وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الاعمال الدكتورة منال عبد الصمد نجد في حديت مع تلفزيون الحرّة:
واثنت على “الابداع والاندفاع الكبيرين في التغطية الاعلامية لهذا الانفجار. واكثر من ذلك لقد عرض الاعلاميون انفسهم للخطر احيانا اثناء التغطية في بعض المواقع المحظورة او الخطرة، كما كان الحماس شديدا في تغطية الحالات الانسانية وما لفتني ايضا بعض التحقيقات التي تضيء على حالات انسانية لاشخاص اما تضرروا جسديا او فقدوا شخصا عزيزا، وهذا كله يدل على ان العمل الاعلامي عندما يكون مهنيا يمكن ان يساهم في حل الازمة وليس الى تصعيدها، لذلك علينا ان نكون موضوعيين في عرض اي وقائع من شأنها ان تساهم في كشف الحقيقة والتعاطف مع المتضررين وايجاد حلول لهم من دون ان نلعب دور القضاء او الدور التحريضي وبث الكراهية والعنف في المجتمع”.
ورأت ان “الاعلام الخارجي، كما الاعلام اللبناني، لعب دورا جيدا في التغطية، والاعلام يجب الا يحل محل الاجهزة الامنية او القضائية بل عليه ان يلعب دوره كإعلام وان يضيء من جهة على مكان الانفجار، ومن جهة اخرى على الاضرار المادية والجسدية والمعنوية التي خلفها الانفجار وايضا على المساعدات التي قدمت للبنان والتي لا يستهان بها، ودور كل جهة سواء اكانت الدولة او القوى الامنية كوننا في حالة طوارئ والجيش هو الذي يتولى المهمة الامنية بأكملها، اضافة الى دور الجمعيات والمجتمع المدني والدول العديدة الداعمة للبنان التي أبدت كل تعاونها ودعمها المادي او المعنوي او المساعدات العينية، لذلك ارى ان الاعلام بجزء كبير منه استطاع ان يغطي هذه المشهدية بأجزائها المتنوعة “.
ولفتت إلى ان” ابرز التحديات التي تواجهها اليوم وزارة الاعلام هي الازمة الاقتصادية التي تبرز تداعياتها بشكل كبير على القطاعات كافة ومنها من جهة على القطاع الاعلامي الذي يعاني ما يعانيه، ويجعله يشارك في جزء من الازمة، ومن جهة اخرى كوزارة اعلام فان الموظف العام يعمل في ظروف صعبة جدا، لناحية شروط العمل والحضور الى مركز عمله والقيام بمهامه. فالاعلام هو مرآة للمجتمع وعندما يكون اقتصادنا سيئا والظروف السياسية سيئة فذلك ينعكس حكما على ظروف الاعلام، وعندما نطالب بتحسين نوعية العمل يجب ان نبدأ بتحسين نوعية الخطاب السياسي الذي ينعكس على الشارع وعلى الشاشات ووسائل الاعلام كافة. لذلك ارى ان الحل يبدأ بقرار سياسي وبالاتفاق السياسي على ايجاد الحلول للازمة وعندها كل الامور تحل في ظرف ايام وفي وقت قصير”.
واعتبرت ان” لبنان عانى من هجرة الطاقات سواء في القطاع الصحي او التربوي وايضا هجرة التلامذة وهذا اخطر ما يكون، والامر لم يكن بعيدا عن القطاع الاعلامي وحصلت هجرة لاعلاميين مميزين الى مؤسسات اعلامية في الخارج، ما يشكل خطرا كبيرا على لبنان لان ثروته هي بموارده البشرية واذا فقدناها لا يمكن ان نجد اي امكانية للتنمية المستدامة او للنهوض باقتصادنا، ولقد قمت بمبادرة في مجلس وزراء الاعلام العرب حول السبل الآيلة لاعادة الاضاءة على بيروت وعلى لبنان كمركز للاعلام التراثي العريق والمميز. وكان طرح بيروت عاصمة الاعلام العربي وهنا اشكر وزراء الاعلام العرب الداعمين دائما والذين أجمعوا على اعتماد بيروت عاصمة الاعلام العربي عام 2023، ولهذا الامر ابعاد استراتيجية لانها تجعل من بيروت ولبنان محط انظار المستثمرين والسياح وكل المؤسسات سواء اكانت اعلامية او صناعية او اقتصادية، لقيام ورشة من المشاريع التي يمكنها ان تعيد النمو والازدهار لمؤسساتنا ومنها المؤسسات الاعلامية. وعندما نتكلم عن الاعلام نعني ايضا للاعلام الصناعي والسياحي والاقتصادي والبيئي، وبذلك نحقق التنمية للقطاعات كافة من خلال اعلامنا الذي يجب ان نعيد إليه العز والنهضة”.