أطلقت مؤسسات المياه الاربع الرئيسية في لبنان، بالشراكة مع منظمة اليونيسف وبدعم من الاتحاد الأوروبي، حملة “المي ببلادنا لولادنا..بالشراكة منحميها”، في مؤتمر صحافي عقد في وزارة الاعلام، برعاية وزيري الاعلام والطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال الدكتورة منال عبد الصمد نجد والطاقة والمياه ريمون غجر. وتهدف الحملة الى “حماية إمدادات المياه الثمينة في لبنان للأجيال القادمة وتعزيز أهمية المياه كمورد منقذ للحياة وتعزيز التعاون مع المجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلد لحماية المياه”.
حضر المؤتمر المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة مياه البقاع المهندس رزق رزق، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الشمالي خالد عبيد، ورئيس مجلس الإدارة المديرالعام لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي الدكتور وسيم ضاهر، بالإضافة إلى فريق العمل وإعلاميين.
عبد الصمد
بداية، تحدثت الوزيرة عبد الصمد مرحبة “بالوزير الصديق الدكتور ريمون غجر، وأشكره على المبادرة والثقة بتكامل أدوار وزارة الطاقة والمياه والمؤسسات التابعة لها ووزارة الإعلام بكافة مديرياتها من “الوكالة الوطنية للإعلام” و”الاذاعة اللبنانية” و”الدراسات” فضلا عن تلفزيون لبنان لخدمة المواطن، واليوم نريد إيصال رسالة في موضوع حيوي عنوانه: المياه”.
وقالت: “بحسب منظمة الصحة العالمية، هناك حاجة الى ما بين 50 و100 ليترا من الماء للفرد يوميا لضمان تلبية معظم احتياجاته الأساسية التي تشمل الشرب، والصرف الصحي الشخصي، وإعداد الطعام، والنظافة الشخصية والمنزلية، الخ. لذا يجب اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية أمننا المائي في لبنان وحقنا المشروع في الحياة”.
اضافت: “المي ببلادنا لولادنا… بالشراكة منحميها”، “هو عنوان الحملة الإعلامية- الإعلانية التي تطلقها اليوم وزارة الإعلام ووزارة الطاقة والمياه بالشراكة مع المنظمات الدولية الداعمة، وهي اليونيسف والاتحاد الأوروبي. هذه الحملة هدفها إدارة الاستخدام الجيد والرشيد للمياه. التي تشكل ثروتنا الزرقاء التي يجب المحافظة عليها”.
ورحبت عبد الصمد بممثلي المؤسسات العامة للمياه “على جهودهم وجهود كافة المدراء والموظفين في إدارة الموارد المائية”، وقالت: “اريد الإضاءة على سعي مؤسسات المياه، من خلال إطلاقها لهذه الحملة، على تأكيد التزامها بتوفير خدمة المياه العامة وفق أفضل المعايير الوطنية، اريد الاضاءة على القررات المهمة التي أصدرتها مؤسسات المياه – “ولازم” يكون لمسها المواطن، وهي متمثلة بالتخفيضات المهمة على رسم الاشراك الجديد والتسهيلات المالية في دفع فاتورة المياه السنوية بأقساط مريحة لجميع المشتركين. هذا ينم عن حسن نية ويندرج في سياق التضامن والوقوف الى جانب المواطنين في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة والتي تشكل بداية لبناء شراكة متينة ومستدامة”.
كما رحبت بممثلي اليونيسف والاتحاد الأوروبي “على دعمهما المستمر للمؤسسات العامة للمياه في لبنان سواء في بيروت وجبل لبنان أو في الجنوب والبقاع والشمال، من خلال المساهمة في إنشاء شبكة خزانات حديثة على مساحة الجغرافيا اللبنانية وفي تركيب عدادات تساعد على ترشيد المصروف. هذه الأدوار الإيجابية ليست جديدة على اليونيسف. هنالك العديد من المساهمات البناءة والمفيدة لها في كل الوزارات”.
وقالت: “سبق وتعاونا في وزارة الإعلام مع اليونيسف في عدة مشاريع ولا يزال التعاون مستمرا، ومشاريعنا المشتركة تركت بصمة مشرقة كالحملة الإعلامية لمكافحة وباء كورونا، وحملة تلقي اللقاح ضد الوباء، بالإضافة إلى الصفحة الالكترونية Fact-check Lebanon والمؤتمر الوطني الخاص بها وغيرها. كذلك، يساهم الإتحاد الأوروبي بشكل فعال في الدعم ويلعب أدوارا إيجابية، وحاليا نتعاون معه في موضوع الأمن السيبراني، وسيكون لنا لقاءات وورش تدريبية لاحقة للتوعية حوله”.
وتابعت: “أما الإعلام وكل الطاقم الاعلامي، فأنتم الشريك والمتعاون والحاضر الدائم في كل الظروف، ونعول عليكم في نشر التوعية والتثقيف والتوجيه لضمان نجاح هذه الحملة “المي ببلادنا لولادنا… بالشراكة منحميها”، وهذه الشراكة التي نتناقلها عبر الاجيال. نحن نعرف ان الاعلام يستطيع احداث كل الفرق وتنمية المسؤولية الاجتماعية لدى المواطنين. التحية والتقدير للجهود الكبيرة والإستثنائية لكل الطاقم الإعلامي”.
واكدت “ان الاعلام مثلما هو روح أي خبر أو حدث أو مشروع، فإن الماء هي روح الحياة، وهي نعمة، علينا أن نحافظ عليها وان لا نهدرها. إذا استهلكت المياه باعتدال فستبقى لنا وللأجيال المقبلة”. وقالت: “علينا جميعنا التعاون لتحريك مياه ترشيد الإستهلاك الراكدة. إن حماية مياهنا تبدأ من تصرفاتنا الحياتية اليومية، سواء من المنزل، أو المدرسة، الجامعة، العمل، الأماكن السياحية، الخ. هناك إرشادات وعادات ونصائح ورسائل معينة، بسيطة لكنها بالغة الأهمية، يمكن اعتمادها لتجنب هدر المياه. وهنا أهمية ان نغطس ب “الإعلام المائي” لزيادة “التوعية المائية” حول ضرورة ترشيد استخدام الماء والحفاظ على مياهنا من التلوث والتعديات والنفايات والمواد السامة على أنواعها، لا سيما وأن عبء تلوث المياه يقع بشكل أساسي على النساء والأطفال في المجتمع، وبالتالي يجب تأمين شروط صحية مائية سليمة للجميع ولهم تحديدا”.
اضافت: “يهمنا التركيز على الشراكة بين مؤسسات المياه وجميع أفراد المجتمع لأن العلاقة بينهما تستمر مدى الحياة، والطرفان بحاجة إلى التعاون الدائم بينهما ما يساهم في تحقيق الأمن والسلم الاجتماعي. لذلك، أدعو المواطنين للتجاوب والتعاون لأن مؤسسات المياه هي منهم ولهم”.
واشارت الى انه “في أوقات Covid-19 تبرز الحاجة الى النظافة واستهلاك المياه أكثر من أي وقت سابق. وعلى الرغم من ذلك، علينا المكافحة طوال فترة إنتشار الجائحة وما بعدها، لمواكبة متطلبات توفير مياه الشرب الآمنة وبيئة نظيفة آمنة تحمي ثروتنا المائية”.
وختمت: “لا بد من التعبير عن تقديرنا للأدوار البناءة التي تلعبها وسائل إعلامنا، كما على الجهود المبذولة من وزارة الطاقة والمؤسسات التابعة لها والعاملين فيها والمنظمات الدولية المساعدة في هذا الظرف الحساس من عمر الوطن. اكيد، وليس مستغربا أن يكون الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة هو “ضمان التوافر والإدارة المستدامة للمياه والصرف الصحي للجميع”.
غجر
وتحدث الوزير غجر موجها الشكر الى “جميع القيمين على حملة “الميّ ببلادنا لولادنا.. بالشراكة منحميها” التي أطلقتها مؤسسات المياه في لبنان بالشراكة مع منظمة اليونيسف وبدعم من الاتحاد الأوروبي، والى جميع الذين شاركوا في إنجاز هذا العمل وسط الظروف الصعبة والاستثنائية التي تمر بها البلاد”، متمنيا “أن تحصد هذه الحملة النجاح المرجو وتلقى كل الإيجابية والتعاون من قبل المواطنين، نظرا الى أهمية المياه في حياتنا”.
وقال: “من هنا، أشدد على أهمية التعاون بين مؤسسات المياه والقيمين عليها وبين الوزارة من جهة لناحية تحسين القطاع والارتقاء به إلى أعلى المستويات، والعمل معا لإطلاق وتنفيذ مشاريع مستدامة تؤمن المياه للمواطنين بشكل دائم وتحافظ عليها، ومن جهة ثانية أهمية الشراكة على كافة المستويات بين الوزارة ومؤسسات المياه وبين المنظمات الدولية الداعمة للهدف عينه. كما أثني على الجهود التي يبذلها مديرو المؤسسات والموظفين لتأمين أفضل الخدمات للمواطنين في كل المناطق، رغم الظروف الصعبة والتحديات التي يواجهونها في عملهم اليومي ان كان بسبب جائحة كورونا أو بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعانيها المؤسسات، لناحية تكلفة أعمال الصيانة وتنفيذ المشاريع والجباية، خصوصا وأن كثيرين لا يعرفون ان مؤسسات المياه هي مؤسسات عامة مستقلة ماليا وإداريا، وهي تعتمد كليا على الجباية في تشغيل منشآتها وشبكاتها ودفع رواتب موظفيها، من هنا أهمية الشراكة بينها وبين المواطنين، لضمان استمرارية عملها وبالتالي توفيرها المياه للأجيال القادمة”.
اضاف: “من خلال هذه الحملة، تسعى مؤسسات المياه الى تأكيد التزامها بتوفير خدمة المياه العامة وفق أفضل المعايير الوطنية وإلى وقوفها الدائم إلى جانب المواطنين، ومساندتهم في مختلف الظروف لتخفيف العبء عن كاهلهم، وذلك عبر قرارات عدة أصدرتها أبرزها: التخفيضات المهمة على رسم الاشتراك الجديد، التسهيلات المالية في دفع فاتورة المياه السنوية التي تنم عن حسن نية وتندرج في سياق التضامن والوقوف إلى جانب المواطنين في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة وتشكل بداية لبناء شراكة متينة ومستدامة. وسيتمّ تسليط الضوء على هذه القرارات المتخذة من قبل المؤسسات، اضافة الى أهمية المياه في حياتنا وكيفية تعامل المواطنين مع هذه الخدمة وأهمية ترشيد المياه، عبر أدوات دعائية ترويجية متعددة في مختلف وسائل الاعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لكل مؤسسة من مؤسسات المياه”.
وختم: “اجدد شكري الى جميع القيمين على هذه الحملة، متمنيا لها النجاح لما فيه مصلحة المواطنين للحصول من دون منة من أحد على أبرز حقوقهم ألا وهو المياه الذي يشكل المصدر الرئيسي للحياة، مؤكدا العمل معا مع المؤسسات ومع المنظمات الدولية لتحسين قطاع المياه في لبنان وتوفيرها بشكل مستدام”.
الاتحاد الاوروبي
من جهته، لفت مدير برنامج المياه والصرف الصحي في الاتحاد الأوروبي في لبنان ميشال بييرباولي إلى “المشاركة التقليدية المستمرة للاتحاد الأوروبي في قطاع المياه لتعزيز عمل مؤسسات المياه، الأمر الذي يضعهم في مكانة أفضل للاستجابة لحاجات المواطنين من ناحية الخدمة والمساءلة. ازداد الدعم بشكل أكبر خلال العام الماضي لضمان استمرارية الخدمة العامة قدر الإمكان في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها لبنان”، معتبرا انه “لضمان الاستدامة لا بد من تعزيز الثقة بين المواطن ومقدمي الخدمات العامة”، وقال: “نحن نعتبر أن هذه الحملة خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح”.
اليونيسف
وقال رئيس قسم المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في اليونيسف أوليفييه ثونيت: “رغم تأثير ندرة المياه على الجميع، لا أحد يعاني منها أكثر من الأطفال الأشد ضعفا. دعمت اليونيسف قطاع المياه في لبنان على مر السنين لضمان الوصول العادل للمياه الصالحة للشرب إلى الجميع، وخصوصا للأطفال والأسر التي تعيش في المجتمعات الضعيفة. اليوم، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي، تؤكد اليونيسف من جديد التزامها بدعم مؤسسات المياه لضمان توصيل خدمات المياه والصرف الصحي حيث تكثر الحاجة إليها، لا سيما في هذه الأوقات من انتشار فيروس كوفيد – 19”.
جبران
وشدد رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة بيروت وجبل لبنان على “أهمية التعاون في تحقيق الأهداف المشتركة والتضامن الذي يمكن من خلاله صنع الكثير والمحافظة على الموارد المائية على المدى الطويل”. كما أكد “وقوف المؤسسة الدائم إلى جانب المواطن خصوصا في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة وجائحة كوفيد-19، منوها بالجهود الكبيرة المبذولة من قبل موظفي المؤسسة خصوصا في هذه المرحلة”.
رزق
بدوره أثنى رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة مياه البقاع على “الجهود الملفتة لموظفي مؤسسة مياه البقاع ومؤسسات المياه عامة خلال الظروف الاستثنائية، التي تمر بها البلاد”، مشددا على “إصرار فرق عمل المؤسسات على إتمام مهامها رغم تفشي فيروس كورونا (COVID-19)، ورغم تدني مستوى المعيشة ومشاكل الكهرباء والوقود للحفاظ على المرفق الحيوي العام وتأمين خدمة المياه للمشتركين”.
عبيد
وأكد رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الشمالي “أهمية هذه الحملة لما تتضمن من رسالة شراكة وبلورة رؤى مستقبلية. فالمياه تراث وميراث، تحفظهما جهود عمال وموظفي ومهندسي المؤسسة الذين واظبوا على تكريس كل طاقاتهم لخدمة المواطنين في هذه الظروف المعيشية العصيبة، وانتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)”. وقال: “إن التعاون الدؤوب والشراكة بين المواطن والمؤسسة، هما القوة الحقيقية لتحريك عجلة المياه، فالمياه هي الحياة”.
ضاهر
وشدد رئيس مجلس الإدارة المدير العام لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي على “أهمية رسالة الشراكة التي تتضمنها الحملة، وعلى سعي المؤسسة المتواصل لتأمين كافة التسهيلات الممكنة للمواطنين وعلى ضمان استمرارية التغذية بالمياه رغم كل الظروف المحيطة والضاغطة”. وأثنى على “جهود المهندسين والموظفين والعمال التي أثمرت “استمرارية التغذية بالمياه” رغم كل الظروف الاقتصادية والصحية القاسية، وساهمت في إنجاز باقة التسهيلات والتخفيضات والاجراءات الادارية اللازمة خلال فترة قياسية لضمان استفادة المواطنين بشكل فوري منها”.
مؤسسات المياه
واكدت مؤسسات المياه، في بيان، انها “تسعى من خلال إطلاقها لهذه الحملة الى تأكيد التزامها بتوفير خدمة المياه العامة وفق أفضل المعايير الوطنية والدولية وإلى وقوفها الدائم إلى جانب المواطنين، ومساندتهم في مختلف الظروف لتخفيف العبء عن كاهلهم، كونها جزءا من المجتمع وتعمل لأجله لتوفير المياه وتقديم أفضل الخدمات”، مشيرة إلى أنها تؤمن وبشكل راسخ بأهمية بلورة رؤى مشتركة وبناء علاقة شفافة غايتها الأساسية الحفاظ على المياه والاستمرار في تأمينها. ونوهت مؤسسات المياه بجهود العاملين لديها لا سيما في ظل جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19) والذين من خلالهم استطاعت توفير أفضل خدمة ممكنة في ظل ظروف تشغيل استثنائية، وذلك إيمانا منها بأهمية الشراكة وتعزيزا للمسؤولية المشتركة التي تجمع بين المؤسسات والمشتركين لديها بهدف الحفاظ على ثروة المياه في لبنان للجميع وبطريقة مستدامة وبما يسمح بتحقيق الاستفادة منها من جيل إلى جيل”.
واكدت ان “التعاون هو الخطوة الأولى التي تضمن نجاح هذه الشراكة وتناقلها بين الأجيال والركيزة الأساسية القادرة على توسيع القدرات وتحقيق الأهداف المشتركة”.
وأعلنت ان “الحملة تستمر لمدة شهر لإعلام الجمهور بالخدمات المتاحة، ودعوته للتواصل مع المؤسسات في مناطقه عبر الخطوط الساخنة الخاصة به حيث يمكنه الحصول على مزيد من التفاصيل حول الحسومات على الاشتراكات الجديدة وتسهيلات الدفع المقدمة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم مشاركة الجمهور في التفاصيل المتعلقة بالحسومات والإجراءات عبر المواد المطبوعة وعبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بكل مؤسسة”.
وفي ختام المؤتمر تم عرض فيديو عن الحملة.