كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : يبدو أنّ مطلع الاسبوع سيُفتتح بمزيد من التصعيد السياسي على وقع الاصطفاف الحاد، ليس فقط بين من هم في السلطة ومن هم في المعارضة، بل أولاً بين أولئك الذين يتشاركون الحكومة الواحدة ولكنهم أصبحوا في خنادق متقابلة.
لكن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وحسب قول اوساطه لـ”الجمهورية”، ليس يائساً من الوضع ولن ييأس، وهو يعمل في كل المجالات والاتجاهات لتأمين عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، خصوصاً في ضوء الدعم الخارجي الذي تتمتع به الحكومة، وانّه يستغرب بشدة كيف انّ الأفرقاء المعنيين في الداخل لا يستثمرون معه في هذا الدعم، لتمكين الحكومة من الإنجاز اصلاحياً على كل المستويات المأزومة ولإجراء الانتخابات، لتخرج بنتائج ترفد ورشة الإنقاذ بمزيد من الدعم والقوة.
وعلى رغم ذلك، تؤكّد الاوساط نفسها، انّ الحكومة تعمل، وأنّ كل وزير يقوم بعمله بتوجيهات رئيس الحكومة ومتابعته، لتحضير كل الملفات الإصلاحية، حتى تكون جاهزة للبتّ والتنفيذ لحظة انعقاد مجلس الوزراء، الذي ينبغي ان ينعقد قريباً بمعزل عن اي عراقيل او شروط، لانّ هناك قضايا مالية واقتصادية، فضلاً عن شؤون تتصل باستحقاق الانتخابات النيابية تستوجب انعقاد المجلس لإقرارها ووضعها قيد التنفيذ.
ولكن، بعد المواقف التي أطلقها رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل خلال الساعات الماضية، علمت “الجمهورية”، انّ المكتب السياسي لحركة “أمل” سيردّ عليه بنبرة عالية، في البيان الذي سيصدره بعد اجتماعه اليوم، حيث سيفنّد دور التيار في عرقلة محاولات الوصول إلى تفاهم على مخارج للمأزق السياسي – القضائي الذي أدّى إلى شلل مجلس الوزراء المتوقف عن الانعقاد منذ فترة. وفي هذا السياق، أبدت اوساط سياسية خشيتها من ان ينعكس التوتر السياسي المتصاعد مزيداً من التفلّت في سعر الدولار، متسائلة عمّا اذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيستطيع ان يتحمّل طويلاً الهريان في وضع الحكومة والخلاف المتمادي بين مكوناتها؟
بعد انكفاء طويل نسبياً عن جدول اهتمامات اللبنانيين ومخاوفهم، عاد فيروس “كورونا” ليتصدّر أولوياتهم على رغم مآسيهم في أكثر من مستوى ومجال، وذلك مع المتحوِّل الأحدث في هذه السلسلة ”أوميكرون” الذي يرعب العالم بسبب خطورته. ومن غير المستبعد ان يستعيد لبنان الإجراءات المتشدّدة التي كان اتخذها منعاً لتوسُّع رقعة كورونا. وقد بدأت الاستعدادات على هذا المستوى من خلال توسيع رقعة التلقيح قطعاً للطريق على المتحوِّر الجديد. وإذا كان “كورونا” بنسخته الأولى نجح في حرف أنظار اللبنانيين عن أزماتهم الحياتية، فهل سينجح بنسخته الثانية بحرف أنظارهم أيضاً، أم انّ الأزمة وصلت إلى حدود لم يعد يسأل معها المواطن عن صحته بسبب أوضاعه المأسوية وغياب الأمل لديه بتحسُّن هذه الأوضاع؟
ولاحظت مصادر مواكبة للتطورات الجارية، انّ “في زمن الفراغ الحكومي لم تعدم المبادرات الخارجية والداخلية دفعاً لتأليف الحكومة، الأمر الذي لا يحصل اليوم في ظلّ جمود قاتل وغياب أي مبادرات تعيد الحياة إلى انتظام عمل المؤسسات، على رغم الارتفاع الجنوني للدولار والانهيار المالي المتسارع ومن دون سقوف ولا ضوابط، فيما لا بصيص نور حول معالجات للأزمة القضائية-السياسية التي عطّلت وتعطِّل انعقاد مجلس الوزراء، وما لم تلتئم الحكومة مجدداً فلا أمل بلجم ارتفاع الدولار ولا حلّ الأزمة المالية، إنما توقّع مزيد من الانهيارات، لأنّ الحلول تبدأ بانتظام المؤسسات مجدداً وعودة الاستقرار السياسي كمدخل للاستقرار المالي.
وقالت هذه المصادر لـ”الجمهورية”، إنّ على الرغم من الكلام عن نية رئيس الحكومة دعوة مجلس الوزراء إلى الإنعقاد، فإنّ من الواضح حتى اللحظة انّه لن يبادر في هذا الاتجاه قبل الاتفاق على الدعوة، تجنباً لمزيد من الانقسام والشرخ السياسي. ولكن لا مؤشرات بعد الى حلّ الأزمة التي عطّلت جلسات المجلس والمتمثلة بانفجار المرفأ، بين من يريد ان تتدخّل الحكومة لكفّ يد المحقق العدلي طارق البيطار، وبين من يرفض هذا التدخّل انطلاقاً من فصل السلطات بين السلطتين التنفيذية والقضائية، وما لم تُعالج هذه المسألة فإنّ التعطيل سيبقى سيِّد الموقف.
واعتبرت المصادر، انّ الحديث عن مخارج وأفكار واقتراحات ومساعٍ لا يعني انّ الأمور سلكت طريقها للمعالجة، في اعتبار انّ لا اتفاق بعد على تصور مشترك للحل، إنما مجرد أفكار لم تجد ترجماتها على أرض الواقع، وفي حال الاتفاق على مخرج للمسألة القضائية بما يتيح العودة إلى اجتماعات الحكومة، فإنّ الأزمة الأخرى المتعلقة بوزير الإعلام جورج قرداحي ما زالت معلّقة هي بدورها، في ظلّ من يريد استقالته ومن يرفض هذه الاستقالة، ما يعني انّ معالجة الأزمة القضائية لا تعني بالضرورة معالجة الأزمة الديبلوماسية، فيما المطلوب الوصول إلى تسوية جوهرها عودة انتظام عمل الحكومة، وإلّا فإنّ الانهيار سيواصل تدحرجه نحو الأسوأ. وحذّرت المصادر من ”انّ الناس لم تعد قادرة على الاحتمال ولا الانتظار بسبب غياب المعالجات، كما غياب الأمل بالنسبة إليها مع الإنسداد في الأفق السياسي وانعدام المبادرات والتسويات الداخلية والخارجية، ما يعني انّ الأزمة ستتطور فصولاً، ومن المرجح العودة إلى التظاهرات وإقفال الطرق، مع الدعوات التي بدأت تصدر من دون معرفة حجمها والاتجاه الذي يمكن ان تسلكه. ولفتت، الى انّه على الرغم من الحرص الدولي على الاستقرار في لبنان ومنع انزلاق الوضع نحو الفوضى، إلّا انّ هذا الحرص سيبقى في إطار التمنيات في حال استمر التعطيل وتواصل استخدام الدولار للضغط من أجل انتزاع تنازلات سياسية من جيوب الناس التي فقدت اي قدرة على الصمود والاحتمال.
ولوحظ في غضون ذلك، انّ بعد عودة ميقاتي من زيارته الفاتيكان قبل يومين، لم تُسجّل خلال عطلة نهاية الاسبوع اي حركة تشي بإمكان انعقاد مجلس الوزراء في وقت قريب. وقالت مصادر اطلعت على حصيلة الاجتماعات والاتصالات التي تلت اللقاء بين الرؤساء الثلاثة يوم عيد الاستقلال، انّها لم تأتِ بعد بما انتهى اليه هذا اللقاء، وانّ الاتفاق على توزيع الأدوار والاتصالات لم ينتج بعد اي خطوة عملية، بدليل توسّع الهجوم على قاضي التحقيق العدلي طارق البيطار، حيث بات يستهدف الجسم القضائي بكامله بدءاً برئيس مجلس القضاء الاعلى واعضائه، وصولاً الى اعضاء الهيئة العامة التمييزية التي انتصرت لخطوات البيطار ورفضت اي أتهام تمّ توجيهه اليه.
عون الى قطر
وفي هذه الاجواء، يتوجّه رئيس الجمهورية ميشال عون صباح اليوم الى قطر للمشاركة في الاحتفال بإفتتاح كأس العرب الى جانب عدد كبير من رؤساء الدول المدعوين إليها بناءً لدعوة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقالت مصادر مطلعة على الترتيبات التي سبقت الزيارة لـ “الجمهورية”، انّ وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم يرافقان رئيس الجمهورية في الزيارة، بالإضافة إلى مجموعة من المستشارين والأمنيين.
وفي المعلومات، انّ عون سيلتقي فور وصوله الى الدوحة بأمير قطر، حيث ستكون هناك مناسبة للتشاور في الأزمة الاخيرة والعلاقات العربية ـ العربية وما يمكن القيام به لتسوية الأزمة الديبلوماسية مع المملكة العربية السعودية.
وقالت المصادر، انّ رئيس الجمهورية في لقاءاته مع أمير قطر وكل من تشملهم هذه اللقاءات والتي بقيت رهناً بحجم الحضور الرئاسي في الدوحة، سيكرّر موقف لبنان بضرورة تسوية المشكلة مع الرياض واستعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي، مذكّراً بأنّه في خطابه امام قمة عمان العربية الدورية قبل ثلاثة أعوام كان قد اقترح صيغة للحفاظ على العلاقات العربية ـ العربية صوناً لحقوق العرب ولمصلحة شعوبهم.
مواقف
الى ذلك، حفلت نهاية الاسبوع بمجموعة من المواقف السياسية التي يتوقع ان تلقي بظلالها على التطورات المرتقبة هذا الاسبوع.
وفي هذا الصدد، أكّد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد من بكركي، أنّه “حان الوقت لانتظام الحياة البرلمانية، لذا نحذّر من أيّ محاولة لإرجاء الانتخابات تحت ذرائع غير منطقية وغير وطنية، ونصرّ على حصولها في مواعيدها الدستوريّة حرصاً على حقّ الشعب في الانتخاب والتغيير والحفاظ على لبنان”، لافتاً إلى أنّ ”الانتخابات النيابية ليست استحقاقاً دستورياً دورياً فقط، بل محطة لتجديد الحياة الوطنية عبر الديمقراطية والإرادة الشعبية، وبالتالي حان الوقت لانتظام الحياة البرلمانية، فتتنافس القوى السياسية تحت سقف الدستور من اجل التغيير الى الافضل”.
وتطرّق الراعي الى موضوع القضاء، فنوّه بقرار الهيئة العامة لمحكمة التمييز “الذي أعاد للقضاء هيبته واحيا الأمل باستكمال التحقيق بعيداً عن المصالح”، مشدّداً على أنّ “وحده القضاء الحرّ والجريء والنزيه يزيل الشكوك فيبرئ البريء ويدين المسبب والمرتكب والمتواطئ والمهمل”. ولفت الى تعطيل عمل الحكومة فتساءل: “بأي حق يُمنع مجلس الوزراء من الانعقاد؟ هل ينتظر المعطّلون مزيداً من الانهيار ومن سقوط الليرة ومن الجوع والفقر وهجرة الشباب؟”. وأكّد أنّه “لا يجوز لمجلس الوزراء ان يبقى رهينة ذلك او ذاك”.
باسيل
وأكّد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، من حديقة الاستقلال في كفردبيان، أنّ “الاستقلال تتهدّده اليوم امور كثيرة اولها وضع اليد الاقتصادية والمالية على لبنان. فالاستقلال لا يكون فقط بالسياسة بل بالاقتصاد، وهذه هي معركتنا اليوم”. ورأى “أنّهم اليوم يريدون اقناعكم انّ هناك احتلالاً جديداً جاء الى لبنان هو الاحتلال الايراني، لكن نحن كتيار وطني حر، كما واجهنا الاحتلال الاسرائيلي والوصاية السورية… إذا كان هناك احتلال ايراني نحن اول من سنواجهه عندما سيركع امامه الآخرون”. وقال باسيل: “لا تخافوا… لا احتلال ايرانياً للبنان لأنّ لا احد يستطيع ان يحتل لا ثقافتنا ولا ديانتنا ولا ايماننا، وهذه الارض بالذات وهذه الجبال لا احد يستطيع ان يحتلها او يدوسها”. وأكد “أنّ المسؤول عن الانهيار هو من جعل الفوائد بسندات الخزينة منذ اوائل التسعينات 42 في المئة ومن ثبت سعر الصرف ليقول انه بطل التثبيت وهذه السياسة كانت حكما ستوصلنا للانهيار”. وشدّد على أنّ “المنظومة السياسية التي حكمت لبنان منذ التسعينات نتحرّر منها اليوم وهي تتفكّك وهم يسقطون واحداً تلو الآخر لكن بقيت المنظومة المالية وعلى رأسها اليوم الحاكم الذي سمّته “الباري ماتش” “ساحر المال” في لبنان… السحر انتهى وكذبة تثبيت سعر الصرف انتهت ولا سحر يمكن ان يقوموا به بعد اليوم”. وأضاف: “لا يقّرون الكابيتال كونترول ايضاً لوقف التسرّب المالي ولو بعد سنتين من الانهيار لأنّهم مستمرون في التهريب… ويحاولون وقف التدقيق الجنائي”. وقال: “سنحرّر اقتصاد لبنان وهذا هو الهدف والمعركة قبل الانتخابات وخلالها وبعدها. وتذكّروا جيدا اننا من حرّرنا لبنان من كل محتل ووصي وسنحرّره منهم ومن سياساتهم”. واعتبر”أنّ ”الحاكم” لا يستطيع البقاء قي موقعه ونستعيد الثقة بالليرة فعليه ملاحقات قضائية في 7 دول بأوروبا ولا يكفي ان تثبته الدولة الكبرى ليثبت، فلو انّ اميركا وراءه نريد ان نسقطه ولو انّ المنظومة السياسية وراءه يجب ان تسقط ويسقط معها او العكس. فهذان زوجان والزواج على المال لا يدوم”. وقال: “تذكّروني: يريدون ان يرفعوا الدولار اكثر لتأتوا للانتخابات “تعبانين” اكثر. فالعقوبات وسيلة لإسقاطنا والدولار وسيلة ليتعب الناس ويسقطوننا وهم شركاء واللاعبون الداخليون والخارجيون وراءهم”. وأكّد “أنّهم يأخذون المال السياسي من الخارج ليكونوا اداة لدول واجهزة مخابرات خارجية: يقتلون عندما يُطلب منهم ويمشون بسياسات منها إسقاط القانون الارثوذكسي وصلاحيات الرئيس… فعندما يُطلب منهم ينفذون”.
جنبلاط
ومن جهته، حذّر رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط من ”الوقوع في خطأ تسليم البلد إلى المحور السوري- الايراني”، ونبّه من “مغبة المعادلة المطروحة لإعادة الحكومة للاجتماع مقابل نسف التحقيق بانفجار المرفأ”، مشدّداً في الوقت نفسه على “أولوية الإصلاح وملف الكهرباء والبطاقة التمويلية”. وقال في لقاء حزبي: ”كنا قد رحّبنا بهذه الحكومة بعد انتظار عام، وما زلنا نأمل بأن تنجز هذه الحكومة بعض البنود، لكن لست أدري على رغم من العقبة المصطنعة أو العقبة المدمّرة، أو العقبة المخرّبة، التي صدرت بعد تصريح أحد الوزراء حول حرب اليمن، لست أدري لماذا يغيب فجأة كل كلام حول الإصلاح من قبل وزراء محترمين من هذه الحكومة”. واضاف: ”الموضوع لماذا لا تجتمع الحكومة لم يعد سراً. لقد ربطوا اجتماع الحكومة بنسف التحقيق حول انفجار مرفأ بيروت، “ما بدها أكتر من هيك”، يعني تجتمع الحكومة إذا ما أوقف التحقيق في مرفأ بيروت، فهذا هو الشرط مع الأسف، وهذه هي الحقيقة اذا كان احداً منكم لا يعرفها، وهي أنّه لا للتحقيق بالمرفأ. في المقابل تجتمع الحكومة، ثم ترى القوى الفاعلة كيفية الإخراج لقضية تصريح وزير الإعلام”.
وفي موضوع الانتخابات، شدّد جنبلاط على انّ “التحالف طبيعي وموضوعي وتاريخي مع تيار “المستقبل”، لكن في الوقت نفسه، نقدّر ونعلم الشروط، وبالأحرى الضغوط، ووضع الشيخ سعد الحريري”. ونصح جنبلاط الحريري بالعودة من الخارج لأنّ “غيابه عن الساحة لا يفيد”، وقال: “إذا غاب وسلّمنا البلد، كل البلد، الى المحور السوري- الإيراني، تكون غلطة فادحة”. واشار الى انّ “التحالف مع “القوات اللبنانية”، موجود ونريد تعزيزه ضمن القيود الخانقة لهذا القانون الذي وضع، والذي أُجبرنا على السير به”.
عودة
وتساءل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، “هل تدري الطبقة السياسيّة الّتي حكمت لبنان عقودًا، أنّ تعلّقها بمصالحها وغناها، عوض التشبّث بسيادة لبنان والمحافظة على مصالحه والإهتمام بالشّعب وحاجاته وصون حقوقه، قد أوصل البلد إلى هذا الدرك؟”. ولفت في عظة الاحد امس الى أنّ “الشعب أصبح أسير جشع المسؤولين وتعلّقهم بالسّلطة وبمغريات هذا العالم الفاسد.” وقال: “على أبناء الشعب أن يعوا واجبهم التغييري وأن لا يتهاونوا يوم الإستحقاق الإنتخابي، وأن يعملوا العقل والمنطق قبل المصلحة”. وأكّد أنّ “المهم في الإستحقاق المقبل، ألّا يتعلّق الشعب بالأرضيّات ويتبع الزعماء وينسى الأهم، وهو خلاص البلد من الطغمات الفاسدة الّتي فجّرت ونهبت وهجّرت. المهم ألّا يقبل الشعب ببيع صوته مقابل لقمة تسدّ جوع لحظة، بينما يمكنه، أمام صندوقة الإقتراع، أن يتّخذ موقفًا حكيمًا يحصد نتائجه تغييرًا وازدهارًا وأملًا بمستقبله ومستقبل أولاده”.
مفاتيح الجنة
وأكّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح له “أنّ الحل يبدأ من دارك لا من دار الآخرين لكن ليس من دار رياض سلامة حتى لو أمسك بمفاتيح الجنة. وعليه، الحل يبدأ من لبنان لا من خارجه، ودعونا من قولة: “ننتظر العالم”. وشدّد على أنّه “يجب استنفار كل الإمكانات الوطنية وترك لعبة الثأر القذر والعنتريات القضائية لانتشال الحكومة من المقبرة، وقصة التطبيل ونفير المواجهة ليست إلّا دعاية حكومية تافهة”. وقال: “نصف الكارثة التي نعيشها اليوم سببها الإنهيار، فيما النصف الآخر سببه الإهمال والتطنيش ومسح الجوخ لواشنطن التي لا تترك فرصة لقلب هذا البلد على رأس شعبه إلّا وتسارع إليها. ولعبة “صرير الأسنان لا تنفع” لأنّ المركب يغرق، والحل يبدأ من الداخل بعيداً عن “أعاصير عوكر وأذنابها”، ومن غير المقبول أن نبقى بلداً تمزقه الأزمات، وأن نسلّم أعناقنا للأفاعي والثعابين، وإذا كان من نصيحة فأقول: سارعوا، لأنّ الجحيم وشيك”.
دعوات مجهولة للتظاهر
والى ذلك، تعليقاً على الدعوات المجهولة التي اطلقت للتظاهر وقطع الطرق في لبنان ابتداء من السادسة من صباح اليوم، قالت مصادر قريبة من المجموعات التي نشأت بعد انتفاضة 17 تشرين لاول 2019 لـ”الجمهورية” إنّ الإتصالات التي أُجريت بين مسؤوليها لم تنته الى تحديد الجهة التي دعت الى هذه التحركات.
يوم دراسي
وعليه، فقد أكّد وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي أنّ اليوم الإثنين هو يوم تعليم عادي في المدارس والثانويات والمهنيات والجامعات الرسمية والخاصة كافة، لافتاً إلى “أنّ ما يتمّ تداوله عبر وسائل التواصل الإجتماعي حول إقفال المدارس غداً (اليوم) هو شائعات لا صحة لها مطلقاً”.
وذكّر حلبي أنّ أخبار الوزارة يتمّ نشرها عبر بيانات رسمية في وسائل الإعلام، وعبر موقعها الرسمي وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وليلاً أصدر وزير التربية البيان الآتي: “نظراً للدعوات التي أطلقتها أكثر من جهة لإقفال عدد من الطرق والشوارع غداً، كلّفت مديري المدارس لإتخاذ القرار في ما يتعلق بترك مدارسهم مفتوحة أو إقفالها، وذلك بحسب موقع كل مدرسة والطرق المؤدية إليها، حفاظاً على سلامة المدرسة ومعلميها وتلامذتها وأهاليهم”.
الكهرباء الاردنية
على الصعيد الكهربائي، قال وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة في مؤتمر صحافي امس ، إنّه مع نهاية السنة الجارية ستكون البنية التحتية جاهزة لنقل الكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا. وأضاف: “أنّ “المملكة اتفقت مع مصر لتعزيز الربط الكهربائي بين البلدين لرفع القدرة الكهربائية إلى 1000 ميغاوات أو 2000 ميغاوات في وقت لاحق بدلاً من 500 ميغاوات”.
الوسومالجمهورية