التقى وزير الاعلام جورج قرداحي في مكتبه في الوزارة قبل ظهر اليوم، وفدا من نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي، حيث تم عرض لشؤون وشجون القطاع الاعلامي.
بداية تحدث النقيب القصيفي، فقال:” لا اهنئك بمنصبك الوزاري، بل أقول لك انك إبن العائلة الصحافية والاعلامية الكبيرة التي دخلت ناديها واثق الخطوة، متمكنا من أصولها وقواعدها، وبدأت متدرجا حتى بلغت الصفوف المتقدمة، عدتك ثقة بالنفس، وجرأة في المقاربة ، وتضلع من اللغة وسلامة في النطق، وسلاسة في التعاطي مع الآخرين.
كان لبنان نقطة الانطلاق، ومنه طوافا بين باريس والدول العربية، فكانت لك محطات واطلالات، حصدت متابعات وإعجاب الكثيرين. واذا قلت لا اهنئك بمنصبك الوزاري على رأس الاعلام، فلأنك من أهل البيت وادرى بشعابه، ويعول عليك الكثير”.
أضاف القصيفي:”إن زيارة مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية لك اليوم ، وأنت على معرفة باعضائه وطول باعهم في عالم المهنة واخلاصهم في الانتصار لزملائهم ، لن تكون يتيمة، ونلح على أن تستتبع بجلسات عمل لبحث أوضاع القطاع الاعلامي في لبنان، وما يشكو من تعثر في غير مجال.
وباختصار أن لبنان بات في حاجة ماسة للحاق بالتطور الاعلامي المتسارع، والمتحول يوما بعد يوم، وأن يدفن إلى غير رجعة قوانين تقادم عليها الزمن، ولا تصلح لعصرنا الحالي”.
وتوجه القصيفي الى الوزير قرداحي:” تصور يا معالي الوزير أن قانون المطبوعات يرقى إلى العام 1962، وكيف لنا أن ننهض بقطاع قانونه الناظم له يرقى إلى هذا التاريخ ، فيما العالم اليوم يعيش مرحلة ما بعد الحضارة الرقمية. هناك مشروع قانون أنجز بعد مناقشة طويلة وهو في عهدة لجنة الإدارة والعدل ، ويجب عدم التأخر في احالته على الهيئة العامة. ونريده قانونا شاملا يكون مرجعية الإعلام بكل تفرعاته. نريد اليوم قبل الغد مشروعا واحدا يتساوى فيه الاعلاميون تحت مظلة القانون الذي يجب أن تكون لحمته وسداه:الحرية اولا”.
هناك العديد من الموضوعات المتفرعة التي سنعرض لها في اجتماعات أخرى، من أجل تحصين الصحافيين في حقوق وضمانات توسع فرص العمل وتوفرها، كما الحمايات الاجتماعية الملحة.
ختاما نريد لجورج قرداحي أن يخلف بصمة في وزارة الاعلام، كما خلف في العديد من المواقع التي سبق أن شغلها.ومن موقع الصديق والزميل اقول :أنك أمام التحدي الكبير، وأن الكرة في ملعبك وعليك أن تصوب وجهتها نحو الهدف الصحيح، لتسجل ما ينتظر اللبنانيون منك من نقاط في المرمى الاعلامي. وانه اذا ارتضيت لاحد برامجك عنوان :” المسامح كريم” ، فانك لن تقبل به أثناء ولايتك على وزارة الاعلام، لأنك جئت للعمل، ولن تسامح نفسك إن اعرضت، ولن تعرض”.
الوزير قرداحي
وكانت كلمة للوزير قرداحي قال فيها:” من أول يوم استلمت الوزارة، بدأت العمل بكد ومثابرة وتواصل للبحث عن نقاط الضعف في وزارة الاعلام والمؤسسات التابعة لها”، لافتا انه “يقوم بعقد اجتماعات متتالية مع رؤساء الاقسام للاطلاع على واقع هذه الوزارة لدرس الخطط المستقبلية التي سنتبعها”.
وقال قرداحي متوجها الى الوفد:”أنا بحاجة لخبراتكم ومساعدتكم فانا منكم والوزير وحده لا يستطيع ان يفعل شيئا وانا انتمي الى هذه العائلة، الى هذه الاسرة الاعلاميةالتي ستساعدني على تطوير الاعلام في لبنان والى إرساء قواعد حديثة سواء كانت قانونية او حتى اخلاقية”.
وأشار الى الى “ان هناك شكوى كبيرة من السواد الاعظم من اللبنانيين من تفلت بعض الاعلام”، مؤكدا انه “سيعمل عل درس وإعداد ميثاق شرف اعلامي مع زملائنا الاعلاميين يهدف الى احترام كرامة وحريات وحيثيات الاخرين بالاضافة الى دراسة قوانين اخرى موجودة في اللجان النيابية”، وقال:” اننا مقبلون على مستقبل جديد فلنرس أنظمة وقواعد للاعلام اللبناني على المدى البعيد”.
ولفت الى التطور الرقمي الحاصل غير الملحوظ في القوانين والتي سيعمل على درسها”، معلنا :”أريد اعلاما على صورة لبنان الذي نعرفه، لبنان الرحابنة وفيروز. فهذا هو لبنان الجميل وليس لبنان الذي يشهد نوعا من التفلت بسبب الظروف التي مر بها بلدنا من كورونا والتحركات الشعبية”.
وأسف ل”تضعضع ومصادرة القيم التي تربينا عليها”، مشددا على المبدأ الاساسي للاعلام وهو الحرية التي نقدسها لكن حرية المرء تقف عند حدود حرية الاخرين. وهذا مبدأ عالمي فلا يجوز انتهاك حريات وحرمات الناس والاعتداء عليهم بالاشاعات المغرضة و بالشتائم أحيانا”، وقال:” لا يوجد اعلام في العالم يسمح بهذا الامر فهناك قوانين تضع ضوابط كفرنسا مثلا التي هي ام الحريات حيث لا يمكن الاعتداء على كرامة السياسيين”.