في لقاء شارك فيه وزراء ونوّاب ومبعوث أمين عام الأمم المتحدة اعلن رئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني أنّ بيروت ستكون “مدينة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة”
أعلن رئيس مجلس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني أنّ بيروت ستكون “مدينة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة”، لافتاً الى أنّ هذا المشروع يندرج في إطار برنامج “بيروت ٢٠٢٢” الذي سيطلقه المجلس البلدي .
جاء كلام عيتاني خلال لقاء نظّمته بلدية بيروت مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة وإمكانيّة الوصول لينين مورينو، حضره وزير السياحة ميشال فرعون وممثلون عن عدد من الوزارات والنوّاب جان اوغاسابيان، ميشال موسى، بهية الحريري عاطف مجدلاني وسيرج طورسركيسيان، المنسّقة العامة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر والوزيرة السابقة في الإكوادور ايفون عبد الباقي وأعضاء في مجلس بلديّة بيروت، في نادي اليخوت في “زيتونة باي “.
وشدّد عيتاني في كلمته على أنّ “هذا الإعلان ليس شعاراً نرفعه بل هدفاً نضعه نصب أعيننا وسنعمل على تنفيذه .
أولاً: عبر دعم الجمعيّات المتخصّصة والفاعلة ومتابعة ما تحقّقه في هذا المجال .
ثانياً: عبر حملات توعية تنظّمها بلديّة بيروت أو تشارك فيها، إيماناً منّا بأنّ خدمة ذوي الاحتياجات الخاصّة تكون أيضاً بتوعية من لا يملك هذه الاحتياجات على التعاون مع الآخر ومساعدته، خصوصاً عبر فتح باب التوظيف في القطاع الخاص وتأمين سهولة التنقّل في النقل الخاص أو على الأرصفة والطرقات .
ثالثاً: منح أولويّة في التوظيف داخل دوائر البلديّة لذوي الاحتياجات الخاصّة، خصوصاً متى توفّرت لديهم الشروط المطلوبة، وتسهيل وسائل ممارستهم لوظائفهم .
رابعاً: إعادة دراسة الشروط المنوطة بالأبنية والطرقات وتطويرها بما يتناسب مع تسهيل إمكانيّة الوصول لذوي الاحتياجات الخاصّة، الأمر الذي يساعد على اندماجهم في المجتمع .
خامساً: الاستفادة من الخبرات الدوليّة وتوظيفها في إطار برنامج “بيروت مدينة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصّة”، على أمل أن تعمّم تجربتنا، لاحقاً، على مختلف المدن اللبنانيّة التي لن نتأخّر في وضع ما يتوفّر لدينا من خبرة في هذا المجال بتصرّفها .
سادساً: الانفتاح على مختلف الأفكار والاقتراحات والمشاريع التي يقدّمها أفراد أو جمعيّات أو منظّمات، محليّة أو دوليّة، والاستعداد لتبنّيها “.
وحيّى عيتاني تجربة مورينو “الذي لم يحدّه ما تعرّض له، بل حوّل ألمه وإصابته الى قصّة ملهمة لكثيرين ليؤكّد بأنّه، متى توفّرت الإرادة، تسقط العراقيل ويتمّ تجاوز التحديات “.
كاغ
من جهتها، عرضت كاغ لواقع ذوي الاحتياجات الخاصّة على الصعيد العالمي، والمعوقات التي تعترضهم في التوجّه الى المدارس والمستشفيات وصعوبة الوصول الى مختلف الأماكن .
وشدّدت على ضرورة تغيير هذا الواقع وفق برنامج واضح، والمثابرة في العمل اعتماداً على قاعدة معلومات وتأمين الحاجات الماديّة لتنفيذ مثل هذا البرنامج .
ولفتت الى أنّ الحصول على “داتا” هو امر صعب في لبنان، لذلك يتمّ الاعتماد على إحصاءات خاصّة كقاعدة لإطلاق المشاريع المتّصلة بذوي الحاجات الخاصّة، مشيرةً الى أنّ العمل يشمل، على هذا الصعيد، اللاجئين السوريين والفلسطينيين .
وقالت إنّ “بيروت يجب أن تكون مدينة التغيير وانطلاقة لحصول اندماج كامل لذوي الحاجات الخاصّة في المجتمع والمؤسسات”، مبديةً استعدادها لتقديم الدعم المطلوب، وآملةً بانتخاب رئيس للجمهورية وتفعيل العمل الحكومي وإجراء انتخابات نيابيّة في لبنان في العام المقبل .
مورينو
ودعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ذوي الاحتياجات الخاصّة وصعوبة الوصول لينين مورينو في كلمته الى القضاء على مختلف الحواجز التي تعيق حياة ذوي هذه الاحتياجات، وجعل مدننا أكثر تيسيراً من حيث إمكانيّة الوصول، كما يجب تغيير سلوك المجتمعات من أجل تعزيز ثقافة حرية الوصول .
وأضاف: يعيش ذوو الاحتياجات الخاصة في بعض بقاع العالم في ظروف صعبة لناحية الفقر، ويجب أن نغيّر هذا الواقع ونكفّ عن التمييز بين البشر، كما أدعو لبنان الى التوقيع على الاتفاقيّة الدوليّة لحماية ذوي الاحتياجات الخاصة وتفعيل المجلس الوطني لذوي الاحتياجات الخاصّة .
ورأى مورينو أنّ كلّ شيء ممكن في لبنان متى توفرت الإرادة السياسيّة، والامم المتحدة مستعدّة لتقديم الدعم المطلوب لبلديّة بيروت لتحقيق هذا الطموح .
وإذ شدّد على أنّ الإعاقة لا تعني العجز، لفت الى أنّ أصحاب الاحتياجات الخاصّة يحتاجون الى أماكن خاصّة بهم تتيح لهم التعلّم وممارسة الرياضة والعيش بشكلٍ طبيعي، ويجب اتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق هذا الامر .
وبعد أن عرض لتجربة بلده الإكوادور من هذه الناحية، توجّه بالشكر الى رئيس وأعضاء مجلس بلدية بيروت، وأبدى إعجابه بروح الكرم لدى الشعب اللبناني والتي لمسها أيضاً من خلال الجالية اللبنانيّة في الاكوادور .
موسى
ثمّ كانت لكلمة لرئيس لجنة حقوق الإنسان النيابيّة النائب ميشال موسى، توقّف فيها عند القانون 220/2000 الذي صدر في العام 2000، من دون أن تصدر غالبيّة المراسيم التنفيذيّة المتصلة به منذ ذلك الوقت، ما يعيق تنفيذه .
ودعا موسى السلطات المحليّة الى القيام بجهد استثنائي لتسهيل حياة ذوي الاحتياجات الخاصّة، عبر اعتماد الخطوات الآتية :
1 – تفعيل تطبيق قانون البناء الصادر عام 2011، رقم 7194، عبر تطوير آليات عمل ملائمة وفعالة، وبهذا نكون قد وفّرنا امكانية الوصول للمباني العامة والخاصة وامكانية استخدامها .
2 – تطوير مرسوم البيئة الخارجية الدامجة، بمعايير تضمن لجميع المواطنين والمواطنات بيئة آمنة خالية من العوائق، بما في ذلك المساحات العامة والأرصفة والطرقات والحدائق العامة. يستند هذا المرسوم الى القسم الرابع من قانون 220/2000 لحقوق الأشخاص المعوقين، ولاحقا على الإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي وقّع عليها لبنان واعلن عن عزمه الألتحاق بها وتصديقها .
3 – النقل والتنقل، معايير دامجة ضمن خطّة بيروت الكبرى المنوي تنفيذها لتصبح عمليّة النقل والتنقل متاحة وسهلة الوصول جميع الأشخاص ذوي الإعاقة. وهذا يتطلب العمل على مستويات فنية للحافلات ومواصفات للبيئة الخارجية، وبناء قدرات العاملين في قطاع النقل العام .
4 – تنظيم المواقف في الأماكن العامة وعلى الطرقات .
5 – تكييف وسائل التواصل والإتصال والإعلانات والإعلام المرئيّة والمقروءة والمسموعة والمواقع الالكترونيّة، لتصبح متاحة للمكفوفين والصمّ والأشخاص من ذوي الإعاقات الذهنيّة .
6 – ادراج المعايير والمواصفات الدامجة في دفتر شروط يعتمد على مرجع لكلّ المشاريع والبرامج .
7 – تصديق لبنان على الاتفاقيّة الدولية لحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة كشرط اساس من اجل ضمانة وصيانة حقوق هذه الفئة .
فرعون
وبعد مداخة للنائب الحريري هنّأت فيها مجلس بلديّة بيروت على إعلان المدينة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصّة وأملت أن تُنقل هذه التجربة الى مدينة صيدا، كانت مداخلة ختاميّة لفرعون لفت فيها الى أنّ الجيش اللبناني يدافع عن سيادة الأرض اللبنانيّة، بينما يدافع المجتمع المدني عن سيادة الحضارة. ورأى أنّ من معايير الحضارة احترام حقوق الإنسان، مبدياً افتخاره بأن تصبح بيروت مدينة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصّة، “وهذا الأمر يشكّل تحدّياً لبلديّة بيروت ويجب أن يكون في طليعة المشاريع التي ستطلقها “.
واختتم عيتاني اللقاء بالتأكيد على التعاون مع السفير مورينو للاستفادة من تجربته في الإكوادور ودول أميركا الجنوبيّة وتطوير المدن لاستيعاب احتياجات الناس جميعاً، وخصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصّة .
وتمّ الاتفاق على التواصل لوضع خطّة تنفيذيّة لجعل بيروت إحدى أولى المدن الصديقة لذوي الاحتياجات الخاصّة في المنطقة