لم يمض اسبوع بعد على الهجوم الذي نفّذه طالب لجوء أفغانيّ على قطارٍ في مقاطعة بافاريا الألمانية، وتبنّاه تنظيم «داعش»، الاثنين الماضي، حتى شنّ مسلحون مجهولون، أمس، هجوماً على مركز تجاري مزدحم في مدينة ميونيخ، قتل فيه تسعة أشخاص، من دون أن تتمكن السلطات من توقيف المنفذين، أو تحديد الدافع وراء الهجوم حتى وقت متأخر من ليل أمس.
ودانت دول عدة الهجوم على رأسها الولايات المتحدة، معلنة تضامنها مع المانيا، في وقت دعت فيه المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى عقد جلسة لمجلس الامن الفدرالي اليوم. وعلى الرغم من ان اي تنظيم ارهابي لم يتبن الهجوم حتى ساعة متأخرة من الليل، الا ان مواقع التواصل الاجتماعي المقرّبة من تنظيم «داعش» احتفلت على طريقتها بالاعتداء المسلح على المدنيين في ميونيخ، وذلك غداة تحذير من وزارة الداخلية الالمانية من احتمال تعرض البلاد الى هجوم ارهابي.
وأكدت شرطة ميونيخ أن تسعة أشخاص قتلوا وجرح آخرون جراء إطلاق نار عشوائي في مركز «اولمبيا» التجاري، مشيرة إلى أنها تشتبه في كون إحدى الجثث تعود لأحد المنفذين. وكانت صحيفة «تي زد» أفادت عن مقتل أحد منفذي الهجوم، فيما ذكرت مجلة «فوكوس» أن أحد المهاجمين أطلق النار على رأسه وفارق الحياة.
وأعلنت السلطات الألمانية حال الطوارئ في ميونيخ، ثالث أكبر مدينة في البلاد، وتم إيقاف المواصلات العامة وإغلاق الطرقات السريعة مع انتشار كثيف للقوات الأمنية فينواحي المدينة كافة، بينما طلب من المواطنين إخلاء الشوارع وملازمة منازلهم، وسط تحذيرات من وجود مسلحين طلقاء في الشوارع.
وقالت متحدثة باسم الشرطة «نعتقد أن هناك أكثر من مهاجم، تلقينا أول تقارير عن إطلاق نار الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي وبدأ إطلاق النار في ما يبدو في ماكدونالدز الموجود بمركز التسوق»، وقد أظهر مقطع فيديو تم بثه عبر الإنترنت رجلاً باللباس الأسود يطلق نيران مسدسه على الناس خارج المطعم.
وفي حين أكدت الشرطة عدم وجود أي مؤشرات لارتباط العملية بجماعات إسلامية، أعلن مدير مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بيتر ألتماير، عدم إمكانية حسم ما إذا كان حادث إطلاق النار يمثل «عملا إرهابيا»!
وقال للتلفزيون الألماني «لا يمكننا تأكيد وجود صلة لما حدث بالإرهاب ولا يمكننا تأكيد عكس ذلك أيضا.. لكننا أيضا نحقق في هذا الاتجاه»، لافتاً إلى أن مجلس الوزراء الخاص بالشؤون الأمنية سيعقد اجتماعا لتقييم الموقف.
وتعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بـ «تقديم كل الدعم الذي تحتاج اليه المانيا، احد اقرب حلفائنا، للتعامل مع الهجوم»، كما وجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، من جانبه «رسالة دعم شخصية» للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل.
وجاء هجوم الأمس بعد أيام على إصابة عدد من ركاب قطار ألماني في هجوم نفذه طالب لجوء يبلغ من العمر 17 عاماً بفأس، وهو أول هجوم يتبناه «داعش» في ألمانيا. وأطلقت الشرطة النار على المراهق بعدما أصاب أربعة أشخاص من هونغ كونغ كانوا على متن القطار بالإضافة إلى امرأة من سكان المنطقة أثناء هروبه.
وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره حذر الأربعاء من أن بلاده ستتعرض على الأرجح لمزيد من هجمات الإسلاميين المتطرفين، لكنه هوّن من قدر أي صلة بين سياسة «الباب المفتوح» التي تتبعها حكومته مع اللاجئين والهجوم الذي نفذه اللاجئ الأفغاني في ولاية بافاريا الاثنين.