نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية، تقريراً بعنوان “10 نزاعات للمراقبة خلال 2022” تناول فيه عدداً من نقاط المواجهة التي قد تشهد مواجهات وحروب إقليمية من تايوان إلى أوكرانيا مروراً بإيران.
أوكرانيا
تقول المجلة إنه سواء قررت روسيا، التي تحشد قواتها على الحدود، غزو أوكرانيا أو لا، فسيكون من الخطأ تجاهل تحشيدها واعتباره مناورة أو خدعة.
وتشير إلى أن النزاع في أوكرانيا الذي كان يغلي منذ 2014، استعر بشكل خطير خلال عام 2021؛ مع خشية روسيا من دور أوروبا في النزاع ودعم دول الناتو لأوكرانيا.
وتتهم كييف موسكو بحشد عشرات الآلاف من الجنود بالقرب من حدودها استعداداً لهجوم محتمل، فيما تنفي روسيا التخطيط لشن أي هجوم وتتهم أوكرانيا والولايات المتحدة بانتهاج سلوك يزعزع الاستقرار.
إثيوبيا
تقول المجلة إن إثيوبيا التي كانت قصة إيجابية في نشرات الأخبار قبل سنتين مع تفاؤل بعودة الديمقراطية والسلام، عادت خلال السنة الماضية إلى واجهة الأحداث باعتبارها منطقة نزاع مشتعل.
واندلعت الحرب في إثيوبيا في تشرين الثاني 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد القوات الفيدرالية إلى تيغراي للسيطرة على السلطات المحلية المنبثقة من “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش الإثيوبي.
وفي الوقت الذي عاد فيه الهدوء النسبي إلى البلاد خلال الأسبوع الماضي وإعلان الحكومة أن قواتها لن تتقدم داخل تيغراي، إلا أنها نسّبت هذا الموقف وقالت إنه يمكن أن يتغير إذا تعرضت “السيادة الإقليمية” للبلاد للتهديد.
كما أنه لم يعلن وقف إطلاق النار في البلاد، فيما لا يزال المراقبون حذرين قبل الحديث عن نهاية وشيكة للصراع.
أفغانستان
أغلق عام 2021 فصلاً طويلاً من الصراع في أفغانستان دام قرابة عقدين، لكنه فتح فصلاً جديداً قد لا يكون النزاع بعيداً عنه بعد تولي حركة طالبان للحكم وسيطرتها على البلاد عقب خروج القوات الأميركية والدولية.
بعد سيطرة الحركة أوقف عدد من دول العالم مساعداتهم لأفغانستان، فيما جمّدت دول أخرى أصولها المالية في بنوك دولية، ما جعل الحركة شبه مشلولة مالياً.
ويتوقع أن لا تستطيع الحركة دفع رواتب الموظفين المدنيين، فيما يتأزم الوضع الاقتصادي للبلاد، ويزداد خطر المجاعة مع توقف المساعدات، الأمر الذي قد يعيد إشعال فتيل النزاع في البلاد.
الولايات المتحدة والصين
مباشرة بعد الانسحاب من أفغانستان، وقعت الولايات المتحدة مع أستراليا وبريطانيا اتفاقية “أوكوس” التي ستمكّن كانبيرا من امتلاك غواصات نووية، ما أعطى إشارة قوية عن الأهداف الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة التي باتت تركز بشكل أساسي على سبل ردع الصين.
وبعد أشهر من الدراسة، قررت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التمركز العالمي للقوات الأمريكية ليس بحاجة فورية إلى تعديلات كبيرة، على الرغم من أنها ستجري تحليلاً إضافياً يتعلق بتحسينات في آسيا والمحيط الهادئ. ومع وضع الصين في الاعتبار، يخطط البنتاغون لإجراء تحسينات في البنية التحتية في بعض مناطق المحيط الهادئ، ومنها غوام.
وتعتزم الإدارة الأميركية إبقاء الولايات المتحدة القوة المهيمنة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، و باتت تايوان ذات أهمية كبرى للمصالح الأمريكية، فيما صعدت الصين من نشاطها العسكري قرب تايوان.
إيران في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل
في الوقت الذي بدا فيه أن التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب انتهى، إلا أن محاولات إحياء الاتفاق النووي الإيراني تبدو غير ذات أمل ما قد يعيد التصعيد إلى الواجهة من جديد.
خيار أن تصبح إيران دولة نووية لا يعجب الغرب، ويثير مخاوف كبيرة لدى إسرائيل بالخصوص، التي رُشح أن جيشها أعدّ سيناريوهات لتوجيه ضربة إلى إيران.
يأتي هذا في الوقت الذي تتعاظم فيه الاستفزازات بين الدول الثلاث في مياه الخليج وعدد من النقاط الأخرى، في حين قد يؤدي فشل مفاوضات التفاق النووي إلى تحول هذه الاستفزازات إلى اشتباكات خارجة عن السيطرة على الأرض أو في البحر أو الفضاء الإلكتروني، حسب المجلة.
اليمن
غابت الحرب في اليمن عن عناوين الأخبار قليلاً خلال عام 2021، غير أن الحرب فيها لم تنته بعد، وسط مؤشرات تنحو في اتجاه عودة النزاع فيها إلى الواجهة خلال عام 2022.
ويحاول التحالف بقيادة السعودية إضعاف جماعة أنصار الله في البلاد، بما يسمح بعودة الحل السياسي وعودة الحكومة الشرعية، إلا أن هذه الجهود لم تؤت أكلها بعد، فيما تبدو السعودية قد تورطت في صراع لا يبدو أنه سينتهي قريباً.
في المقابل، أخذ أنصار الله الصراع إلى أراضي السعودية إذ اعتادوا إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مفخخة من دون طيار على مناطق سعودية وأخرى يمنية، مقابل إعلانات متكررة من التحالف بإحباط هذه الهجمات، رغم الدعوات العربية والدولية للالتزام بوقف إطلاق النار.
فلسطين وإسرائيل
شهد عام 2021 عودة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأخبار، مع أحداث القدس والحرب الرابعة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة إثر ذلك.
نهاية 2021 شهدت، استقبال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في منزله قرب مدينة تل أبيب وسط إسرائيل، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ما أثار حفيظة عدد من الفصائل الفلسطينية التي رفضت اللقاء.
اللقاء أعقبه إصابة 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمالي غزة استهدف مواقع فلسطينية عقب إصابة مستوطن إسرائيلي، جراء تعرضه لإطلاق نار، من قبل فلسطينيين، شمال قطاع غزة، ما ينذر بعودة المواجهة مع بداية 2022.
هايتي
تعيش هايتي أزمات سياسية وحروباً وكوارث طبيعية، وسط تكهنات بأن يكون عام 2021 قاتماً بشكل خاص، إذ إن اغتيال الرئيس جوفينيل مويز، 7 تموز الماضي في منزله، أغرق البلاد في مزيد من انعدام اليقين.
وفي تشرين الثاني الماضي، أثار مقطع فيديو لمروحيات أميركية تحلق فوق شاطئ تكهنات بتدخل أميركي محتمل في هايتي بعد خطف مبشرين أميركيين وأقارب لهم (16 أميركياً وكندي واحد).
وتشهد البلاد سيطرة عدد من العصابات التي تختطف محليين وأجانب مقابل الفدية، فيما تصنّف حكومة الولايات المتحدة هايتي دولة في المنطقة الحمراء ولا تبدو أنها بعيدة عن التدخل فيها.
ميانمار
مطلع شباط الماضي، نفذ قادة بالجيش في ميانمار انقلاباً عسكرياً تلاه اعتقال قادة كبار في الدولة، بينهم الرئيس وين مينت، والمستشارة أونغ سان سو تشي.
وقبل انتهاء 2021 وعشية عيد الميلاد وقعت مجزرة في ولاية كاياه الشرقية التي تشهد معارك بين المتمردين المؤيدين للديموقراطية وقوات الجيش، راح ضحيتها أكثر من 30 شخصاً، بينهم إثنان من موظفي منظمة “سيف ذا تشلدرن”، وحُملت قوات المجلس العسكري في البلاد المسؤولية عنها.
وتقيّد الدول الغربية منذ فترة طويلة بيع الأسلحة الى الجيش في ميانمار الذي واجه حتى أثناء مرحلة الانتقال الديموقراطي مزاعم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب حملته الدامية ضد أقلية الروهينغا، فيما تبدو سنة 2022 استمراراً لهذا النزاع.
“المتشددون” في إفريقيا
أشارت مجلة فورين بوليسي، إلى أنه “منذ هزيمة تنظيم داعش عام 2017 في منطقة الشرق الأوسط، باتت إفريقيا أرضاً لأكثر المعارك اشتداداً في العالم ضد المتطرفين والمتشددين”.
ويتمركز “المتشددون” في عدد من دول القارة الإفريقية من غربها إلى شرقها، في مالي ودول الساحل ومنطقة بحيرة تشاد، مروراً بنيجيريا، وصولاً إلى شرق الكونغو وموزمبيق، هذه الأخيرة شهدت صعود متمردين يطالبون بإقامة ولاية لتنظيم داعش فيها.