كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : بين الهجمة الايرانية نحو لبنان نفطيا فحكوميا فديبلوماسيا فـ”إنمائيا”، والهجمة المرتدّة التي ستنفّذها الولايات المتحدة الاميركية الاسبوع المقبل مع ايفادها وفدا رفيع المستوى الى بيروت، يبدو ان وضعية لبنان – الملعب، ستتثبّت أكثر في ظل تراخي الدولة وتخاذلها وتخلّيها عن سيادتها، من جهة، ورفضها اعتناق “الحياد” الايجابي والذكي، من جهة ثانية، والكفيل بنقلها من “ساحة” الى واحة، شبيهة بدبي مثلا او بالعراق الذي يسير قدما نحو تكريس مبدأ ابتعاده عن المحاور. وفيما الخشية كبيرة من ان يعطّل الاشتباك الاميركي – الايراني على الاراضي اللبنانية، عجلات الحكومة الوليدة باكرا، فـ”يُكربجها” من الداخل، كون مكوناتها ليست من “لون” استراتيجي واحد، ويمنعها من اي انجاز فيما البلاد وعملتها تنهاران وقد دخل اللبنانيون يوم السبت الماضي مرحلةَ عتمةٍ شاملة، فإن هذا القلق يتعاظم ويكبر أكثر، اذا ما التفتنا الى قلّة انتاجيتها حتى الساعة من جهة، والى الملفات الساخنة التي يتعيّن عليها مواجهتها من جهة ثانية، كالتحقيقات في انفجار المرفأ، وترسيم الحدود والذهاب بخطة موحّدة الى صندوق النقد الدولي الذي يزور وفد منه لبنان ايضا مطلع الاسبوع.
بعد ايران.. اميركا!
ساعات بعيد مغادرة وزير خارجية ايران حسين امير عبداللهيان بيروت متوجّها الى دمشق، مواصلا جولته التفقّدية على عواصم “محور الممانعة والمقاومة”، وفيما ستكون للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة اليوم ، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن نائبة الوزير أنتوني بلينكن فيكتوريا نولاند ستبدأ جولة دولية تشمل لبنان وروسيا، وبريطانيا. وكانت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا زارت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الموجود حاليا في الاردن في زيارة خاصة، الاثنين الماضي في اطار متابعة البحث في العديد من ملفات التعاون بين البلدين، خصوصاً مع انطلاق عمل الحكومة.
وقد استقبل ملك الاردن عبدالله الثاني نجيب ميقاتي امس في قصر الحسينية في العاصمة الاردنية عمان.
.
وتناول اللقاء العلاقات الأخوية المتميزة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وآليات توسيع التعاون في شتى المجالات.
وجدد جلالة الملك التأكيد، خلال اللقاء، على وقوف الأردن المستمر إلى جانب لبنان وشعبه الشقيق.
كما جرى البحث في الأزمات التي تشهدها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها.
كهرباء واصلاحات
ووفق ما تقول مصادر ديبلوماسية ، فإن الزيارة الاميركية هذه تُبرز أهمية لبنان بالنسبة الى الادارة الاميركية التي لن تقبل بأن يسقط في الحضن الايراني، وستقدّم التسهيلات السريعة لاحباط “عروض” طهران ومشاريعها، خاصة على صعيد ايصال الغاز المصري اليه عبر سوريا والاردن لحلّ مشكلة الكهرباء. كما ان المسؤولة الاميركية ستشدد على اولوية الاصلاحات فيهبّ المجتمع الدولي لمساعدة الحكومة، وستطلب من الاخيرة الاسراع في الاتفاق على خطة تحملها الى صندوق النقد، وايضا التفاهم على وجهة نظر واحدة تنقيبيا، بما يتيح احياء مفاوضات الناقورة، من دون ان تغفل ضرورة ضبط الحدود ومنع التهريب على انواعه، واوّله ذلك الذي يسمح بتعزيز قدرات حزب الله عسكريا وماليا.
الجيش يتدخل
وبينما المشاريع والعروض الخارجية كثيرة، وتنهال على لبنان من كل حدب وصوب، لا يزال اللبنانيون بلا محروقات او دواء او مياه او غاز منزلي.. والأهمّ بلا كهرباء، حيث غرقت البلاد خلال عطلة نهاية الاسبوع في ظلمة شاملة ستمتد اياما بسبب توقف معملي الزهراني ودير عمار نتيجة نفاد المازوت وتدني انتاج الطاقة الى ما دون الـ 200 ميغاواط.
و تردد ان باخرة عراقية ستصل في20 الشهر الجاري الى لبنان محمّلة بـ36 الف طن لتزويد المعملين، واوضحت مصادر في وزارة الطاقة ان “حجز الاعتماد في مصرف لبنان لاستيراد الفيول حصل اول أمس، وأحيل الملف إلى إدارة المناقصات”، مضيفة “أخذت عينة من الفيول المستبدل عن النفط العراقي إلى الإمارات العربية ليتم فحصها، وستأتي الموافقة في اليومين المقبلين”. ثم أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنها استطاعت تأمين 6000 كيلو ليتر من المازوت من احتياطي الجيش من اجل اعادة تشغيل المعملين واعادة التيار الكهربائي الى ما كان عليه يوم الجمعة الماضي.
مصيرالانتخابات
ووسط هذا الانهيار المعيشي – الاقتصادي المترافق مع تحليق لسعر صرف الدولار، مصير الانتخابات النيابية التي يعوّل عليها شعبيا ودوليا للتغيير والانقاذ، لا يزال ضبابيا. فرأت الهيئة السياسية في التيّار الوطنيّ الحرّ أن إقتراح إجراء الإنتحابات النيابية في آذار بدل أيار 2022، مستغرب ويصعب تنفيذه نظراً لمجموعة ظروف وأسباب،وذكر بالدائرة السادسة عشرة الخاصة بالمنتشرين نعتبرا إن التيّار سيقوم بكل ما يلزم لمنع المصالح الظرفية وحسابات كسب الأصوات التي يتوخاها البعض من التفريط بهذا الحق القانوني والدستوري والإستراتيجي للمنتشرين والذي كلّف الحصول عليه سنين من النضال المشترك الذي قام به المنتشرون مع المقيمين.
ومن جهته اكد البطريرك الماروني بشارة الراعي اهمية اجراء الانتخابات ودعا الى تأمين رقابة لبنانية واممية عليها.
التحقيقات نحو التعليق؟
في الموازاة، تتجه الانظار الى تحقيقات المرفأ التي ستعلّق من جديد فور تبلغ المحقق العدلي طارق بيطار دعوى رده عن القضية والمقدمة من النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر. وبحسب المعطيات، فان التحقيقات ستعلق من جديد بانتظار بت محكمة التمييز طلبات الارتياب المشروع والرد الجديدة
الوسومالشرق