يتزامن انعقاد جلسة جديدة للحوار اليوم في عين التينة مع تخلٍ دولي وعربي صارخين عن التعامل مع الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، الباقية من دون رئيس للجمهورية منذ 29 شهراً .
من المتوقع ان يكون الوزير جبران باسيل بصفته رئيسا لـ ” التيار الوطني الحر” نجماً في الجلسة التي يتوقع أن تشهد حماوة في النقاش، لا سيما حول ما سيطرحه عن “الميثاقية” التي سيطالب بها أمام المشاركين في الجلسة، وذلك بعدما أحدث بعض تصريحاته موجة من ردود الفعل مرتفعة اللهجة بسبب مطالبة التيار بتعيينات عسكرية جديدة، واعتباره أنه لم يعد جائزاً تأجيل تسريح كبار الضباط، وإن كان القانون أجاز هذا التأجيل لوزير الدفاع الوطني إذا لم يتم التوافق على بدلاء وعلى الأخص قائد الجيش .
وسألت “النهار” عددا من المشاركين في جلسة اليوم فأجمعوا ان الجلسة لن تخلو على الأرجح من مناقشات حادة، رغم ان رئيسها نبيه بري سيحاول ان تكون هادئة ومنتجة من دون أن يتخلى عن “السلة”. وقال أحد الوزراء من غير طائفة بري: “إنني أتحين فرصة حلول موعد التئام الجلسة لأستمع الى ما سيقول باسيل، واذا كرّر أقواله بلهجة تهديدية فسوف أرفض كلامه برد عقلاني ووطني جامع، لأن تعريف الميثاقية هو أشمل من التمثيل الطائفي والبرلماني لزعيم، واذا أجاب بأن “حزب الله” يؤيد “التيار” فسأجيب بأن الحزب ليس كل الشيعة، وأين التأييد السني له؟”.
وقال لـ”النهار” مشاركون مسيحيون في الحوار – سبق أن تعرضوا لحملة قاسية من باسيل محورها أنهم لا يمثلون سوى 6 في المئة من طائفتهم – إنهم سيردون بأن تمثيل الطائفة غير محصور في الشعبية، بل ثمة مكان للقيم العلمية التي خولتهم ان يشغلوا وظائف عالية في الدولة او في القطاع الخاص، والا فإن اختيارهم في الحكومة لم يكن له لزوم .
وأكد مشاركون ايضا انهم سيجددون طلبهم التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية قبل أي شيء آخر . وسيلفتون الى ان تطورات يمكن ان تؤدي الى مباشرة حل الأزمة السورية وحان الأوان ليستيقظ الجميع ويبادروا إلى معالجة مشاكل البلاد التي تتفاقم، وفي مقدمها انتخاب رئيس للجمهورية بتسوية لبنانية بعد التخلي الدولي والعربي عن لبنان، وعلى الأقل المساعدة في إنجاز هذا الاستحقاق، ووضع برنامج زمني لإعادة الاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم بكثير العدد المدّون في سجلات المفوضية العليا للاجئين.
وفي السياق، أفاد مصدر ديبلوماسي “النهار” بأن باريس تفضل طرح قضية لبنان على اجتماع للاتحاد الاوروبي يعقد قبل نهاية العام الجاري بحيث يمكن ان تتحقق نتائج إيجابية أفضل من اجتماع نيويورك لـ “المجموعة الدولية لدعم استقرار لبنان” الذي ألغي لأسباب عدة، منها: أولا كثرة الاجتماعات على هامش الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة التي سيفتتحها الرئيس الاميركي باراك اوباما . ثانيا: اتصالات وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت التي أجراها بصفة أنها بلاده هي التي كانت ستدعو الى عقد الاجتماع مع نظرائه الممثلة دولهم في المجموعة، وتبيّن بنتيجتها تعذّر حضورهم الاجتماع في الموعد المقترح وأن التمثيل سيكون مخفوضاً. ثالثا : تفضيل الدول المعنية إرجاء الإجتماع من أجل عقده على هامش الاجتماع الاوروبي قبل نهاية العام الجاري في انتظار الاتصالات الجارية لتهدئة الوضع.