أكد وزير الإعلام رمزي جريج أن هناك أزمة سياسية كبيرة على مستوى عمل مجلس الوزراء، لكنه شدد على أنها ليست ميثاقية، موضحاً أن جلسة الحكومة الأخيرة توفر فيها النصاب والميثاقية، في ظل وجود عدد كبير من الوزراء المسيحيين، إلا أن رئيس الحكومة تمام سلام والوزراء إستجابوا لمطلب إفساح المجال أمام المشاورات والإتصالات القائمة، مؤكداً أنه من الأفضل أن تكون كافة المكونات المؤلفة لها حاضرة، آملاً أن تؤدي المساعي التي تبذل إلى نتائج إيجابية. على صعيد متّصل، تطرّق الوزير جريج، في حديث لـ”النشرة”، إلى مواقف التيار “الوطني الحر” من تمثيل الوزراء المسيحيين الآخرين، لافتاً إلى أن التيار يمثل شريحة كبيرة من المجتمع، لكنه أوضح أن الآلة الحاسبة التي يستخدمها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خاطئة وهي أعطته نتائج لا أحد يوافقه عليها.
فكرت بالإستقالة وأشار الوزير جريج إلى أن حزب “القوات اللبنانية” غير مشارك في الحكومة من الأساس ويعتبر من الضروري أن تبقى، وحزب “الكتائب” عندما قرر الإستقالة كان ذلك بسبب أزمة النفايات والفساد وليس بسبب ما يتذرع به “الوطني الحر”، في حين أن رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، الممثل عبر وزير الثقافة روني عريجي، شرح عبر شاشات التلفاز الميثاقية، لكن بالأمس قرّر التغيب لجلسة واحدة لإفساح المجال أمام الإتصالات القائمة. وأوضح وزير الإعلام أنه بالنسبة له يقوم بواجبه بغض النظر عما يمكن أن يقال عن التمثيل، لافتاً إلى أنه منذ لحظة الشغور الرئاسي يمارس الوزراء وكالة صلاحيّات رئيس الجمهورية، وهذه الوكالة لا تنتهي إلا بانتخاب الرئيس، مشيراً إلى أنه فكّر بالإستقالة أكثر من مرّة، خصوصاً عندما خرج “الكتائب”، لكنه شدد على عدم جوازها خلال فترة الشغور، باعتبار أنها الحصن الأخير للشرعية وإذا إنهارت ستنهار كل المؤسسسات الدستورية في الدولة. مسؤوليتنا دستورية ورأى الوزير جريج أن الشجاعة تقضي بالذهاب بخلاف التيار الجارف، مشيراً إلى أننا “نقوم بواجباتنا وليس لنا ترف التفكير بالتخلي عن المسؤولية لأنها مسؤولية دستورية، ولا يمكن وضع حد لها بارادتنا المنفردة، وهي تبقى ملزمة لنا لغاية انتخاب رئيس جديد”، مستعيناً بقول الشاعر: “مشيناها خُطىً كتبت علينا ومن كُتِبَت عليه خطىً مشاها”. وأكد الوزير جريج أنه لا ينكر تمثيل “الوطني الحر”، لكنه لفت إلى أن “إستطلاعات الرأي والإنتخابات البلدية الأخيرة، لا تجعلنا نوافق على الأرقام التي يتحدثون عنها”، مضيفاً: “كل واحد منا يمثّل وله ماضيه وهناك تيار “المردة” ووزير الإتصالات بطرس حرب”، مشدداً على أن الإنتخابات هي التي تقرر وليس الإدعاءات. الأزمة الحالية كبيرة ورداً على سؤال، أوضح الوزير جريج أن لبنان مرّ عبر التاريخ الحديث بأزمات كبيرة، وممّا لا شكّ فيه أن الأزمة الراهنة كبيرة، لأن هناك تياراً يمثل شريحة واسعة من المجتمع يعتبر أنه مهمّش، ولديه إستعداد للذهاب نحو التصعيد على ما يبدو. وشدّد وزير الاعلام على وجوب الإستماع لهواجس هذه الشريحة، معتبراً أن طاولة الحوار الوطني كانت المكان المناسب لذلك لإيجاد الحلول، معتبراً أن الأزمة ناتجة عن الشغور وعن إصرار فئة أنه إذا لم يكن ملؤه لمصلحتها ستعطله.
الحل بانتخاب رئيس على صعيد متصل، رأى الوزير جريج أن الحل هو بالنزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، مؤكداً أن لا أحد مهتم من الخارج، ومشيراً إلى أن إنتخاب الرئيس يكون فاتحة إصلاحات على رأسها قانون إنتخابات جديد وإنتخابات جديدة، وبالتالي إنبثاق سلطة جديدة. وشدد الوزير جريج على أن النزاع تَبتّه الإنتخابات وتؤدي إلى خلق أكثرية وأقلية، وهي تكون الحدّ الفاصل لإعادة صياغة نظام سياسي جديد.