان مجلس الوزراء كما انني مقتنع بضرورة ان تكون العلاقة جيدة مع دول الخليج والاشقاء العرب”.
وختم:”أفتخر بمحمية حرش اهدن وبمنطقتي واهلها وناسها، وأشدد على انه اذا اراد وزير ما ان يعمل للبلد، عليه ان يرمي اعتبارات عدة وراءه، أهمها عدم التمييز طائفيا او سياسيا. لقد استلمت الوزارة في أصعب مرحلة بتاريخ لبنان حتى المال غير موجود فيها، انما التحدي هو حول ماذا يمكننا ان نحقق في شهرين وما يهمني ان اترك بصمة ليس لاسمي الشخصي بل للمنطقة والناس وانه اذا كان لدينا النية للعمل فإنه يمكننا ذلك”.