كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : لم يفرز المشهد السياسي المتآكل أي جديد يوحي بقرب بلوغ التسوية المنشودة التي لم يُعثر عليها بعد، لإعادة اطلاق العمل الحكومي العالق في شباك شروط “الثنائي الشيعي”، خلافا لقانون الانتخاب الذي بلغت تعديلاته نقطة الاقرار مع تكريس حق المغتربين بالاقتراع لـ128 نائبا وتقديم موعد الانتخابات الى 27 اذار، بتحفظ التيار الوطني الحر الذي شهر ورقة الطعن مهددا، على غرار ما فعل حليفه السيد حسن نصرالله اول امس بتهديد اللبنانيين جميعا بمئة الف عنصر لديه، إن حاول احدهم الخروج عن طاعته.
وذكر أن رئيس الجمهورية ميشال عون لن يوقع على قانون تقريب موعد الانتخابات النيابية وسيرده إلى المجلس النيابي.
وفيما بقيت سواتر الحملات والاتهامات المتبادلة مرتفعة بين محوري الممانعة و”السيادي” في ظل موجة ردود عنيفة على مواقف نصرالله، استأنف المحقق العدلي في جريمة انفجار المرفأ طارق بيطار عمله بشكل طبيعي بعد تبلغه قرار الغرفة الأولى في محكمة التمييز رفض طلب الرد المقدم بحقه من قبل النائب علي حسن خليل. فيما لم يلتئم بعد مجلس القضاء الأعلى للبحث في مدى ضرورة استدعاء المحقق العدلي الى اي اجتماع.
جلسة هادئة
في الاثناء وخلافا للتوقعات، مرت جلسة مجلس النواب التشريعية امس بهدوء نسبي لم تخرقه سوى بعض المناوشات بين رئيس المجلس نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الا ان مسألة تنحية المحقق العدلي القاضي طارق البيطار لم تحضر خلال المداولات، ولا انعكست حملة حزب الله على القوات اللبنانية على النقاشات.
ميقاتي يترقب
على صعيد آخر، وفيما العمل الحكومي لا يزال معلّقا، بفيتو من الثنائي الشيعي المطالب بإزاحة البيطار، نقلت اوساط سياسية عن الرئيس نجيب ميقاتي، ان في انتظار عودة الهدوء الى النفوس لانعقاد جلسة مجلس الوزراء ينكب على معالجة الملفات الاساسية: المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، معالجة ملف الكهرباء واجراء الانتخابات النيابية. واوضح ان لجنة التفاوض شارفت على انجاز خطة الانقاذ وتوحيد الارقام بين وزارة المال والمصرف المركزي ولجنة المال النيابية لبدء المفاوضات قريبا مع الصندوق. اما في الكهرباء فقد وضعت فرنسا خططا عدة للمعالجة يمكن تنفيذ احداها، في وقت يتم استجرار الطاقة من الاردن ونقلها الى محطة كساره بعد اصلاح خط النقل في سوريا والاتفاق على حصتها كما سيتم الاهتمام بوصول الغاز المصري لمعملي ديرعمار والزهراني لتخفيض فاتورة الكهرباء.
في الاثناء، يترقب رئيس الحكومة ما يحمله الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين الذي يزور بيروت ويجول على المسؤولين حيث يلتقي في اطار زيارته كبار المسؤولين ويحط في وزارة الخارجية في الرابعة عصرا بحسب جدول مواعيده .
نحضر اذا دعا!
في السياق، أكد وزير الثقافة محمد مرتضى أنه لم يهدد وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي بأنه سيتنزه على الكورنيش مع وزير المالية السابق علي حسن خليل وبأنه يتحدى ان يوقفه احد. ولفت مرتضى إلى أنه إذا دعا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى جلسة سيحضرها، معتبرا أنه يجب على وزير العدل والمؤسسة القضائية ايجاد الحل بمسألة الارتياب من المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. وقال “نحن لم نهدد ولم نعلّق جلسات مجلس الوزراء ولم نفرض بند تغيير البيطار بل عرضنا ملاحظات على ادائه لكل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء”.
تضامنا مع القاضي
وسط هذه الاجواء، نفذت ” جبهة المعارضة اللبنانية” وناشطون من الحراك المدني وقفة رمزية أمام قصر العدل في بيروت ” تضامنا مع الجسم القضائي الذي يقوم بواجبه الوطني، ودعما للمحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت في مواجهة التهديدات التي يتعرض لها”. وتلا زياد عبد الصمد بيانا باسم المعتصمين، أكد فيه أن” لا وجود لدولة سيدة وحرة من دون قضاء وعدالة وسلطة شرعية”. ودعا “المدعى عليهم بملف المرفأ للمثول أمام المحقق العدلي، لأن البريء يمثل أمام القضاء ويدافع عن نفسه بدل أن يلجأ الى التهديد”، رافضا “كل الصيغ التي تطرح من قبل السلطة للالتفاف على القاضي بيطار وعزله”.
ارتفاع الاسعار
في مقلب الهمّ المعيشي، الاسعار في ارتفاع مستمر. عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس توقع أن ”نشهد خلال الأسابيع المقبلة ارتفاعات متواصلة في أسعار المحروقات من بنزين ومازوت وغاز، وذلك بسبب ارتفاع سعر برميل النفط عالمياً الذي لامس 85 دولاراً”، عازياً ارتفاعه إلى “عودة الاقتصاد العالمي إلى مركزه الطبيعي بعد أزمة “كورونا”، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الغاز عالمياً”. وقال: من جهة أخرى، يتأثر سعر المحروقات بسعر صرف الدولار محلياً الذي تجاوز العشرين ألف ليرة، و هذا يؤدي الى ارتفاع سعر صفيحة البنزين الى 300 ألف ليرة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة”. كما توقع البراكس “ارتفاعاً إضافياً في سعر برميل النفط لأن منظمة “أوبيك” لم تزد إنتاجها البالغ 486000 برميل يومياً مع الطلب المتزايد على النفط”.
صندوق النقد
ليس بعيدا، عرض رئيس الجمهورية مع ممثل المجموعة العربية والمدير التنفيذي في صندوق النقد الدولي محمود محيي الدين، العلاقة مع الصندوق بعد تشكيل الحكومة الجديدة تحضيرا للتفاوض في خطة النهوض الاقتصادي”. وزار محيي الدين ايضا وزير الاقتصاد امين سلام
الوسومالشرق