أظهرت تحليلات بيانات نشرتها وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي أن السنوات السبع الماضية كانت الأكثر دفئا على الإطلاق على كوكب الأرض، مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
ووجد تحليل “وكالة كوبرنيكوس للتغير المناخي”، التي تتبع درجات الحرارة العالمية، أن عام 2021 كان خامس أكثر الأعوام ارتفاعا في درجات الحرارة، بمتوسط 0.3 درجة مئوية أعلى من الفترة بين 1991-2020.
وبلغ متوسط درجة حرارة الأرض حوالي 1.1 درجة مئوية فوق متوسط مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مما يعني وفق “سي أن أن” أننا قطعنا نحو 73 في المئة من الطريق نحو عتبة 1.5 درجة التي يوصي العلماء بعدم تجاوزها لتجنب التأثيرات الضارة لتغير المناخ.
وكان متوسط درجة الحرارة في عام 2021 أعلى بمقدار 0.28 درجة مئوية من متوسط 1991-2020.، وبين 1.1 و 1.2 درجة مئوية أعلى من تلك المسجلة خلال حقبة ما قبل الصناعة من 1850 إلى 1900.
وفي حين كان عام 2021 أقل دفئا نسبيا في المتوسط، مقارنة بالسنوات الأخيرة، كان الصيف الأكثر سخونة على الإطلاق في أوروبا، مع حدوث فيضانات في ألمانيا وبلجيكا وهولندا وحرائق للغابات في شرق ووسط البحر الأبيض المتوسط.
وقالت فريا فامبورغ، كبيرة العلماء في كوبرنيكوس للشبكة إن “الشيء المهم حقا هو عدم التعلق بترتيب سنة معينة، بل بالأحرى رؤية الصورة الأكبر لدرجات حرارة غير مسبوقة”.
وهذه خريطة توضح الاختلافات في درجات الحرارة على مر السنين:
وأشار باحثو كوبرنيكوس إلى ارتفاع درجات الحرارة في 2021 بشكل أعلى من متوسط 1991-2020 في نطاق يمتد من الساحل الغربي للولايات المتحدة وكندا إلى شمال شرق كندا وغرينلاند، وبشكل أعلى بكثير من المتوسط في معظم مناطق وسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأفغانستان وهضبة التبت وفي أقصى جنوب أميركا الجنوبية.
ويقول التقرير إن الفترة من 2015 إلى 2020 هي أكثر دفئا على مستوى العالم مقارنة بأي فترة سابقة، وإن درجة الحرارة العالمية قد ارتفعت بمعدل يقارب 0.2 درجة مئوية في كل عقد من الزمن منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي.
وقال كيم كوب، مدير برنامج التغيير العالمي في معهد جورجيا للتكنولوجيا، لشبكة “سي أن أن” إن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.1 درجة مئوية هو تقدير “متحفظ”، مشيرا إلى أن “النصف الأخير من العقد الماضي كان أكثر دفئا من النصف الأول”.
وحتى عند 1.1 درجة، شعر العالم بآثار المناخ العام الماضي، مع وقوع سلسلة حوادث مثل ذوبان الجليد في القطب الشمالي والفيضانات المميتة وموجات الحرارة غير المسبوقة والجفاف.
الجدير بالكر أن اتفاقية باريس للمناخ كانت قد دعت في 2015 إلى الحفاظ على درجة حرارة أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة.
وخلصت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، في أغسطس الماضي، إلى أن الطريقة الوحيدة لمحاربة تغير المناخ هي خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.