كتبت “الشرق” تقول: بين متاريس المواقف وتحصينات الشروط، وترقب المفاوضات النووية وما قد تؤول اليه ، يعيش اللبنانيون مكرهين، مربكين يلهثون خلف تحصيل ما يقيهم الجوع والمرض وقد لامس سعر صرف الدولار الـ26 الف ليرة من دون ان يجد من يفرمل ارتفاعه الجنوني، حتى ان مصرف لبنان لجأ الى شركات الانترنت العالمية من غوغل وفايسبوك وغيرها لالغاء التطبيقات المشبوهة وغير القانونية التي تعلن عن الأسعار من دون أن تشير إلى حجم العمليات عن شبكاتها. كل ذلك فيما لا شيء في الأفق يوحي باقتراب الحل لاستئناف جلسات مجلس الوزراء، ومن أين سيأتي الحل، وكيف للبنان أن يصمد بعد فيما مؤشرات الشلل التام ترتفع كل يوم؟
والواقع ان هذا الارتفاع الجنوني تسبب بموجة جديدة من غلاء وارتفاع اسعار السلع كافة.
الوضع الحكومي على حاله والجمود مستمر ويبدو ان عمره سيطول غداة قرارات محكمة التمييز في تحقيقات المرفأ، والتي لم تعجب حزب الله وإعلامه، في انتظار عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الخارج، فعودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يسافر الى قطر نهاية الاسبوع.
رسالة البابا
غداة زيارة ميقاتي الفاتيكان حيث استقبله الحبر الاعظم داعيا اللبنانيين الى العمل معا لانقاذ بلادهم، جدد البابا فرنسيس تعلقه بلبنان واللبنانيين وبدور وطن الارز الفريد في الشرق الاوسط، وقدرته على تخطي الانتماءات الطائفية للسير نحو شعور وطني مشترك. موقف البابا جاء في برقية وجهها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة عيد الاستقلال، جاء فيها: «ان العيد الوطني للبنان يعطيني الفرصة لان أتوجه الى فخامتكم والى مواطنيكم بأطيب التهاني. ان مشروع امتكم قائم على تخطي الانتماءات الطائفية للسير معا نحو شعور وطني مشترك. انتم تدركون مدى تعلقي الخاص بلبنان وابنائه كما بدوره الفريد في الشرق الأوسط. من هذا المنطلق اطلب من الرب القدير ان يدعم مسيرتكم على الدرب الصعب والشجاع في خدمة الخير العام. ومع هذا الدعاء استمطر على فخامتكم وكل أبناء وطنكم بركات العلي القدير».
عون – سليم
الى ذلك، استقبل الرئيس عون وزير الدفاع الوطني موريس سليم واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة والتطورات الاخيرة، اضافة الى الحالة الامنية في البلاد وعمل المؤسسات التابعة للوزارة. وتم التداول خلال الاجتماع في اوضاع العسكريين والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشونها وسبل معالجة هذه المسألة.
ارتفاع اضافي
ليس بعيدا من الشأن المعيشي، ارتفعت اليوم من جديد، أسعار البنزين 95 أوكتان 1600 ليرة و98 أوكتان 1800 ليرة، والمازوت 13300 ليرة والغاز 10800 ليرة.
اقتحام «الشؤون»
ازاء الاوضاع الضاغطة هذه، اقتحمت مجموعة من الثوار وزارة الشؤون الاجتماعية مطالبين بلقاء الوزير هكتور حجار والتحدث اليه من اجل انشاء غرفة طوارئ بعدما وصلت البلاد الى حد لا يمكن تحمله بسبب الانهيار الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار. وعمد المعتصمون إلى نزع صورة رئيس الجمهورية في قاعة الإجتماعات وإعادتها بشكل معكوس ليعودوا ويزيلوها لاحقا ووضعوا مكانها لافتة تحمل شعار ثورة 17 تشرين. ولاحقا خرج حجار للقاء المعتصمين وطلب منهم اولاً اعادة صورة رئيس الجمهورية الى مكانها.
حجار والبطاقة
ولفت حجار إلى أنه الوزير الذي يعمل 24/24 في وزارة الشؤون الاجتماعية بشهادة الجمعيات والمنظمات الدولية. وعن البطاقة التمويلية قال: «كملت اللي لازم يتكمل» وسأزور رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأطلب منه إذا كان هناك من امكان لبدء التسجيل في بداية الشهر. وقد انطلقت ورشة الـ75 ألف عائلة وسنزور 130 ألف منزل في إطار مشروع العائلات الأكثر فقراً».
المركزي وسعر الصرف
في المقابل، حذّر مصرف لبنان من «التطبيقات التي تعلن عن الأسعار من دون أن تشير إلى حجم العمليات التي أدّت إلى هذه الأسعار فهي تطبيقات مشبوهة وغير قانونية. وهي تقود الأسواق ولا تعبّر عن واقع السوق وحجمه الحقيقي…»، لافتاً إلى أن «وراء هذه التطبيقات مصالح منها سياسية ومنها تجارية.وسيتابع مصرف لبنان هذا الأمر في الخارج وسيحمّــــل المسوؤلية لشـــــركات كـGoogle و Facebook وغيرها لما لهذه التطبيقات من ضرر على لبنان، ويطالبها بنشر السعر الرسمي وسعر Sayrafa فقط. على صعيد آخر، سيكون لمصرف لبنان مبادرات تهدف إلى تطوير أنظمة الدفع بما يؤدي إلى العودة إلى الدفع الالكتروني. وسيتمّ بحث ذلك في الجلسة القادمة من المجلس المركزي».
دورة التراخيص الثانية
الى ذلك، وفي وقت تترقب بيروت عودة الوسيط الاميركي لمفاوضات ترسيم الحدود آموس هوكشتاين ، وقّع وزير الطاقة والمياه وليد فيّاض قراراً يقضي باستكمال دورة التراخيص الثانية في المياه البحرية اللبنانية التي سبق أن وافق مجلس الوزراء على إطلاقها وتمّ تأجيل الموعد النهائي لتقديم طلبات الاشتراك فيها مرحلياً بسبب جائحة «كورونا». وقد تضمّن قرار الوزير «المستند الى توصية هيئة إدارة قطاع البترول، تحديداً للموعد النهائي لتقديم طلبات الاشتراك في الدورة من قبل شركات النفط والغاز وهو ١٥ حزيران ٢٠٢٢». كما تضمّن القرار «أرقام الرقع المفتوحة للمزايدة وهي الرقع الثمانية غير الملزمة من أصل الرقع العشرة، مع العلم أن الرقعتين ٤ و٩ قد تم تلزيمهما بفعل دورة التراخيص الاولى».
خيرة القضاة
على صعيد آخر، وعلى وقع الحملة التي شنها اعلام «الممانعة» على القضاء، اعتبر نادي قضاة لبنان أنّ التعرض لخيرة القضاة وإطلاق التهم بحقهم جزافاً سواء في الشارع أو مباشرةً قد أصبح موضةً رائجةً تمسّ بهيبة القضاء وبشخص كل قاض على حدّ سواء، ففي الأمس القاضي جناح عبيد، واليوم القاضي فؤاد مراد، ومن يعلم ضحية الغد من تكون؟