رغم تشديد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط على التسوية وتأكيده انها “ليست عيباً”، خصوصاً أمام هول الكارثة التي يتخبط بها لبنان مجددا الدعوة الى ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت، فإنه وللأسف تبدو كل الجهود والمساعي الهادفة لتشكيل الحكومة مفرملة، وقد ضاعت معها كل فرص الإنقاذ الممكنة لإعادة تفعيل القطاعات المتعثرة، والتي أثبتت حكومة تصريف الأعمال، رغم بيانها الدفاعي امس، عجزها عن معالجتها، كأزمة المحروقات والدواء والطحين وغيرها.
هذه الأجواء المشحونة جمدت المبادرة التي يقودها الرئيس نبيه بري لتشكيل الحكومة، وقد غادر الرئيس المكلف سعد الحريري الى الامارات، كما غادر المبعوث الأوروبي جوزيف بوريل دون ان يرشح شيئا عن زيارته، سوى التلويح بالعقوبات.
مصادر سياسية أكدت لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن “عملية تشكيل الحكومة عادت ليس فقط الى المربع الأول بل الى ما دون الصفر، فالأمور ازدادت تعقيداً فيما الأوضاع العامة في البلاد لا تبشّر بالخير وبات من الصعب في ظل هذا الخطاب السياسي التوصل الى تشكيل حكومة”.
من جهتها، وفي ظل الصمت التي يلتزم به حزب الله، رأت اوساط مقربة منه عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية انها “كانت تأمل أن يتقدم للمعنيين خطوة الى الأمام ويعملون وفق النصيحة التي تلقوها من المسؤولين الروس ومن قيادة حزب الله، أي المساعدة على تشكيل الحكومة وعدم تعقيد الأمور أكثر، ورمي الطابة في ملعب حزب الله”.
الأوساط قالت ان النائب جبران باسيل يعلم أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يؤيد الجهود التي يبذلها الرئيس بري لتشكيل الحكومة، “وهو لن يوفر جهدا لتوفير كل ما يلزم لإخراج البلد من هذه الأزمة عبر تشكيل حكومة تعمل على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وتكون مقبولة من الجميع. فالوقت اليوم هو للعمل وليس للمحاصصة وتقاسم المغانم”.
من جهتها، أعربت مصادر عين التينة عن انزعاجها الشديد من كلام باسيل، معتبرة عبر “الأنباء” الإلكترونية أنه لا يستأهل لا الرد ولا التعليق عليه، وأنها لم تكن تنتظر منه اكثر من ذلك، وأن خطابه لم يتغير منذ بداية الأزمة. المصادر استغربت “عدم مقاربة باسيل للأوضاع السيئة التي يعيشها اللبنانيون وحساباته دائما هي في غير مكان”.
وفي سياق الردود على كلام باسيل، اكتفى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة بالقول عبر “الأنباء” الالكترونية: “كلام باسيل وتّر الجو العام أكثر بكثير مما كان عليه، وعقّد تشكيل الحكومة وأحبط اللبنانيين”.
بدوره، عضو كتلة المستقبل النائب عثمان علم الدين ذكّر عبر “الأنباء” الالكترونية بالبيان الذي أصدره بيت الوسط بأن “باسيل أصغر من ان يُرد عليه”، لافتا الى انه “ليس هناك أي اجراء او قرار جديد قد يتخذه الحريري قبل أن يعلن بري انتهاء مبادرته او فشلها، وذلك من ضمن الالية التي يشدد عليها الحريري، اي حكومة اختصاصيين من دون ثلث معطل لأحد، وأما حجم الحكومة لم يعد مشكلة لديه ان كانت من 18 أو 24 وزيرا، فالعدد ليس مشكلة والمهم ان لا يكون فيها ثلثا معطلا”.
هذا ولا تزال الجبهة على اشتعالها على خط معراب، وقد أشار رئيس دائرة الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” شارل جبور عبر “الأنباء” الإلكترونية الى أن “باسيل اليوم بوضع مأزوم شعبياً وعلى المستوى المسيحي، فهو لا يستطيع أن يهرب من واقع مُعيَّن سوى من خلال إفتعال مواجهات علّه يستطيع أن ينسي الناس همومها التي يعيشونها يومياً، وهو بذلك يعتمد أسلوب شد العصب والمواجهات غير الحقيقية إعتقاداً منه أنه يحرف أنظار الناس عن الفشل الذي تسبب به، وهو يتقصد هذه المؤتمرات الصحافية علّه يعوض ما حل به بسبب العقوبات”، مضيفا “لقد أساء الى موقع رئاسة الجمهورية بأنه الحاكم والحكم، لقد تخلى عن موقعه وأهدافه للسيد حسن نصرالله في ذمية ما بعدها ذمية”.
وسأل جبور: “بأي حق يعطي وكالة للسيد حسن على حقوق المسيحيين، فيما نصرالله أساء لجميع اللبنانيين وفي طليعتهم المسيحيين من خلال ضرب الدولة ومنع قيام الدولة”، متهماً باسيل “بالقيام بتوزيع أدوار” و”يغطي سلاح حزب الله مقابل الوصول الى السلطة، فهو يستجديه من جهة أن يؤلف الحكومة وفق مصلحته وعلى حساب بري والحريري، وفيما أعلن نصرالله الوقوف على الحياد، ويريده لمصلحته ولا يبقى في الحياد، فبدلاً من أن يستقوي بموقع رئيس الجمهورية على غرار ما جرى في عهد الرئيس فؤاد شهاب يستقوي بالسلاح”، مضيفا “على الصعيد المسيحي هذا الخطاب هو خروج عن الخط اللبناني والمسيحي بعيداً عن سياسات الأمر الواقع بممارسته ضرب موقع رئاسة الجمهورية وضرب دور المسيحيين بعد أن كانوا المثل والمثال”.
الرئيسية / صحف ومقالات / الأنباء: لا المساعي المحلية ولا النصائح الخارجية تدفع التأليف.. عودة الى ما دون الصفر
الوسومالأنباء التأليف الخارجية الصفر المحلية المساعي النصائح تدفع عودة