الرئيسية / صحف ومقالات / الجمهورية : التأليف معلّق.. ومخاوف من تطوّرات ‏المنطقة .. والسعودية تحض على ‏الاصلاحات
الجمهورية

الجمهورية : التأليف معلّق.. ومخاوف من تطوّرات ‏المنطقة .. والسعودية تحض على ‏الاصلاحات

يمكن اختصار المشهد الحكومي، مع بدء الشهر الثاني من المماحكات ‏حوله، بأنّه أصبح تحت رحمة وقت ضائع يُهدَر عن سابق تصوّر ‏وتصميم، الّا إذا حصلت معجزة أخرجت ملف التأليف من حلبة النكد ‏السياسي المُتبادل، وفرضت على شريكَي التأليف، أي رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، ‏مقاربة واقعية لهذا الملف، تُحاكي حاجة البلد الملحّة الى حكومة، لم ‏تعد وظيفتها محصورة بمحاولة معالجة الازمة الاقتصادية وكلّ ما ‏تفرّع عنها من أزمات في شتى المجالات، بل لعلّ مهمّتها الاساس، ‏هي محاولة تحصين البلد، بما أمكَن لها، أمام ما قد تشهده المنطقة ‏من عواصف وتطوّرات دراماتيكيّة بدأت تحوم في أجوائها، والعالم ‏بأسره بات قلقاً من مفاجآت عسكريّة أميركيّة، وتحديداً في اتجاه ايران ‏قبل تسلّم الإدارة الأميركيّة الجديدة مهامها في البيت الأبيض في 20 ‏شباط المقبل.‏

الاعلام الاميركي كان أّول مَن كشفَ عن رغبة لدى إدارة دونالد ترامب ‏بالقيام بإجراء عسكري نحو ايران وحلفائها، والإعلام الغربي يعكس ‏حقيقة أنّ العالم كلّه بدأ يقارب “المفاجآت الاميركيّة” وكأنّها واقعة ‏حتماً، وهو أمر، إنْ حصل، ثمّة مخاوف جديّة على مستويات دولية ‏وإقليمية ومحلية من أن تتوسّع مساحة تداعياته وحرائقه الى ما هو ‏أبعد من إيران.‏

وسط هذه الأجواء، هناك خشية كبرى من أن تصل الرياح العاصفة الى ‏لبنان، وعندها أيّ لبنان سيكون؟ فلبنان الذي هو أصلاً في خطر ‏وجودي اقتصاديّاً، وماليّاً، ونقديّاً، واجتماعيّاً، ومعيشيّاً، مهدّد بما هو ‏أعظم إنْ اقتربت منه العاصفة، وكل العالم ينصح، ويحذّر، ويرسم ‏للمتسلّطين على البلد الطريق الى استرداد بعض من مناعته، ‏والخطوة الأولى في هذا الطريق تشكيل حكومة، لكنّ المُفجع هو أنّ ‏الخطر على لبنان ليس من الخارج، بقدر ما هو من الداخل، وإصرار ‏المتسلّطين على بَيع البلد ومصيره بثمن بَخس في بازار مصالحهم ‏ومكاسبهم وسياساتهم الصغيرة!‏
‏ ‏
مكايدات
المنطقة تتقلّب على نار احتمالات خطيرة تهدّد بتَبدّل صورتها وبَعثرة ‏خرائط دولها وحدودها، امّا لبنان فيكاد يذوب بالكامل، فيما أقصى ‏أولويات أصحاب الأمر والنهي، هي مَن يقضم أكثر مِن جبنة الحكومة، ‏ومن يتحكّم بها وبقرارها! وهو ما يتبدّى في حفلة المكايدات المتبادلة ‏بين طبّاخي الحكومة، التي لا تُنذر فقط بدخول البلد في فراغ حكومي ‏طويل جداً، بل تشرّع الباب قصداً أمام عواصف خارجيّة تمحو أثره!.‏
‏ ‏
تشاؤم
آخر مستجدات التأليف أنّه انتهى الى افتراق كلّي بين الرئيسين عون ‏والحريري، والمشهد بينهما، كما يرسمه مطّلعون على تفاصيل ‏التعقيدات، يعكس تشاؤماً كليّاً حيال إمكانية بلوغهما التوافق على ‏الحكومة. وبالتالي، ليس في الامكان تحديد المدى الذي قد تبلغه ما ‏يمكن وصفها بـ”حرب المعايير” التي دخلا فيها، ذلك أنّ كلّ طرف رَسّم ‏حدوده بشكل نهائي، ويُلقي الكرة في ملعب الآخر”.‏
يتقاطع ذلك مع تأكيد قطب سياسي لـ”الجمهورية” على “أنّ التشاؤم ‏سائِد عند كل الناس، وأفق التأليف مُقفل بالكامل، وما يزيد من حدة ‏الاقفال هو أنّ لغة الكلام العقلاني معطّلة بالكامل، ولا أحد يتكلّم مع ‏أحد”.‏

وما يتخوّف منه القطب السياسي هو “ارتفاع حدة الخطاب السياسي ‏بين طرفي التأليف، الى حَدّ يُخشى معه أن تصبح “حرب المعايير” ‏مفتوحة على احتمالات وتداعيات سلبية يصعب تداركها او احتواؤها، ‏خصوصاً انّ التشنج لم يعد خافياً بينهما، فمحيط الرئيس المكلف ‏يُدحرج كلاماً عالياً، وبدأ يسوّق لـ”تشكيلة أمر واقع” يضعها الحريري ‏في يد عون. والحال نفسه في الجهة المقابلة، سواء عبر “التيار ‏الوطني الحر” بنوابه وقيادييه، أو عبر رئيس الجمهوريّة نفسه، الذي ‏ضَمّن خطاب الاستقلال قصفاً مركّزاً في اتجاه الرئيس المكلّف من ‏دون ان يسمّيه، بحديثه عَمّن يستقوي ويتستّر بالمبادرات الانقاذية ‏للخروج عن القواعد والمعايير الواحدة التي يجب احترامها وتطبيقها ‏على الجميع”.‏

ويَخلُص القطب السياسي الى القول: “الوضع متفجِّر سياسياً، وأخشى ‏أن أقول: أبشِر بطول تصريف أعمال يا حسان دياب، ليس لشهر أو ‏شهرين بل لشهور طويلة. ففي الأساس، ملف التأليف الحالي أشبَه ‏ما يكون بـ”زواج بالاكراه”، وليس خافياً على أحد أنّ الكيميا “مش راكبة ‏أصلاً” بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وعلاقتهما متشنّجة ‏ورؤاهما مختلفة، وأقرب ما تكون إلى مزيج من الماء والزيت يستحيل ‏أن يختلطا، بالتأكيد هناك عامل مرتبط بالحكومة وبالاختلاف على ‏وزارات أو تسميات وما الى ذلك، ولكن يُضاف الى ذلك العامل ‏الشخصي الذي يُفاقِم كلّ ما عداه، فكيف يُمكن والحالة هذه أن يتّفقا ‏على حكومة؟ أمام هذا الوضع، أقول بكل صراحة: أنا مع تأليف حكومة ‏حتى بالإكراه، وتُفرض فرضاً على “المُتنكادين”؛ لقد ضاع البلد بينهما ‏ولم يبق منه شيء”.‏
‏ ‏
لا معلّق ولا مطلّق!‏
إلى ذلك، كشفت مصادر معنية بملف التأليف لـ”الجمهورية” أنّه منذ ‏اللقاء الأخير بين الرئيسين عون والحريري لم تبرز أيّ إشارة الى ليونة ‏في المواقف، فرئيس الجمهورية مُصرّ على موقعه ودوره كشريك في ‏عملية التأليف، رافضاً تجاوز هذا الدور من قبل الرئيس المكلف، ‏وبالتالي هو له كلمته ورأيه، ليس فقط في تسمية الوزراء المسيحيين، ‏بل بسائر الوزراء. ومن هنا يأتي إصراره على تسمية غالبيّة الوزراء ‏المسيحيّين (7 وزراء، يشكّلون “الثلث المعطّل” في الحكومة، ومن ‏ضمنهم وزير الطاقة الذي يصرّ عون على إبقاء هذه الوزارة مع فريقه ‏السياسي على غرار تثبيت وزارة المالية من ضمن الحصة الشيعية).‏

في مقابل ذلك، والكلام للمصادر نفسها، إصرار الرئيس المكلّف على ‏أن تأتي هذه التسمية من قبله ورفضه ان يَحوز أي طرف على الثلث ‏المعطّل، وهو بالفعل قدّم في اللقاء الأخير مع عون مجموعة أسماء ‏لم يصل إلى توافق حولها مع رئيس الجمهورية. إضافة الى الإصرار ‏على إخراج الطاقة من حصة الرئيس وفريقه، انسجاماً مع الطرح ‏الفرنسي الذي حدّد الطاقة إضافة الى 3 وزارات أخرى: المال ‏والاتصالات والاشغال، لإسنادها الى وزراء يعتبرون محل ثقة من راعي ‏المبادرة الفرنسية باعتبارها مرتبطة بمؤتمرات الدعم للبنان وتشكّل ‏الممرّات الإلزامية التي ستدخل من خلالها اموال المساعدات، خصوصاً ‏انّ التجربة الماضية مع هذه الوزارات جعلت الفرنسيين لا يثقون ‏بإسنادها الى الجهات التي تَولّتها في الفترات السابقة، وكانت سبباً ‏في الهدر والفساد.‏

تؤكد المصادر أنّ الهوة واسعة بين الطرفين، وأجواءهما تعكس تصلّباً، ‏وبالتالي ليس ما يؤشّر الى رغبة الطرفين في تضييق هذه الهوة، بل ‏على العكس، كلّ منهما يلقي كرة التراجع في ملعب الآخر، ولكن لا ‏رئيس الجمهورية في وارد التراجع، ولا الرئيس المكلّف في وارد ان ‏يعدّل المعيار الذي وضعه لتأليف حكومة اختصاصيّين من غير ‏الحزبيّين يسمّي وزراءها، مُتسلحاً بتجاوب مختلف الاطراف مع توجّهه ‏هذا، ما عدا رئيس الجمهورية وفريقه السياسي.‏

تِبعاً لذلك، تؤكد المصادر أنّ الحديث عن احتمال تشكيل الحكومة في ‏وقت قريب هو غير واقعي، ما يعني أنّ ملف تأليف الحكومة سيُركن ‏على رفّ المراوحة والتعطيل لفترة طويلة، يُخشى معها من أن تشهد ‏البلاد جولة جديدة من “العنف الحراكي”، وهو ما تؤشّر إليه تحضيرات ‏تجريها بعض المجموعات الحراكية للقيام بتحركات احتجاجة غير ‏مسبوقة في الايام المقبلة، وقد تتزامَن مع معلومات ديبلوماسية ‏تحدثت عن دفعة جديدة من العقوبات الاميركية تطال بعض ‏الشخصيّات السياسية، وبشكل خاص تلك التي يصنّفها الأميركيّون ‏في الخانة الحليفة لـ”حزب الله”.‏
‏ ‏
لقاء جديد
وسط هذه الأجواء، تتحدّث معلومات عن احتمال عقد لقاء جديد بين ‏عون والحريري خلال هذا الأسبوع، إلّا أنّ مصادر سياسية مواكبة ‏للقاءات الرئيسين، وفي ظل التباعد في طروحات رئيس الجمهورية ‏والرئيس المكلف، تستبعد بلوغ اللقاء، إذا حصل، نتائج نوعيّة تضع ‏الحكومة على سكة الولادة، علماً انّ بعض المقرّبين من الحريري لا ‏يستبعدون أن يبادر الحريري الى ان يسلّم رئيس الجمهورية “مسودة ‏حكومية”، ربما خلال هذا الاسبوع.‏
إلّا أنّ المصادر السياسية تلفت الانتباه الى احتمالين: الأول، أن يُبادر ‏الحريري الى تسليم رئيس الجمهورية مسودة حكومية توافقية ‏وتستجيب لِما يطلبه رئيس الجمهورية، وهذا معناه انّ الأمور انتهت ‏الى خواتيم إيجابية تصبح معها ولادة الحكومة فورية، أمّا إذا قدّم ‏مسودة يرفضها عون وتُحاكي الجو الخلافي بينهما، فمعنى ذلك انها ‏ستفتح على مشكل كبير، إذ ستبدو مبادرة الحريري وكأنّه ينأى بنفسه ‏عن مسؤولية تعقيد التأليف، ويرمي كرة التعطيل في ملعب رئيس ‏الجمهورية، وهذا معناه أنه يقطع الشعرة مع عون.‏
‏ ‏
بيت الوسط
ولم تؤكد مصادر قريبة من بيت الوسط أو تنفِ احتمال تقديم ‏الحريري مسودة حكومية الى رئيس الجمهورية، الّا انها شددت، عبر ‏‏”الجمهوريّة”، على التزام الرئيس الحريري بالمبادرة الفرنسية ‏ومتطلباتها، وإنْ كان هناك من قرّر ان يتجاوز هذه المبادرة، فهذه ‏مسؤوليته.‏
ورداً على سؤال عما اذا كان هناك من يتعمّد عرقلة مسعى الرئيس ‏المكلف في التشكيل، ويحاول من وراء ذلك أن يُبعده عبر محاولة ‏دفعه الى الاعتذار، قالت المصادر: لا مكان للاعتذار في قاموس ‏الرئيس المكلّف، وإن كان هناك من يرغب بذلك، فالرئيس الحريري لن ‏يلبّي رغبته. وبالتالي، هو ماضٍ في تأليف الحكومة وفق المعايير التي ‏حددها، وسيستمر في ذلك مهما طال الوقت. وهو لا يعتبر انّ الكرة ‏في ملعبه بل هي في ملعب مَن يحيد عن المبادرة الفرنسية ‏ومندرجاتها.‏
‏ ‏
بعبدا
في المقابل، أكد مقرّبون من القصر الجمهوري لـ”الجمهورية” انّ ‏‏”رئيس الجمهورية كان وما زال متعاوناً الى أقصى الحدود مع الرئيس ‏المكلّف في ملف تشكيل الحكومة، ولن يقبل بمعايير انتقائية او ‏استنسابية تحكم على تأليف الحكومة بالفشل المُسبق. وهو يعتبر انّ ‏هذا الهدف يتحقق فقط عبر اعتماد معايير موضوعية موحّدة، ولن ‏يرضخ لأيّ ضغط، او لأيّ محاولة إلزامه بتشكيلة حكومية تتجاوز دوره ‏وشراكته في التأليف. وبالتالي، إنّ موقفه الحازم والنهائي هو شديد ‏الوضوح بأنه لن يوقّع أي مسودة حكومية لا تراعي الموضوعية ‏والمعايير الموحدة.‏
‏ ‏
تضييع وقت
الى ذلك، عكست مصادر سياسية واسعة الاطلاع معلومات ‏ديبلوماسية من باريس تتحدث عن امتعاضٍ لدى الإيليزيه من ‏التعاطي السلبي الذي يُبديه بعض القادة في لبنان مع المبادرة ‏الفرنسية.‏
وبحسب المعلومات، فإنّ الايليزيه يعتبر انه لو كانت هناك صدقية ‏لدى القادة في لبنان لتشكيل حكومة تجُري الاصلاحات المطلوبة، ‏لكانت هذه الحكومة ولدت من دون أي عوائق او مماطلة، كمثل التي ‏نشهدها في هذه الفترة.‏
وتشير المعلومات الى أنّ باريس متشائمة جرّاء ما تسمّيها لعبة ‏تضييع الوقت الجارية في لبنان، وهي تحذّر من أنّ الاستمرار في ‏عرقلة تأليف حكومة ستكون له تداعيات في منتهى السلبيّة على ‏لبنان.‏
‏ ‏
رهان على مستجدات!‏
إلّا انّ مرجعاً سياسياً أكد لـ”الجمهورية” أنّ “تأخير تأليف الحكومة ‏مردّه الى أنّ بعض المعنيين بهذا الملف تجاوزوا المبادرة الفرنسية، ‏وربطوا التأليف بالعامل الخارجي، وحَشروه في ما قد يحصل من ‏تطورات، سواء على مستوى المنطقة او على مستوى انتقال السلطة ‏في الولايات المتحدة الاميركية، رهاناً منهم على ظروف قد تنشأ، ‏وترجّح كفّة مكاسبهم في الحكومة الجديدة”.‏
ورداً على سؤال عما يتردّد عن “فيتو” أميركي على وجود “حزب الله” ‏في الحكومة أو شراكته في تسمية وزراء فيها، قال المرجع: الموقف ‏الاميركي معروف من “حزب الله” وليس جديداً، لكن لم نتلقّ أيّ ‏إشارات مباشرة او غير مباشرة بـ”فيتو” أميركي على “حزب الله” ربطاً ‏بتأليف الحكومة، مع الاشارة هنا الى انّ الحكومة الجاري تشكيلها ‏ليست حكومة سياسية بل هي حكومة اختصاصيين لا حزبيين، ‏وبالتالي لا وجود لـ”حزب الله” فيها أصلاً. وبالتالي، لا اعتقد أنّ هذا ‏الامر يشكّل عائقاً أمام تأليفها.‏
وقال: انّ الفرصة ما زالت متاحة لتشكيل حكومة بالتوافق بين رئيس ‏الجمهورية والرئيس المكلّف، وهذه الحكومة تشكل مصلحة كبرى ‏للبلد، لأنّ وظيفتها هي وَضعه على سكة الانقاذ، وهي في الوقت ‏نفسه مصلحة لرئيس الجمهورية باعتبار انها قد تكون الاخيرة في ‏عهده، ويمكن له من خلالها ان يعوّض عن السَقطات المتتالية التي ‏شهدها العهد منذ انطلاقته وحتى اليوم. كذلك، هي مصلحة للرئيس ‏الحريري قد تمكّنه من استعادة وهج سياسي مفقود، ولكن إنْ ضاعت ‏هذه الفرصة فقد لا يعود في الإمكان تأليف حكومة ربما من الآن ‏وحتى نهاية عهد الرئيس ميشال عون. ونتيجة ذلك، سيبقى العهد ‏‏”أعرج”، وسيبقى الرئيس المكلّف في حال اللّامعلّق واللّامطلّق.‏
‏ ‏
‏”أمل” تردّ على عون
الى ذلك، أكد المكتب السياسي لحركة “أمل” أنّ المطلوب هو إنجاز ‏الحكومة بأسرع وقت ممكن، والانطلاق نحو تطبيق البرنامج الاصلاحي ‏المتّفق عليه. واعتبر، في بيان تلاه النائب علي حسن خليل، أنه لم يعد ‏مقبولاً الاكتفاء بتسربيات حول ما يجري في الخفاء بمسألة التشكيل، ‏مشدداً على أنّ المطلوب مصارحة الرأي العام حول العقَد الحقيقية ‏التي تؤخر إنجاز الاستحقاق.‏
ورأى أنّ المطلوب عدم التذرّع ورَمي الاتهامات ورفع الشعارات حول ‏المساواة وغيرها لإعاقة تأخير تشكيل الحكومة.‏
ولفت الى أنّ حركة “أمل” قدمت كل التسهيلات من اجل إنجاز تشكيل ‏الحكومة بأسرع وقت والوصول الى حكومة قوية وقادرة.‏
وفي ما خَص التدقيق الجنائي، أكّد خليل إصرار “الحركة” والتزامها في ‏السير بالتدقيق في مصرف لبنان والوزارات والمؤسسات والإدارات.‏
وقال: حركة “أمل” تقدّمت بواسطة كتلة التنمية والتحرير باقتراح ‏قانون لإخضاع كافة الوزرارات والادارات للتدقيق الجنائي، وهو اقتراح ‏جدير بالتوقف عنده لأنه يفتح باب المساءلة والمحاسبة.‏
‏ ‏
عون يخاطب المجلس
وكان رئيس الجمهورية قد أمضى يومه أمس بحثاً عن الوسائل التي ‏يمكن اللجوء اليها من أجل إحياء مشروع التدقيق الجنائي كخطوة أولى ‏تؤدي الى إمكان إحياء الحوار مع شركة “الفاريس ومارسال” للعودة ‏عن قرار انسحابها أو البحث عن شركة أخرى تقوم بالمهمة عينها.‏
وعلمت “الجمهورية” في ساعة متقدمة من ليل أمس، أن عون قرر ‏توجيه رسالة الى مجلس النواب يحضّه فيها على اتخاذ الخطوات ‏التشريعية المؤدية الى ضمان الظروف التي تسمح بـ “التدقيق ‏الجنائي” مستنداً الى الفقرة 10 من المادة 53 من الدستور التي ‏أعطته صلاحية مخاطبة مجلس النواب.‏
وعلمت “الجمهورية” أن فريقاً من المستشارين أنجز نص الكتاب ‏أمس، وسيسلم اليوم الى الأمانة العامة للمجلس في أول يوم عمل ‏يلي عطلة الإستقلال.‏
‏ ‏
الموقف السعودي
الى ذلك، يبرز موقف سعودي هو الأول من تشكيل الحكومة في ‏لبنان، اعتبر فيه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل ‏سعود، في مقابلة مع الصحافية الأميركية هادلي غامبل، أنّ “أهم ما ‏يمكن للبنان أن يقوم به هو مساعدة نفسه، فالوضعان السياسي ‏والاقتصادي في لبنان هما ثمرة طَبقته السياسية التي لا تقوم ‏بالتركيز على تحقيق الرخاء لشعب لبنان”.‏
ورأى أنّه “على الحكومة اللبنانية التركيز على القيام بإصلاحات ‏حقيقية، وتقديم الخدمات من أجل البلد وبدء العمل على إمكانياته”.‏
‏ ‏
دعوة لمفاوضات مباشرة
وفي خطوة لافتة في شكلها ومضمونها، أطلق وزير الطاقة ‏الاسرائيلي يوفال شتاينيتز تغريدة، عبر حسابه على تويتر أمس، توجّه ‏فيها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وجاء فيها: “أوّلاً، رغم ‏وضع العلاقات الراهنة بين بلادنا أود أن أتمنى للشعب اللبناني، ليس ‏فقط عيد استقلال سعيد، بل أيضاً انتعاشاً سريعاً من الأزمة التي ‏تعيشونها”‏
وعن موضوع ترسيم الحدود ونَفي الرئاسة اللبنانية أنّ لبنان بَدّل ‏موقفه في موضوع الحدود البحرية 7 مرات، قال: “للأسف الشديد ‏يبدو انكم لا تعرفون كل الحقائق حول هذا الأمر، وذلك بسبب قيام ‏الطرف اللبناني بتبديل مواقفه حول الحدود البحرية مرات عديدة خلال ‏السنوات الـ15 الأخيرة”.‏
وأشار شتاينيتز إلى أنه “على قناعة بأنه لو استطاع الطرفان الالتقاء ‏وجهاً لوجه في إحدى الدول الأوروبية من أجل إجراء مفاوضات علنية أو ‏سرية، لكانت لهما فرصة جيدة لحل الخلاف حول الحدود البحرية مرة ‏واحدة وللأبد، وبذلك سنستطيع ان نساهم في تعزيز مستقبل ‏الشعبين الاقتصادي ورفاهيّتهما”.‏

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *