رعى وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي وسفير بريطانيا الدكتور إيان كولارد الاحتفال الافتراضي لتوزيع جوائز المدرسة العالمية، بمشاركة مدير المجلس الثقافي البريطاني في بيروت دايفيد نوكس، وحضور المدير العام للتربية فادي يرق، رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء جورج نهرا، مدير التعليم الأساسي جورج داوود، مدير التعليم الثانوي خالد فايد، رئيس دائرة التعليم الإبتدائي هادي زلزلي، منسقة المشاريع إيمان عاصي والمستشار الإعلامي ألبير شمعون، وجمع من مديري المدارس الفائزة بجائزة المدرسة العالمية وأساتذتها وتلامذتها.
القواس
في بداية الاحتفال، تحدثت مديرة البرامج التربوية في المجلس الثقافي البريطاني راغدة القواس فقالت: “إن هذا الإحتفال يتزامن مع اليوم العالمي للتربية في 24 كانون الثاني، ويركز على الأنشطة المدرسية ذات البعد العالمي التي تطور مهارات الطلاب، وعلى المواطنة العالمية. ولقد فازت 46 مدرسة رسمية وخاصة”.
سفراء المدارس
وكانت مداخلات لسفراء المدارس تحدثوا فيها عن “الأنشطة المدرسية التي تمحورت حول العناوين العالمية مثل المساواة الجندرية والأنشطة البيئية وتمكين ذوي الحاجات الخاصة باستخدام التكنولوجيا، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة”.
نوكس
من جهته، تحدث مدير المجلس الثقافي البريطاني دايفيد نوكس عن “التواصل الذي قام به مع المدارس في مناطق عدة من لبنان”، لافتا إلى أنه تعرف إلى “التنوع الاجتماعي اللبناني، وهو غنى للمجتمع اللبناني والتربوي”، وقال: “إن المديرين والأساتذة والتلامذة يجتهدون للحصول على التعليم الجيد، ويرغبون في التواصل مع نظرائهم في العالم عبر البرامج التي تقع في إطار الجائزة، وينفذون الأنشطة ذات البعد العالمي. كما أنهم منخرطون في المشاركة بالتطوير والإفادة من الخبرات المتاحة لتطوير أساليب التعليم والتواصل واستخدام التكنولوجيا لأغراض التطوير التربوي”.
وحيا نوكس “الحلبي والمدير العام ورئيس المركز التربوي”، مثنيا على “جهودهم في مواجهة القضايا التربوية والمطلبية من أجل الحفاظ على مستوى التعليم، الذي يعتبره عنصرا مهما في نهوض لبنان وتعزيز دوره في المنطقة”، معتبرا أن “تطوير المناهج التربوية وتعزيز القيادة والحوكمة هي مشاريع مهمة وجديرة بالدعم”.
كولارد
وبعد ذلك، تحدث السفير البريطاني الدكتور إيان كولارد فأشار إلى انه “الاحتفال الأول الذي يشارك فيه، في إطار جوائز المدرسة العالمية”، لافتا إلى “تقديره للتعاون مع الوزارة والمدارس الرسمية والخاصة والمجلس الثقافي البريطاني في المشاريع المتعلقة بالتطوير التربوي”.
وهنأ “جميع المشاركين والفائزين، لا سيما أن العناوين العالمية التي شاركت من خلالها المدارس والأساتذة والطلاب تهم الناشئة في أنحاء العالم”.
وتحدث عن “فخره بدعم بريطانيا النظام التربوي في لبنان على مدى سنوات”، وقال: “إننا نعمل معا من أجل تنمية المجتمع، ونبذل جهودنا لبلوغ أهداف التنمية المستدامة في العالم. كما أن التزامنا أكيد بالتعاون من أجل التغيير المناخي والمساواة الجندرية وترسيخ حقوق المرأة وتعزيز دورها في الحياة العامة، لا سيما أن دورها بارز في التعليم في لبنان”.
وأكد “دعم المدارس الدامجة وتحسين نوعية التعليم في لبنان من خلال مشاريع تعاون متعددة، وحيا “المعلمين على جهودهم”، مهنئا “المدارس المشاركة في الجائزة والناجحة والفائزة”، مؤكدا “تعاون المجلس البريطاني مع المؤسسات التربوية منذ سنوات”، وقال: “لقد حقق هذا التعاون نتائج مهمة”.
الحلبي
من جهته، قال الحلبي: “لقد حال الوضع الوبائي دون لقائنا المباشر، فاهتمامنا ينصب راهنا على عودة التلامذة إلى المدارس”.
وتحدث عن “الدعم البريطاني والعالمي الذي أدى إلى تأمين الحوافز للمعلمين والمدارس”، وقال:
“لأن الزمن لا ينتظر والحياة كذلك، فإن إنجازاتنا التربوية لا تنتظر أيضا. لذا، نلتقي اليوم لتسليم جوائز المدرسة العالمية لعدد من مدارسنا ولنؤكد أولوية التربية على كل أمر آخر، وتمسكنا بالانفتاح على ثقافات العالم، واستثمارنا في التعليم والثروة البشرية من أجل النهوض بأوطاننا”.
أضاف: “يسعدنا اللقاء مع سعادة السفير البريطاني السيد إيان كولارد ومدير المجلس الثقافي البريطاني السيد دايفيد نوكس وممثل الوكالة البريطانية للتنمية الدولية لكي نحتفل بنجاح المدارس اللبنانية التي نالت جائزة المدارس العالمية المرموقة، وتم اعتمادها كمدارس رسمية لجائزة International School Award – ISA”.
وتابع: “إن جائزة المدرسة العالمية هي وسيلة إثراء للتعليم، إذ توفر فرصا للتحسين والإبداع في طرق التعليم والتعلم، الأمر الذي يسهم في إعداد جيل من الشباب المتحفز والمواطنين العالميين. بحيث تدير المدارس مشاريع مناهج تعاونية تسهل للشباب اتخاذ مبادرة اجتماعية إيجابية في موضوع عالمي، وتنفذ نشاطات أكثر مع مدارس شريكة على المستوى الدولي. كما يطبق المدرسون تعديلات ضرورية على طرق تعليمهم تعتمد على التعلم التعاوني”.
وأردف: “في لبنان نخوض راهنا تحديات كبيرة لنحافظ على استمرارية عمل المؤسسات التربوية في أداء رسالتها التربوية، وأسهم الجانب البريطاني بصورة مباشرة في تأمين دعم مالي كبير باشرنا آليات تنفيذه لدفع تسعين دولارا لأفراد الهيئة التعليمية بكل مسمياتهم ولجميع العاملين في المدارس الرسمية ليتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم. وإننا في خضم ورشة تطوير المناهج التربوية سنحظى بدعم فني من جانب الحكومة البريطانية في ما يتعلق باللغة الإنكليزية والمواد التي يتم تدريسها بالإنكليزية، إلى جانب دعم فرنسي ودعم دولي من منظمة اليونسكو”.
واعتبر “هذه الجائزة إغناء للتربية، نتيجة التعاون المستمر بين لبنان والمملكة المتحدة ودول أخرى عبر العالم حول التطور المهني وإصلاح المناهج والنظام وحوار السياسات ورفع مستوى الإنخراط في المواطنة العالمية، نتيجة لإثبات المربين والشباب قدرتهم المتزايدة من حيث المهارات والفهم ووجهات النظر المطلوبة للإسهام في شكل مسؤول في المجتمع على الصعيدين العالمي والمحلي على حد سواء”، وقال: “إنها شهادة اعتراف من مجموعة نظيرة من المربين ووزارة التربية والمجلس الثقافي البريطاني لمعايير عالية للعمل الدولي. وأظهرت الأبحاث أن عملية التعليم والتعلم في المدارس التي رسخت البعد الدولي في مناهجها اكتسبت ديناميكية أكبر وغدت أكثر إلهاما للشباب، وذلك عبر إشراك المتعلمين والمعلمين في العلاقات الدولية، الأمر الذي يشكل لهم الفرصة السانحة لتبديد الأحكام المسبقة وتعزيز الثقة والتفاهم بين الثقافات المختلفة، ويساعد في إيجاد عالم أكثر أمانا وترابطا في المستقبل”.
أضاف: “لقد ركزت أنشطة هذه الجائزة على تنمية القيادة المدرسية ومشاركة التلامذة في تحقيق التنمية عبر الحوار والتواصل، والإلتزام الدولي والعمل الجماعي على عناوين عالمية تشدد على فهم الآخر والقبول به وتعزيز مفهوم الدمج المدرسي عبر تقديم الدعم لذوي الحاجات الخاصة، والمشاركة في حل المشاكل المشتركة، والتخطيط للمشاريع المشتركة وتعزيز التفكير النقدي”.
وتابع: “إن جائزة المدارس العالمية هي مخطط اعتماد عالمي يعترف بالممارسات الجيدة لإدراج البعد الدولي في المدارس. وتحظى المدارس الناجحة باعتماد لمدة ثلاثة أعوام، وهي عملية تستحق الجهد والتعاون للوصول إلى هذا اليوم الذي نتوج خلاله المدارس التي حققت المطلوب ونالت الجائزة.لذا، نستغل هذه المناسبة لتجديد الشكر لحكومة المملكة المتحدة ممثلة بسعادة السفير كولارد وبفريق عمل السفارة والمجلس البريطاني، هم جميعا أصدقاء أعزاء يعملون معنا لخير التربية وتقدمها وتطورها”.
وختم: “أهنئ المدارس الفائزة، وأدعو المدارس الأخرى إلى الإفادة من هذه الفرصة العالمية المتاحة لنجدد الدعوة للاحتفال في كل مرة بتحقيق مرتبة عالمية في التواصل والتألق والنجاح”.
القواص
ثم اعلنت القواص أن “وفدا من المجلس البريطاني ووزارة التربية سيزور المدارس ويسلم الجوائز إلى مستحقيها”.