أكدت وزيرة الاعلام في حكومة تصريف الاعمال الدكتورة منال عبد الصمد نجد، في حديث الى “اذاعة لبنان” ضمن برنامج “صالون الجمعة” مع الزميلة منى باز، لمناسبة عيد ميلاد السيدة فيروز، ان “السيدة فيروز رفعت اسم لبنان عاليا واستطاعت جمع اللبنانيين حول صوتها وفنها. وليتنا، من خلال هذه التجربة، نستطيع ان نلتقي كلبنانيين في كثير من المواضيع لننهض ببلدنا اكثر واكثر، لان خلافاتنا وانشقاقاتنا هي التي اوصلتنا الى هذا الانهيار”.
اضافت: “السيدة فيروز هي أيقونة لبنان طبعت اسمه عاليا، وأذكر خلال دراستي في فرنسا كانوا يتكلمون عنها كثيرا خصوصا عندما غنت في بيرسي. وفي لبنان كانت ترافقنا صباحا بأغنياتها أثناء ذهابنا الى العمل أو الجامعة. هي تراث، والانسان الذي لا تاريخ له لا مستقبل له، ونحن يجب ان نركز على تاريخنا وعلى هذه الحضارة لنستعيد لبنان الحضارة والفن والجمال”.
ووصفت الوزيرة عبد الصمد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للسيدة فيروز بـ”المميزة، لانه استطاع ان يختصر جميع اللبنانيين بشخص أعطى صورة رائدة عن لبنان، ونحن مطلبنا هو ان يتم تكريمها على صعيد الوطن كي تكون مثالا لكل شخص متميز بأنه يستطيع من خلال انجازاته الفردية ان يرفع اسم لبنان في كل المحافل الدولية”.
التلفزيون ثقافة
وعن يوم “التلفزيون العالمي” الذي يصادف غدا السبت في 21 تشرين الاول، قالت الوزيرة: “التلفزيون أبعد من ان يكون شاشة، هو عبارة عن ثقافة بلد وحضارة وإعلام للجمهور الداخلي والخارجي، يقوم بإيصال الصورة الصحيحة والصادقة، من خلاله نستطيع القيام بالتغيير والقاء الضوء على مكامن الخلل للتصحيح في المجتمع او القاء الضوء على المكامن الايجابية لاستقطاب السواح والمستثمرين، لانه يجمع الصوت والصورة”.
وتابعت: “التطور الذي حصل في عالم التكنولوجيا ودخلت اليه عناصر كثيرة خلقت منافسين للتلفزيون وغيرت دوره، كي لا يكون ضمن اطار البث التلقيني بتقديم معلومات فقط، بل هو ايضا تفاعلي مع الجمهور من خلال التقنيات المستعملة حاليا في التواصل والتفاعل. كما ان وسائل التواصل الاجتماعي التي يصل صوتها ويضاهي الوسيلة الاعلامية المسموعة والمكتوبة لها أثر كبير على الجمهور”.
واكدت ان “التلفزيون ما زال موجودا ومكانته عالية، لكن يجب تطويره لجهة البث وكيفية عرضه للأمور كي تتماشى مع التكنولوجيا الحديثة، فقد اصبح كل شيء مختصرا من خلال هواتفنا، ولم نعد ننتظر لنشاهد برنامجا معينا في توقيت معين فقط بل اصبحنا نشاهده وفق اوقاتنا”.
تلفزيون لبنان
وعن وضع تلفزيون لبنان حاليا، قالت: “عندما استلمت وزارة الاعلام، كان تلفزيون لبنان هاجسي لاننا دائما نتغنى بالماضي لنبني مستقبلا افضل. نحن نتغنى بان لدينا أقدم تلفزيون على الصعيد العربي وفي المنطقة والشرق الاوسط، وهذا ليس بسيطا ابدا، خصوصا وأن تلفزيون لبنان يضم ارشيفا مميزا عريقا ونادرا، ويجب القاء الضوء على هذا الامر وننطلق منه. التلفزيون الذي أسس في العام 1959 مر في مطبات كثيرة، لجهة غياب مجلس الادارة لسنوات، وبسبب هذا الغياب لا دور للوزير الا في الاطار الضيق، تصريف الاعمال، وبالتالي لا قدرة لتطوير التلفزيون في ظل عدم وجود ادارة، وحتى الادارة داخليا لديها مشاكل تحتاج لحلول”.
اضافت: “كسبا للوقت، ركزت على تعيين مجلس للادارة لنستطيع التطوير من خلاله، خصوصا وان الموارد البشرية موجودة، وبدأنا بالاجراءات ودخلنا في آلية موضوعية لاختيار رئيس واعضاء لمجلس الادارة، ووصلنا الى أول عملية فرز من اصل 139 طلبا، نجح منهم 75. وبعد الفرز الثاني لقائمة مختصرة، كنا ننوي البدء بالمقابلات مع الناجحين في الخامس من آب الماضي تمهيدا لرفع اسمائهم الى مجلس الوزراء، لكن حصلت نكبة انفجار المرفأ في الرابع من آب وتحولت الانظار الى اتجاه آخر واستقالت الحكومة وتغيرت الامور، ولاننا في مرحلة تصريف الاعمال لا يمكننا متابعة الآلية في التلفزيون”.
وقالت: “المشكلة الاكبر اننا في لبنان قد ندخل في كتاب غينيس لجهة عدد سنوات وايام تصريف الاعمال التي تتجاوز أحيانا الايام الفعلية للحكومات وهذا غير مقبول”.
ارشيف فيروز
وعما اذا كان ارشيف السيدة فيروز في تلفزيون لبنان محفوظا، قالت عبد الصمد: “هذا الموضوع هو قيد البحث، ففي فترة معينة كان التلفزيون مملوكا بشراكة بين القطاعين العام والخاص الذي عاد واستملكه وحده وبعد ذلك استرجعته الدولة . قد يكون تم بيع جزء من الارشيف خلال هذه الفترة، لكن نحن لدينا القانون 75 الذي يحمي الابداع والملكية الفكرية، والارشيف لا يباع قد نعطي حق الاستعمال، لكن ضمن شروط واحترام لاحكام القانون”.
وتابعت: “اذا بدأنا من هنا فهي مسألة أخلاقية قبل ان تكون قانونية، وفي الوقت نفسه هي مسألة تدمر المجتمع لانها لا تحمي حرية الفكر وبالتالي لا تحمي الابتكار والابداع، في حين ان هؤلاء هم اصحاب حقوق. نحن في تلفزيون لبنان اصحاب حقوق ولا يحق لاي احد ان يعرض اي مادة لتلفزيون لبنان من دون الانتباه لهذه الخصوصية، وهذا تمن”.
الحماية من كورونا
وعن دور التلفزيون في ايصال حملة تطبيق “معا” للحماية من كورونا التي اطلقتها مع وزير الصحة، قالت عبد الصمد: “اولا، اود ان اقول ان رمزي نجار هو رجل اعلامي واعلاني بامتياز، فارقنا اليوم بسبب كورونا وما يزال الناس يقولون ان ليس هناك كورونا. لذلك يجب ان نبدأ من هنا، وكل تعازينا الحارة لعائلة نجار التي لم تخسره هي فقط بل خسرناه جميعا. هو صديق عزيز وله لمساته عندما كنا في طور اعداد الخطة الاعلامية لوزارة الاعلام، كنا نتشارك معه في الآراء والافكار، لان افكاره ثورية. انه من الأشخاص المميزين الذين نفتقدهم، هو الذي يخرج عن اطار العادات ويسير بأفكار ابداعية مميزة، كلنا بحاجة اليه، ولقد غادرنا للاسف باكرا، والعالم اجمع خسره وليس فقط لبنان”.
اضافت: “بالعودة الى دور التلفزيون بالتوعية، ان دوره اساسي جدا خصوصا بعدما وضع اكاديميون دراسة تؤكد ان التلفزيون هو المصدر الاساسي للحصول على المعلومات في موضوع كورونا، وبالتالي فان تركيزنا على التلفزيون بالصوت والصورة والتفاعل يؤدي الى تجاوب الناس. الآن، تغير نوع الرسالة التي نريد توجيهها، فلم تعد فقط للانتباه من خلال وضع الكمامة والتعقيم وغسل اليدين وغيرها وهي امور ضرورية، ولكن هناك ما هو أبعد من ذلك يجب ان نصدق ان كورونا موجودة. من الممكن ان يكون المصاب من فئة ال 3 % وتضرب جهازا معينا في الجسم وتقضي عليه، لذلك يجب ان نعي ذلك والانتباه من دون ان نعيش في قلق دائم”.
وشددت على “التركيز في حملاتنا على معاناة الاشخاص المصابين”، وشكرت كل المحطات بمن فيها تلفزيون لبنان ووسائل الاعلام الخاصة التي استجابت للدعوة التي اطلقناها بالتوعية حول كورونا وخلقت مواد اعلامية خاصة بها، بالاضافة الى المواد التي زودناها بها وكانت تركز على معاناة أشخاص”، وقالت: “من هنا خرجنا من اطار ال rational للفايروس ودخلنا في اطار ال emotional لخدمة المجتمع”.
الخطة الاعلامية
وعن الخطة الاعلامية التي تعدها بالتعاون مع الـ UNDP والنائب السابق غسان مخيبر، اشارت عبد الصمد الى ان “هذه الخطة تتعلق بموضوع الحق في الوصول إلى المعلومات، وهو حق مكتسب لكل مواطن في ان يعرف ما هي حقوقه وما هي واجباته، ومن واجب الدولة أن تقدم له هذه المعلومات ضمن اطار اصول المهنة، ولا يمكن التذرع بأصول المهنة لعدم اعطاء المعلومات. فنحن تبنينا هذا الموضوع لنطلق حملة اعلامية لتوعية الجمهور والمواطن على حقوقه، يمكنه مثلا الاطلاع على العقود وعلى موازنة الدولة وغيرها، لان المحاسبة والمساءلة والشفافية تبدأ من هنا. هذه خطوة أساسية، وفي الوقت نفسه هي خطة لتوعية الموظف على المعلومات التي يحق له ان يقدمها، والاهم الا يخرج هذا القانون عن نطاقه الواسع للتطبيق بل يجب أن نطلقه بشكل واسع قدر المستطاع وعدم التذرع ببعض المواد المقيدة له لعدم تطبيقه”.
الاستقلال
وعن ذكرى الاستقلال هذه السنة، قالت عبد الصمد: “يجب ان نستقل اولا من الكيديات والعدوانية ومن التفكير الطائفي الذين يبعدنا ويفرقنا اكثر فأكثر، هذا هو الاستقلال الذي نطلبه الآن، لذلك يجب ان نعي ما وصلنا اليه، فقد تراجعت دولتنا الى الوراء ووصلت الى مرحلة الانهيار، في حين كان من المفترض أن نتقدم. لذلك يجب ان نعي ونعيد النظر بانسانيتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض وبالمصلحة الوطنية اولا قبل اي شيء آخر”.
الحكومة
وأملت عبد الصمد ان” تبصر الحكومة النور في اسرع وقت لان تصريف الاعمال معرقل لعمل الحكومة ومقيد للبلد، وهذا ما يؤدي الى الانهيار. فمصالح الدولة معرقلة ومتوقفة بسبب تصريف الاعمال الذي يؤدي الى انهيار اكبر ومتسارع، ولو كان السياسيون ومن يشكل هذه الحكومة يعرفون حجم الضرر الذي يلحق بالبلد بسبب التأخير في تشكيل الحكومة لكانوا شكلوها امس قبل اليوم “.
وعن الدور الذي تقوم به وامكان عودتها في الحكومة العتيدة، قالت: “لا ينحصر الدور الذي يمكن للشخص ان يلعبه فقط بالحكومة بل في اي مكان يمكن ان يخدم فيه بلده، ويكون اساس اهدافه ورؤيته مصلحة البلد. فليس كل شيء في مركز نيابي او وزاري، هناك ادوار عديدة يمكن ان نلعبها سواء في المجتمع المدني أو في القطاع الخاص او في وزاراتنا. وانا على استعداد للقيام بأي دور يخدم البلد”.
اضافت: “انا لا أفعل دوري بل اقوم بدوري، ضمن اطار تصريف الاعمال. نحن اعلام، وعلينا ان نسلط الضوء على كل ما يدور حولنا وان ننظم بعض الأمور الاعلامية وندير وزاراتنا بشكل جيد وان نستمر في المشاريع التي بدأناها في اطار ما يسمح لنا تصريف الاعمال”.
حقوق الطفل
وعن دور وسائل الاعلام في قمع محاولات تعنيف الاطفال في يوم انتهاك حقوق الطفل، قالت عبد الصمد: “هذا الموضوع يجب ان نسلط الضوء عليه، بالاضافة الى مواضيع اخرى. ولكن للاسف موضوع كورونا طغى على اهتماماتنا، ولكن انتهاك حقوق الطفل والاعتداء عليه وكذلك الاعتداء على المرأة الذي ازداد في ظل الوضع الاقتصادي الضيق والظروف الصعبة التي نمر به، لذلك يجب ان نسلط الضوء على كل هؤلاء الاشخاص الذين نعتبرهم من الضعفاء في مجتمعنا وان نعمل على توعية المجتمع لنراعي حقوقهم”.
واختتم الحوار بأغنية “بحبك يا لبنان” للسيدة فيروز بناء على طلب عبد الصمد التي قالت: “كل الدنيا تغني بحبك يا لبنان، ونحن اصبحنا نحبه اكثر لاننا رأينا اللبنانيين يتكاتفون امام المصائب التي تجمعهم لإيجاد الحلول لها “.