رأت وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الاعمال الدكتورة منال عبد الصمد نجد في حديث لبرنامج “حوار بيروت” مع الاعلامية ريما خداج حمادة عبر اذاعة “لبنان الحر” أن “الاعلام يلعب دورا اساسيا للتسويق للسياحة، الا ان لبنان ليس في حاجة للتسويق خصوصا بعدما نلحظ انطباع المغتربين حول حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال وجمال الطبيعة واعتدال المناخ والاماكن الاثرية والمحميات. كلها أمور علينا أن نسلط الضوء عليها في الاعلام، ولكن للاسف يمر الاعلام بوضع دقيق نظرا للظروف الصعبة التي تحيط بأخبارنا ما يصعب نقل الصورة المشرقة عن لبنان، ولكن على الرغم من كل هذه المصاعب باستطاعتنا الاضاءة على الفرص التي تخرج من كل التحديات والازمات التي نعيشها. وهناك في الوقت الحاضر قيمة اضافية للبنان لناحية الاسعار المنخفضة لمن يتعاملون بالعملات الاجنبية ما يجعل من لبنان محطة سياحية مميزة”.
وعن امكان تعاون وزارتي الاعلام والسياحة مع المحطات المحلية لتنظيم حملة اعلانية لجذب السياح في ظل غياب الموازنات لذلك، قالت عبد الصمد: “الموازنات مهمة في هذا الاطار وتساعد على تنفيذ المشاريع بشكل سريع وغني، لكن الاموال ليست كل شيء في كل محطات حياتنا ومن بينها هذه المشاريع. فاذا وضعنا الخطط والمشاريع من السهل تنفيذها من خلال المبادرات الفردية والاشخاص الحريصين على لبنان من القطاع الخاص ومن المجتمع المدني وحتى من المجتمع الدولي الذي يحب لبنان ويحرص عليه. وهذا ما لمسته من وزراء الاعلام العرب في خلال زيارتي الى القاهرة والذين ابدوا دعما وتعاطفا ومحبة كبيرة للبنان، وليس صعبا الحصول على التمويل عندما نجد الافكار والمشاريع اضافة الى ان لبنان يتغنى بثروته البشرية الاهم من اي ثروة مالية، وهذا ما يميزنا ويجعلنا نتكل على هذا الابداع في مجتمعنا لخلق افكار تستقطب السياح بشتى الوسائل وعبر الاعلام التقليدي او الرقمي. ونحن على تعاون دائم مع وسائل الاعلام وهي ايضا حريصة على لبنان من خلال برامجها التي تضيء على الاماكن السياحية والاثرية التي تشجع السياح للقدوم الى لبنان. ومن الضروري ان نسير معا على الموجة نفسها لاننا شركاء ولسنا بطرفين متناقضين”.
وعن وضع البنى التحتية في لبنان ومدى تلبيتها لطموحات السياح او المقيمين اعتبرت عبد الصمد “ان الاقتصاد دورة كاملة متكاملة ومترابطة. فالاقتصاد مرتبط بالسياحة وكذلك بالسياسة، والاقتصاد غني في بلدنا، ولكنه هش ويتأثر بأي متغيرات لا سيما المتغيرات السياسية التي تؤثر سلبا عليه، وبالتالي على السياحة، لذلك يجب تضافر الجهود بين الوزارات كافة، وليس فقط وزارتي السياحة والاعلام، للعمل على الكف عن التناحر السياسي وبناء اقتصاد قوي من خلال الاستقرار الامني وتجهيز المؤسسات السياحية لاستقبال السياح بظروف افضل، عندئذ يأتي السائح الى لبنان من تلقاء نفسه”.
وأشارت عبد الصمد الى أن “وسائل الاعلام تنقل عبر نشرات الاخبار واقع البلد الى الخارج، ونحن نمر بظروف صعبة، ولكن يمكن للاعلام ان يلعب دورا ايجابيا بأن يكون حياديا وموضوعيا في نقل الخبر وليس طرفا، وان يلتزم بميثاق الشرف الاعلامي الذي هو أهم من أي قانون لانه مبني على اسس راسخة تعزز الاقتصاد وغير مبني على امور مفروضة علينا، اضافة الى جزء آخر يجب ان يسلط الاعلام الضوء عليه هو الاعلام التخصصي كالاعلام الصناعي والتراثي وغيره، من خلال الاعلام الالكتروني ايضا الذي له تأثير كبير على العالم، ولكن من سلبياته عدم اعتماد اللغة العربية بشكل واسع وعدم تطرقه الى الامور الاقتصادية والثقافية التي من شأنها تشجيع السياحة”.
ووجهت عبد الصمد نداء الى وسائل الاعلام “للاضاءة على الجانب الايجابي من لبنان بعيدا عن السلبيات كالصورة التي نقلتها في اليوم العالمي للموسيقى التي اظهرت ان بالرغم من كل المصاعب والازمات باستطاعة لبنان ان يضيء على الامور الايجابية والجميلة فيه”.
واشارت الى انها شددت في كلمتها اثناء لقائها بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على “ضرورة تعاون وتضامن الدول العربية خصوصا في الازمات، وهي غير بعيدة عن اي بلد ونحن الآن نمر في صعوبات، ولقد وقفنا الى جانب الشقيقة مصر وسائر الدول العربية التي مرت بأزمات ونحن ننتظر ان تقف بدورها الى جانبنا، ولمسنا هذه الوقفة من خلال المساعدات الانسانية والتضامن. كما كانت كلمة للرئيس السيسي موجهة للبنان مباشرة اعرب فيها عن حزنه لرؤية لبنان ينهار في وقت كان متميزا في القطاعات كافة، وهذه صورة مخزية لنا، وان الحل يبدأ من الداخل بتعاون خارجي ودعم من الاصدقاء”.
واعتبرت أن “الزيارة كانت مهمة لجهة تكريس حضورنا في المحافل العربية والدولية وابراز اهمية لبنان ودوره واعادة بناء اواصر العلاقات والتعاون، خصوصا في ظل هذه الازمة وهذا ما لمسته من خلال دعم جميع الدول العربية للبنان والذي ترجم سواء بالطلبات العامة المرتبطة بكل الدول العربية بأن يكون دورنا في التركيز على الاعلام الالكتروني في دولنا العربية كما تمت الموافقة على طلبين لوزارة الاعلام الاول اقتراح “جائزة بيروت للانسانية” التي تهدف الى الاضاءة على كل عمل صحافي يدعو للانسانية بعد انفجار مرفأ بيروت وكذلك لتكريس العدالة، والاضاءة على كل عمل صحافي يراعي الحياد والشفافية، بحثا عن الحقيقة وتحقيقا للعدالة، ومن جهة اخرى اعلان “بيروت عاصمة الاعلام العربي” عام 2023 التي تحمل قيمة معنوية كبيرة وهدفها بناء شراكة استراتيجية مع الدول العربية والاضاءة على بيروت كعاصمة تجذب المؤسسات الاعلامية”.
وختمت عبد الصمد مشيرة الى ان “الامور تتراكم والبلد ينهار، ونحن نعتبر شهود زور في حال لم نتوصل الى حل سريع في اقرب وقت ممكن، ونحن جاهزون للقيام بأي عمل من اجل ذلك. وفي وزاراتنا نصرف أعمالنا على أكمل وجه، ولكن هناك قرارات يجب اتخاذها على صعيد الحكومة ككل”.