توجّهت الأنظار اللبنانية والعربية والدولية إلى غزة والمجزرة المتمادية التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، في ظلّ إدانات واسعة وتنديد كبير، وترافق التركيز على المواجهة القائمة مع تركيز مماثل على الحدود الجنوبية اللبنانية، على أثر إطلاق ثلاثة صواريخ، وتوجّه مجموعات إلى الحدود للتضامن مع الفلسطينيين، الأمر الذي ولّد المخاوف من تمدّد النزاع في اتجاه لبنان، على الرغم من التضامن المطلق مع الشعب الفلسطيني في أرضه. وقد تراجع الشأن اللبناني في الأيام الأخيرة بسبب عطلة عيد الفطر المبارك، ومعاودة النشاط السياسي ابتداء من اليوم لن يبدِّل كثيراً في الصورة السياسية، لأنّ القوى المعنية بتأليف الحكومة في إجازة مفتوحة أساساً، وحتى تصريف الأعمال الذي يجب ان يكون الشغل الشاغل للحكومة المستقيلة من أجل تخفيف المعاناة على اللبنانيين بالكاد تمارسه وفي حدود رفع العتب، وبالتالي إستئناف الحركة السياسية لن يغيِّر في مسار الأمور، في ظل عجز الدفع الخارجي والداخلي عن كسر حلقة الفراغ.
وبالتزامن مع أحداث غزة والقدس، ارتفعت بعض الأصوات الداعية إلى تسريع التأليف، من منطلق عدم جواز استمرار الفراغ في ظل تصاعد وتيرة العنف والخشية من ارتداداتها على الداخل، على وقع أزمة مالية مفتوحة تستدعي أساساً القيام بالمستحيل لمواجهتها عن طريق تشكيل الحكومة التي تشكّل وحدها حزام الأمان المطلوب لبنانياً ودولياً بغية إعادة ترسيخ الاستقرار السياسي والمالي.
وفي الوقت الذي كان أبدى فيه محيط الرئيس المكلّف سعد الحريري عن نياته للاعتذار بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، عاد وتراجع هذا المحيط نفسه عن هذا التوجّه، مستعيداً الأدبيات السابقة الرافضة مبدأ الاعتذار، ولكن الجديد على هذا المستوى بدء التداول بأسماء شخصيات للتكليف على رغم تأكيدها المعلن انّها في غير هذا الوارد، ولم يعرف ما إذا كان التداول بهذه الأسماء هدفه المناورة السياسية والرسائل الموجّهة من بعبدا إلى ”بيت الوسط”، أم انّ الهدف منها جسّ النبض والنيات في أكثر من اتجاه، خصوصًا في ظلّ ترسُّخ الانطباع انّ احتمالات التعاون بين رئيس الجمهورية ميشال عون والحريري باتت مستحيلة، وانّ الفراغ سيبقى سيِّد الموقف حتى نهاية العهد، في حال أصرّ الحريري على رفض الاعتذار وربطه باستقالة عون.
وعلى الرغم من غياب اي مؤشرات عملية في الملف الحكومي، إلّا انّ باريس وأوروبا من خلفها، ما زالت تضغط، ملوّحة بالعقوبات التي وكأنّها أصبحت ولادتها على قاب قوسين أو أدنى، خصوصًا انّ الوضع المالي حافظ على وتيرة تراجعه المتواصل، ولا حلّ سوى بإنهاء حلقة الفراغ، فيما لا يُعرف ما إذا كان هناك ما تتمّ حياكته في الكواليس الخارجية والداخلية، لأنّ أكثر من مؤشر أوحى بوجود حركة بعيدة من الأضواء وتُطبخ على نار هادئة.
عون واعتذار الحريري
وتعليقاً على جملة من المواقف والتسريبات التي حفلت بها عطلة الصحف تزامنًا مع عطلة الفطرالسعيد، رفضت مصادر مطلعة على اجواء رئيس الجمهورية عبر “الجمهورية” قول احداها، انّه يتحمّل المسؤولية عن عدم تشكيل حكومة جديدة كُلّف الحريري تشكيلها قبل اشهر عدة، ولم تكتمل فصولها بعد. كذلك اكّدت هذه المصادر، انّ عون لم يشأ يومًا الوصول الى مرحلة دفع الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة الى الاعتذار عن التأليف، ولفتت الى انّ هذه الأخبار والسيناريوهات مفبركة.
واشارت هذه المصادر، الى “انّ من روّج لمثل هذه السيناريوهات كان من محيط الحريري نفسه ومن اهل البيت “المستقبلي” والمسؤولين الكبار في تيار “المستقبل”، وخصوصًا في الفترة التي سبقت زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الاخيرة للبنان، وهي لم تفهمها سوى تبريرًا للفشل في إمكان توصّل الحريري الى تشكيلة حكومية متكاملة ترضي الكتل النيابية وتضمن الثقة لها، ولأسباب اخرى لم يعد بعضها مجهولًا وقد تمادى كثر في شرحها وتفنيدها”.
ودخلت المصادر نفسها في التفاصيل وقالت لـ”الجمهورية”، انّ عون دعا الحريري اكثر من مرة الى اعادة النظر في التشكيلة الوزارية التي حملها اليه في 9 كانون الاول من العام الماضي، في الشكل الذي يضمن ولادة طبيعية لها، وتتلاقى ومجموعة المعايير التي وضعها رئيس الجمهورية وشرحها في أكثر من مناسبة. كما أنّه، اي الحريري، لم يتجاوب مع دعوات كثر من الاصدقاء لزيارة عون منذ فترة، للتشاور معه في العقبات التي تحول دون ولادة الحكومة. وهو على الرغم من كل هذه المحطات التي يتذكّرها اللبنانيون ينتظر منه مبادرة يتحدث فيها عن التشكيلة الحكومية المنتظرة، ولم يرد يومًا اعتذاره، على رغم مجموعة الروايات التي نفتها بعبدا اكثر من مرة، تارة بوجود نية بمخاطبة مجلس النواب لسحب التكليف او بوسائل اخرى. فما هو ثابت لدى رئيس الجمهورية انّ مثل هذه الخطوة تعود للحريري شخصيًا”.
واكّدت المصادر، انّ عون “فاتح اكثر من سياسي برغبته في التفاهم مع الحريري منذ ان كلّفه مجلس النواب مهمة التأليف وفق الآلية الدستورية، وانّه ليس في وارد الانقلاب على الدستور، وما هو مطلوب منه واضح وصريح تحدثت عنه مهمّة التكليف، وهي صيغة حكومية ترتكز على الميثاقية والتوازن الوطني الذي يحقق الشراكة الكاملة، وهي صيغة لم توفرها التشكيلة الاولى التي تقدّم بها الحريري. وهو امر ثابت ويشهد عليه المسؤولون الفرنسيون الذين قاموا بأكثر من خطوة في اطار مبادرة يدّعي الجميع انّهم وافقوا عليها. فلماذا لم يقوموا بما هو مطلوب منهم؟”.
رسالة عون لماكرون
وكانت عطلة نهاية الفطر قد شهدت لقاء جمع عون مع السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو، التي سلّمها رسالة خطية الى نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، تتناول العلاقات اللبنانية – الفرنسية والتطورات الأخيرة، حسب بيان للمكتب الاعلامي في قصر بعبدا.
وكشفت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ هذه الرسالة ليست بديلاً من حديث غير صحيح عن النية بإيفاد عون موفد خاص الى العاصمة الفرنسية، وانّه خاطب الرئيس ماكرون خطيًا بمضمون بعض الافكار التي تفسّر موقفه من سلسلة الافكار التي رافقت طرح المبادرة الفرنسية، ويبدو لعون انّها كانت تحتاج الى توضيحات في جوانب عدة منها. وقالت المصادر، انّها شكّلت خطوة لاستكمال الاتصالات المستمرة بين عون وماكرون، وإن كان مضمونها يبقى ملكاً للرئيس الفرنسي، فإنّها كانت ضرورية بعد المواقف التي اطلقها لودريان في ختام زيارته لبيروت وما نُسج من حولها.
عون يعايد بري
وفي خطوة وصفت بأنّها كسر لحالة الجمود بين بعبدا وعين التينة، علمت “الجمهورية” انّ عون إتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري وهنأه بحلول عيد الفطر، وكان الاتصال مناسبة لمناقشة التطورات الاخيرة وتبادلا خلاله الآراء في ما يمكن القيام به للخروج من المأزق الراهن.
ولم تشأ المصادر التي اطلعت على مضمون الاتصال التوسع اكثر في ما دار فيه من احاديث، سوى انّها شملت التعقيدات الاخيرة المطروحة وسبل مواجهتها على اكثر من مستوى، ولا سيما منها تلك التي تقض مضاجع المواطنين.
الحريري أرجأ عودته
وفي هذه الاجواء، قالت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”، انّ الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة لن يعود الى بيروت في نهاية عطلة عيد الفطر، وهو سيمضي بضعة ايام قد تمتد الى اسبوع إضافي.
وقالت مصادر كانت على تواصل معه قبل سفره الاربعاء الماضي عشية عيد الفطر، انّه سيبقى غائبًا عن بيروت لاسبوعين، وانّ لديه برنامجًا حافلًا من اللقاءات في الخارج، من دون الكشف عمّا اراده منها واهدافها، إلّا انّها وضعت في إطار حراكه الخارجي الذي لم يتوقف بعد، إستعدادًا لمرحلة ما بعد تشكيل الحكومة.
شكري
وكان المكتب الاعلامي للحريري قد اعلن السبت الماضي عن تلقّيه اتصالّا هاتفيًا من وزير الخارجية المصري سامح شكري “تناولا في خلاله تطورات الوضع المتأزم في لبنان وجهود الرئيس الحريري لتشكيل حكومة قادرة على الخروج بلبنان من الوضع الاقتصادي الحرج الذي يعاني منه”.
وأكّد شكري “حرص مصر على التنسيق مع الرئيس الحريري والقيادات السياسية اللبنانية، من أجل تجنيب الشعب اللبناني الكثير من المشكلات في حال لم يتمّ تشكيل حكومة قادرة تشمل ذوي الاختصاص في مجالاتهم”.
وقد عرض شكري مع الحريري “تطورات الوضع الإقليمي في ضوء المواجهات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، والجهود التي تبذلها مصر لإنهائها”.
تعميم فلسطيني
وفي تعميم داخلي اطلعت عليه “الجمهورية”، عمّمت قيادات فلسطينية في مخيمات الجنوب وشرق صيدا رسالة على فصائلها قالت فيه، انّ “حزب الله” ابلغ الى قياداتها بضرورة التنبّه الى عدم قيام اي مجموعة بأي عمل نحو الاراضي الفلسطينية المحتلة انطلاقًا من جنوب لبنان.
وتضمن التعميم تحميلاً من الحزب للقيادات الحزبية وقادة الفصائل المسؤولية عن اي حادث متهور يمكن ان يقود الى اي مواجهة مع اسرائيل في توقيت لا يريده.
مواقف
وفي المواقف، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “السلطات في لبنان إلى ضبط الحدود اللبنانية – الإسرائيلية ومنع استخدام الأراضي اللبنانية منصّة لإطلاق الصواريخ”، وقال: ”حذار أن يتورط البعض مباشرة أو عبر أطراف رديفة في ما يجري، ويعرًّضون لبنان لحروب جديدة. لقد دفع اللبنانيون جميعًا ما يكفي في هذه النزاعات غير المضبوطة. توجد طرق سلمية للتضامن مع الشعب الفلسطيني من دون أن نتورط عسكرياً. فمن واجب لبنان أن يوالف بين الحياد الذي يحفظ سلامته ورسالته، ويلتزم في تأييد حقوق الشعب الفلسطيني”.
واعلن الراعي في قداس لراحة نفس المثلث الرحمة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، في الذكرى الثانية لرحيله “بإسم الجميع رفضنا وعدم قبولنا بتاتاً بأن تُمعن الجماعة السياسية في قهر الناس وذبح الوطن، وأن تتفرج على العملة الوطنية تفقد أكثر من 85% من قيمتها”، وقال: “لا نقبل بتاتاً بأن تذهب أموال دعم السلع إلى المهرّبين والميسورين والتجار، وأن يشتبك المواطنون في المتاجر على شراء السلع، وأن تُفقد الأدوية والمواد الغذائية والوقود، كما لا نقبل بتاتاً المس باحتياطي المصرف المركزي فتطير ودائع الناس، ولا نقبل بتاتاً أن تبقى المعابر البرية الحدودية مركزاً دولياً للتهريب، والمطار والمرفأ ممرّين للهدر الموصوف، وأن يستمر الفساد في أسواق الطاقة والكهرباء ويدخل لبنان عصر العتمة”.
حكومياً، رأى الراعي “انّ بعض المسؤولين عن تأليف الحكومة يتركون شعوراً بأنّهم ليسوا على عجلة من أمرهم، وكأنّهم ينتظرون تطورات إقليمية ودولية، فيما الحل في اللقاء وفي الإرادة الوطنية. أي تطورات أخطر من هذه التي تحصل حولنا الآن؟”.
عوده
ومن جهته، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قال في عظة الأحد، إنّ “المطلوب هو تعاون من أجل الإنقاذ، وتحصين البلد من تداعيات الصراعات الخارجية بالتضامن الداخلي والتفاهم من أجل مصلحة لبنان؟”.
ورأى أنّه “أمام تعاظم الأخطار المالية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية لا بدّ من تنازلات من قِبل المسؤولين”. وسأل: “هل أصبحت السياسة تجارة تبتغي الأرباح والمنافع عوض الخدمة؟ معيب حقًا ومخجل أن يكون بلدنا في هذا الوضع المزري، ولا نشهد خطوة إنقاذية واحدة، أو تلاقيًا بين المسؤولين من أجل مناقشة الوضع وابتداع الحلول. نسمع بين وقت وآخر من يتكلم عن محاولة لجمع الأطراف قد فشلت، أو عن سعي لجمعهم لم ينجح. هل هكذا تدار الأوطان؟ وهل الحرد أو المقاطعة مسموحان في ظرف عصيب كالذي نعيشه؟ الحكومة المستقيلة عاجزة ليس فقط عن إدارة البلد، بل حتى عن وقف الإنهيار أو إدارته، ولم نشهد منذ أشهر إرادة حقيقية لتأليف حكومة تحاول اتخاذ إجراءات سريعة تضع البلد على طريق الإنقاذ. هل مسموح أن يعادي مسؤول مسؤولًا، أو أن يمتنع عن الإجتماع به لاتخاذ الخطوات الضرورية؟ هل يعي من يتولون تعطيل البلد وعرقلة الحلول أنّهم يرتكبون خطأ مميتًا في حق الوطن والمواطنين؟”.
تحركات تضامنية
وباشرت فرق اسرائيلية بعملية صيانة للشريط الفاصل والكاميرات التي حطّمها المتضامنون مع الشعب الفلسطيني أمس الأوّل مقابل بلدة كفركلا، وعمدت الى إزالة الأعلام الفلسطينية التي رُفعت على الشريط الفاصل، في ظل استنفار كثيف للجيش اللبناني ودوريات لقوات “اليونيفيل”.
وكانت الحدود الجنوبية شهدت أمس، لليوم الثالث على التوالي، تحركات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في المواجهات التي يخوضها ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي، حيث أقامت مجموعات من المتضامنين من مختلف الاحزاب والتيارات اللبنانية والفصائل الفلسطينية، مهرجانات تضامن، أحرقت خلالها العلم الاسرائيلي ورفعت اعلامًا فلسطينية وحزبية عند مفاصل مختلفة من الشريط الحدودي، ما دفع جيش العدو الاسرائيلي الى الاستنفار لنزع هذه الأعلام.
وفي السياق، نفذّ أمس أنصار تيار “المستقبل” وقفة تضامنية في بلدة مروحين. وأوقف الجيش اللبناني شخصاً حاول التسلّل نحو جدار الإسمنت الفاصل في بلدة العديسة الحدودية. فيما أطلق الجيش الاسرائيلي النار على متظاهرين فلسطينيين تسلقوا الجدار الاسمنتي في البلدة واقتلعوا كاميرات التجسس المثبتة على البرج الحديدي فوق الجدار.
وأصيب الفلسطيني عبد القادر “م. م” بجروح، بعدما سقط من أعلى هذا الجدار، إثر إطلاق الجنود الاسرائيليين النار عليه من دون إصابته.
وأعلنت قيادة “اليونيفيل”، في بيان، أنّ “جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل موجودون على الأرض ويعملون بتنسيق وثيق مع شركائنا الاستراتيجيين، القوات المسلحة اللبنانية، الذين يعملون على مدار الساعة لتوفير الأمن في المنطقة منذ بداية التظاهرات، ونحن معاً على الأرض لتخفيف حدة التوتر والحيلولة دون تصعيد الوضع أكثر”. وأضاف: “إنّ آليات الارتباط والتنسيق التي نضطلع بها في اليونيفيل يتمّ استخدامها في شكل كامل. وضباط الارتباط لدينا ينسقون مع كلا الجانبين لتجنّب أي سوء فهم وضمان بقاء الوضع مستقرًا. ومن ناحيته، رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مباشر مع كل من الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي”. وختم: ”فتحنا تحقيقًا في هذه الحوادث الأخيرة على طول الخط الأزرق، ونواصل حث الجميع على ضبط النفس”.
كورونا
صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي أمس، حول مستجدات فيروس كورونا، تسجيل 307 إصابات جديدة (304 محلية و3 وافدة) ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات الى 535753 إصابة. كذلك تمّ تسجيل 18 حالة وفاة جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 7620 حالة.
الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية : حديث عن حركة قيد الطبخ… و”العقوبات الأوروبية” قاب قوسين أو أدنى
الوسومالجمهورية العقوبات الأوروبية