ارجأت اليوم الجلسة ال 44 لانتخاب رئيس للجمهورية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، ورحلت الى 28 ايلول الحالي، وكان الحضور بلغ 41 نائبا.
وبعد انتظار نصف ساعة من موعد انعقاد الجلسة ظهرا، دخل النواب القاعة العامة فتلا الامين العام للمجلس عدنان ضاهر بيان الارجاء الصادر عن رئيس المجلس نبيه بري جاء فيه: “بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة ظهر اليوم، أرجئت الجلسة الى ظهر الاربعاء 28 الحالي”.
وحضر نواب من كتلة “التحرير والتنمية”، “المستقبل”، “اللقاء الديموقراطي” والكتائب.
وقاطع الجلسة نواب كتلة “الوفاء للمقاومة”، “التيار الوطني الحر”، “تيار المرده”، وكتلة “وحدة الجبل” التي تضم النائبين طلال ارسلان وفادي الاعور.
واستعيض عن الجلسة بلقاءات جانبية ثنائية وثلاثية داخل قاعة الجلسات وخارجها كان ابرزها اللقاء الذي جمع رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة ونائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان في صالون النواب في ساحة النجمة واستمر حتى الساعة الثانية الا ربعا.
عداون
وقال عدوان على الأثر: “الامر الاكيد الذي يعرفه الجميع اننا في جو متأزم والافق اكثر فأكثر يظهر أنه مسدود، انما ومع كل هذه الاجواء علينا ان نعرف امرا واحدا: المدخل الاساسي الوحيد للحل هو ان ننتخب رئيسا للجمهورية، وعبثا نحاول ان نلتف على هذا الموضوع لأن كل الحلول والمحاولات الاخرى لن توصلنا الى أي مكان. انما اليوم أحب ان اضيف انه عندما نصل الى المكان الذي وصلنا اليه من التأزم والذي اوصلنا البلد اليه، اعتقد ان على كل واحد منا ان يقف ويفكر مليا ويحكم عقله ويدرس كل خطوة يريد ان يقدم عليها. من هذا المنطلق، فإن الخلوة التي عقدتها مع دولة الرئيس فؤاد السنيورة كانت تدور حول نقطة واحدة هي: كيف نستطيع اذ نجنب بلدنا التأزم الاكبر وكيف نستطيع ان نجنب البلاد التأزم الذي بلغته جلسة الحوار الاخيرة، والذي وصل الى اعلى درجات التأزم؟ وكيف يمكننا ان نحاول ايقاف هذا التأزم او وضع حد له وان نضع الامور على السكة الصحيحة، وبالتالي نفتح باب النقاش من جديد لانتخاب رئيس للجمهورية؟”.
اضاف: “اليوم بات البلد على مفترق طرق، اما ان تستمر في تأزيم الامور، وهذا هو المنحى الموجود لكي نكون صادقين مع الناس، واما ان نعترف جميعا بهذا الوطن وبأن التأزيم يؤدي الى سقوط الهيكل على رأس الجميع ولن يستثني أحدا. تعالوا لنرى كيف نستطيع لملمة الامور، وعندما نقول لملمة مطلوب من كل واحد منا، من دون استثناء، ان يقدم على خطوة وقد اصبح مجبرا ان يحسب الى ماذا تؤدي هذه الخطوة لدى الطرف الآخر، او لدى الفريق الآخر. وعلينا ان نتجنب اعلان اي مواقف او أي خطوة من شأنها ان تعيد الامور الى المسار الذي وصلنا اليه من التأزيم، وبات على كل واحد ان يعيد الامور الى عقلنتها والى ما يحافظ على الدستور والعيش معا. ونحن اليوم كلبنانبين، وفي ظل كل ما يجري حولنا في المنطقة، هل من مصلحتنا ان نضرب هذا النموذج من العيش المشترك؟ هل من مصلحة أي فريق منا ان يشعر بأن الفريق الآخر يتجاوزه؟ وهل من مصلحة لنا ان نمضي في تأزيم الامور اكثر؟ انا ارد على كل هذه الاسئلة: بالتأكيد لا”.
وتابع: “نحن اليوم في حاجة الى تحكيم العقل والى ان نعود الى قنوات الحوار الذاهبة الى الانقطاع لكي نعيد وصلها ونعود الى فتح مساحة مشتركة ونعيد الامور الى نصاب سليم من النقاش الواعي والهادئ والذي يطمئن الجميع، لأن عدم طمأنة أي فريق ينعكس سلبا على الافرقاء الآخرين، وأي تصعيد لأي فريق ينعكس سلبا على الجميع. وهذا هو محور الجلسة التي عقدتها اليوم مع دولة الرئيس فؤاد السنيورة، و”تيار المستقبل” مقتنع بهذه المقاربة التي اقولها الآن، ونحن كقوات لبنانية مسعانا الدائم أن يستمر التواصل بين كل الافرقاء”.
وسئل: ما سمعناه في اليومين الماضيين يعكس توترا بين “القوات” و”المستقبل” حول بعض الامور، فهل هناك إمكان بعد لأي حلحلة؟
اجاب: “الحقيقة لم يكن هناك توتر بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل انما كان هناك اختلاف في وجهات النظر، انطلاقا من ان الدكتور جعجع اصر بأن الحل ينطلق من انتخاب العماد ميشال عون او مجيء الرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة والرئيس فؤاد السنيورة كان لديه وجهة نظر اخرى، انما اذا كان كل اثنين منا لديهما وجهات نظر مختلفة تؤدي الى توتر بين الافرقاء لما كنا عقدنا هذا الاجتماع المطول وهذا البحث لكل هذه الامور، ونحن ما نقوله انه يمكن ان يكون هناك اختلاف في وجهات النظر انما اذا توقفنا عند الاختلاف ووقفنا فقط هنا فلن نحل اي شيء، علينا ان يتجاوز كل منا وجهة نظره وبالتالي يفهم على ماذا يبني الفريق الاخر رأيه، وان يستمع الى الاخر وبالتالي يحاول ان يقنعه وهذا هو محور علاقاتنا مع الجميع وليس علاقتنا مع تيار المستقبل فحسب، فهذا المبدأ الذي نعمل عليه هو محور علاقاتنا مع الرئيس نبيه بري ومع التيار الوطني الحر، ومحور العلاقة مع كل الافرقاء لان ليس لدينا خيار اخر او مخرج اخر الا ان نتفاهم جميعنا كلبنانيين بين بعضنا البعض”.
اضاف: “اقول لمن ينتظر الخارج وينتظر ان تجتمع الدول الاقليمية او الدول الكبرى حتى تؤثر على ما يحصل في لبنان فأقول لهؤلاء وبغض النظر اننا ضد التدخل الخارجي، اقول لهم ما من احد يهتم بنا او عنده وقت لنا ولا احد يفكر فينا، ونحن بتنا آخر هم عند العالم ولم نعد موجودين لا على اجندة احد ولا على اهتمامات احد وعلينا ان نهتم بأنفسنا وببلدنا قبل ان يخرب البلد اكثر مما هو عليه، لان المستوى الذي بلغ فيه الفساد بهذه الحكومة وبهذه الجمهورية اكبر المستويات ويستأهل ان ندخل كتاب “غينيس” للارقام القياسية لما يحصل من صفقات من دون مناقصات من الميكانيك الى دفاتر السوق الخ.. وانا فوجئت لدرجة ان مدير عام المناقصات في الدولة اللبنانية جان علية اضطر ان يكتب مقالة في احدى الصحف لكي يقول فيها انا مدير عام المناقصات كيف تقومون بكل هذه المشاريع من دون مناقصات”.
وتابع عدوان ” هذا امر لم يبلغه البلدة مرة الى هذا الحد، وان ما يجري في وزارة الاتصالات حدث ولا حرج والقضاء غائب عن الوعي، واذا التقيت بقاض غير مستتبع او لديه ضمير يشكل لدينا نقزة، واذا رأينا قاضيا يمارس مهامه الوطنية ننقز ونقول هذا يقوم بواجبه! وفي ظل كل هذا المناخ باتت الامور تحتاج الى عقلنة”.
سئل: “تتحدثون عن لملمة الامور فهل تسعون لدى التيار الوطني الحر لاعادة النظر بعدم انسحاب وزرائه من الحكومة والعودة الى الحوار؟
اجاب: “نحن موقفنا ان الحل هو بين ايدي اللبنانيين اولا، ومن يقول ان الامر بيد المملكة السعودية او بيد الجمهورية الاسلامية الايرانية الخ…، لا احد باله فينا او عنده وقت لنا وحتى لو كان كذلك يفترض ان لا يتدخلوا في امورنا هذا اولا. وثانيا نحن كلبنانيين يفترض ان نتفاهم بين بعضنا البعض لانتخاب رئيس للجمهورية ولانجاز قانون جديد نموذجي عصري للانتخابات في اسرع وقت. وثالثا المشكلة لم تعد تتعلق باقناع هذا الفريق او ذاك انما المشكلة علينا جميعا ان نفتش عن الحلول بالعمق لان الحل لم يعد يتعلق باجتماع الحكومة او عدمه انما هناك مشاكل اساسية ومطروحة وبحاجة للحل من خلال الحوار المباشر بين بعضنا البعض ونخرج بالحل الممكن او نذهب الى التصعيد الكلامي وبعد التصعيد مجبرين ان نجتمع يكون ذلك بعد “خراب البصرة ” فلماذا لا نجلس معا قبل خراب البصرة”.
سئل: ماذا تقول للرئيس تمام سلام اذا كان مصرا على عقد جلسة لملجس الوزراء بمن حضر؟.
اجاب عدوان: “انا اقول للرئيس تمام سلام رغم المآخذ الكبيرة والطويلة والعريضة على حكومته لانها لم تكن يوما حكومة مصلحة وطنية والتي بلغ مستوى الفساد فيها حدا لم تبلغه حكومة قبلها بغض النظر عن ان الرئيس تمام سلام لا تشوبه شائبة سواء من الناحية الوطنية او الاخلاقية لا بل على العكس، لكن مع الاسف الحكومة لا تقاس بشخص رئيسها انما تقاس بممارستها وبالنتائج التي حصدتها”.
اضاف: “انا اقول واكرر بأن الامور باتت تحتاج الى ترو وعقلنة، واستغرب كيف ان الرئيس تمام سلام وفي اوقات كثيرة كان يتروى كثيرا، انصحه هذه المرة بالتروي واعادة الحساب ومن ينصحه بعدم التروي لا اعتقد انهم يعطونه النصيحة التي تخدم المصلحة الوطنية ولذلك اتمنى ليس فقط على الرئيس سلام انما على الاخرين اننا بتنا بحاجة الى اعتماد العقلنة والتروي وعليه التروي كما على غيره”.
سئل: انتم متمسكون بالعماد ميشال عون وهو متمسك بترشيحه، بالمقابل كتلة المستقبل ايضا متمسكة بقرار عدم انتخاب عون فماذا تقول للبنانيين كيف ستحل هذه الازمة؟
اجاب عدوان: “برأيي علينا العودة الى الحوار، فاذا توقف الحوار مع بعضنا هل نستطيع حل الامور وسأعطي مثلا اذا عدنا الى استخدام الشارع وصعدنا الشارع هل ستحل الامور، اكيد لا، وانا لا اقول العودة الى طاولة الحوار او أين وكيف انما اقول انه يفترض بنا ان نعود الى مخاطبة بعضنا البعض اين؟ وكيف؟ لا اعرف، انما يجب عودة الخطاب الهادىء لان انقطاع الكلام لا يوصل احدا الى اي مكان انما يؤدي بالبلد الى الهاوية، والبلد على كل حال سيصل الى الهاوية لانه بدأ بالانزلاق اليها وعلينا قبل ان ينزلق الى عمق الهاوية سواء بالوضع المالي او بالوضع الاقتصادي الكارثي علينا انقاذه لان التصعيد لا يؤدي الى اي نتيجة محمودة، وعدم الكلام مع بعضنا البعض لا يؤدي الى نتيجة والمواقف المتشنجة سواء من هذه الجهة او تلك لا تؤدي الى نتيجة لذلك اقول رأفة بهذا البلد وبشعبه وحفاظا على العيش المشترك الذي نحرص جدا عليه وعلى التجارب التي مررنا بها جميعا لان ما من طائفة لبنانية وما من مكون لبناني الا ومر بالتجارب القاسية التي يمر بها الاخرون وان الحل هو بالخطاب الهادىء وان نتفهم هواجس بعضنا البعض ونجد لها حلولا تكون واعية عقلانية”.
السنيورة
من جهته وصف السنيورة كلام الوزير جبران باسيل في جلسة الحوار الاخيرة “بالخطير جدا”، وقال: “ان التطرف لا يعيش الا بوجود تطرف اخر”.
وعن رده على رئيس حزب القوات سمير جعجع قال السنيورة: الرد لم يكن سلبيا بل محبب لان البعض يفسر الدستور على ما يحلو له، والرد على جعجع هو لمنع تمسك البعض بخرقه للدستور”.
وعن كلام النائب محمد كبارة بالامس اكتفى السنيورة بالقول: “لا علاقة لي لا من قريب ولا من بعيد بهذا الكلام.